جنبلاط يستكمل مصالحته مع «حزب الله».. وينتقد إثارة الغرائز لدى من يغلب عليهم الأفق الضيق

الحزب رأى أنها ليست لمجرد طي صفحة بل لتأكيد العزم على المضي معا

النائب وليد جنبلاط خلال لقاء «المصالحة» بحضور رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد (يسار) والنائب علي حسن خليل عن حركة أمل (وسط) في الشويفات أمس (أ.ف.ب)
TT

واصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط لقاءات «المصالحة» مع «حزب الله» والقوى المتحالفة مع سورية، وكان جديدها أمس مشاركته في لقاء مصالحة بين أهالي بلدة الشويفات، حيث الغالبية الدرزية، وجارتها الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث الغالبية الشيعية، بعد اشتباكات شهدتها المنطقة في 11 مايو (أيار) 2008، إثر العملية العسكرية التي نفذتها قوى «8 آذار» في بيروت ضد قوى الموالاة، ثم نقلتها إلى الجبل بعد 4 أيام انطلاقا من الشويفات.

واعتبر جنبلاط أنه «بإتمام مصالحة الشويفات يختتم جرح كاد يدمر التواصل التاريخي والإنساني والسياسي بين الجبل والضاحية وبيروت لو توسع». وثمن في كلمته أثناء مصالحة الشويفات «مواقف عائلات الشهداء» في الشويفات «الذين ترفعوا عن الألم» شاكرا كل القوى السياسة لاحتضانها هذه المصالحة. ولفت جنبلاط إلى أن «العودة إلى الملابسات التي سبقت السابع من أيار (مايو) لا فائدة منها إلا في إطار إثارة الغرائز عند بعض من يغلب عليهم الأفق الضيق أو الانغلاق». واعتبر جنبلاط أن «الكفاح والنضال المشترك وتقاسم الخبز والملح فوق كل اعتبار، هو قدر أهل الضاحية والجبل وبيروت».

وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل أن العلاقة المشتركة مع الحزب «التقدمي الاشتراكي» ليست لمواجهة أحد أو اصطفافا، بل لتشكيل تكامل بين جميع أبناء الوطن. وشدد خليل، باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال إلقائه كلمته في مصالحة الشويفات، على دوام التفاهم وعمق الروابط بين أهل الجبل والضاحية، وبالقدرة على تجاوز المشكلات بالحوار، مؤكدا على العمل المشترك والالتزام باتفاق الطائف لتحصين التضامن الداخلي. ورأى خليل أن لقاء المصالحة هو تجسيد «لالتزامنا بالعلاقات المميزة مع سورية وإيمان بفلسطين التي تبقى القضية المركزية». وأشار خليل إلى أن «الصفحات المؤلمة على مرارتها طويت بفضل الوعي من الجميع، وبالدرجة الأولى عوائل الشهداء».

ووصف رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد لقاء المصالحة في الشويفات بأنه «ليس لمجرد طي صفحة لا نريد قراءتها، بل لتأكيد عزمنا على المضي معا لنحفظ بعضنا وبلدنا وشركاءنا من اللبنانيين وحلفاءنا من المناضلين». وذكر رعد في كلمة ألقاها عن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بالمناسبة، أنه «لا يمكن فصل وحدة العيش بين الشويفات والجبل والضاحية والجنوب والبقاع»، عازيا إياها بأنها «قدر محتوم من العيش الواحد والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وهذا القدر عصي عن التبديل»، معتبرا أن «الشراكة بيننا أصل ثابت والتزام ثابت ومصلحة استراتيجية للبنان، وهذه الشراكة أعمق وأوسع وأصلب من أن يهزها إعصار أو ضغوط».

وذكر أنه «بالأمس كنا وسنبقى اليوم جبهة واحدة نرسم تاريخا مديدا من النضال ضد عدو عنصري يستهدفنا جميعا، وضد تخلف داخلي على الصعيد الإنمائي والاقتصادي»، لافتا إلى أن «هناك فريقًا يريد أن يبقى لبنان رهن الانقسام والنزاعات». وشدد على «أننا اليوم نسعى معا لقيام الدولة القادرة والعادلة والمطمئنة للجميع على اختلاف الطوائف، وننتصر معا لضمان حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه، ودعم قضيته وانتزاع الحقوق المدنية والإنسانية لأبنائه اللاجئين ونحرص على استئناف العلاقات المميزة مع سورية لما لذلك من خير على بلدنا». واعتبر راعي المصالحة، رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، أن احتضان المقاومة والمحافظة عليها والتكامل القائم بين الجيش والمقاومة هو الضمانة الوحيدة لحماية لبنان، ولمنع الإسرائيلي من أن يعيد الكرة فيجتاح لبنان، لافتا إلى أن كل النصائح الآتية من الأجانب ومن غير الأجانب بوجوب التخلي عن المقاومة هي مشاريع هدفها إزالة لبنان عن الوجود، «هذا ما أكدته التجارب ومن لا يتعلم من تجاربه يشكو من الإعاقة الوطنية»، لافتا إلى أن السهام التي توجه من الداخل إلى المقاومة توجه إلى صدر لبنان وقلبه. وقال أرسلان إن كل نقطة دم هدرت في الساعات الثلاث من أحداث أيار (مايو) مسؤولية تسكن عقول كل المسؤولين وقلوبهم، ونهر هادر يعيد مسيرة الوحدة الوطنية بين الجبل والضاحية فيكرس «شهداؤنا الوحدة اللبنانية لنستأنف معا درب الحياة الوطنية والصمود والمقاومة لصد الحرب العنصرية، ولنبني معا الوحدة الوطنية».