مصادر فلسطينية في دمشق لـ «الشرق الأوسط»: السوريون بانتظار رد عباس حول اقتراح لقائه مشعل والفصائل

عريقات وياسر عبد ربه ومسؤولون بالسلطة: لا لقاءات مع زعيم حماس

TT

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب السوري اقترح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن يتم خلال زيارته المقترحة إلى دمشق لقاء له مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأيضا قادة الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، «من أجل الدفع بجهود المصالحة والوفاق الفلسطيني». وفي رام الله، أكدت السلطة الفلسطينية أن الرئيس عباس سيزور دمشق خلال أيام بعدما يتحدد موعد الزيارة التي جاءت بناء على دعوة من الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها نفت نية عقد لقاء مع مشعل.

وكانت «الشرق الأوسط» كشفت في عدد أول من أمس نقلا عن مصادر فلسطينية مطلعة أن أبو مازن تلقى دعوة من الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة دمشق، وأن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير قام بزيارة سرية إلى دمشق قبل أسبوعين وسلمت إليه الدعوة.

وقالت المصادر الفلسطينية في دمشق أمس إن عريقات «طلب من السوريين قيام أبو مازن بزيارة إلى دمشق»، وأن الجانب السوري رحب بالزيارة، واقترح على أبو مازن لقاء مشعل. وأضافت المصادر الفلسطينية أن «سورية تبذل جهودا لتحقيق المصالحة والوحدة الفلسطينية». ولم تعقب مصادر سورية رسمية على هذه الأنباء.

ورجحت المصادر الفلسطينية أن تتم زيارة محمود عباس إلى «دمشق إذا تم التوافق على آلياتها والمقترحات السورية»، وأشارت المصادر إلى أن زيارة عباس التي لم يتحدد موعدها بعد «تأتي بعد الجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية مع أبو مازن وحركة حماس خلال الزيارات التي قام بها أبو مازن ومشعل إلى الرياض». وأضافت المصادر أن «الجهود التي تقوم بها السعودية هي من ضمن الجهود التي تبذلها لتحقيق مصالحة فلسطينية ومصالحة عربية، والسعي لعقد قمة ثلاثية بين مصر وسورية والسعودية في الرياض».

يذكر أن مصدرا مسؤولا في وزارة الخارجية السعودية شدد يوم الجمعة الماضي على أن ملف المصالحة الفلسطينية في يد مصر، نافيا ما تداولته بعض الأخبار عن انضمام السعودية لمصر في جهود المصالحة الفلسطينية. وأكد المصدر أن «تصريحات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في كل من الرياض والقاهرة أوضحت أن ملف المصالحة بالكامل في يد الإخوة المصريين، وأعربت عن الأمل في الاستجابة للمبادرة المصرية بالسرعة التي تعيد اللحمة الفلسطينية». وحول موعد زيارة عباس إلى دمشق قالت المصادر الفلسطينية هناك إنه لم يتم تحديد موعد بعد، لكن من المتوقع أن تتم في القريب العاجل، وأن السوريين بانتظار رد عباس بشأن اقتراحهم لقاءه مع الفصائل الفلسطينية لأنهم يريدون من هذه الزيارة أن «تعطي دفعة للوفاق الفلسطيني إلى الأمام، على أن يتم استكمال آلياتها في القاهرة».

من جهته، قال صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لفتح، أمس في رام الله، إن أي لقاء سواء على مستوى الرئيس أبو مازن ومشعل أو حتى على مستوى مرافقيهما لن يتم، واصفا ما تم تداوله بالإشاعات التي ليس لها أي أساس من الصحة. وقال ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «لا أظن أن هذا سيحدث، ولا أعتقد أن أي لقاء مع مشعل سوف يحدث لا في دمشق ولا في أي مكان آخر».

واعتبر عبد ربه أن «مثل هذه التسريبات تهدف إلى بث القلاقل ضد مصر، وتصويرها بأنها لا تستطيع إنجاز المصالحة الفلسطينية في حين أن عاصمة عربية أخرى تستطيع ذلك، في ظل صراع إقليمي لا طائل من ورائه».

واتهم عبد ربه قيادة حماس بالسعي لاقتسام «كعكة غزة» مع حركة فتح، وليس الانتخابات أو التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، مشددا على أنه ليس لأي فصيل فلسطيني الحق في ذلك.

وطالب عبد ربه حركة حماس بالالتفات إلى «المعركة الكبرى» التي يخوضها الشعب الفلسطيني والمتمثلة بالاستيطان الإسرائيلي والقدس، متهما حركة حماس بأنها ليست معنية بذلك، وأنها «تصب كل طاقتها ضد مصر بهدف استمرار عمل الأنفاق حتى تبقي اللصوصية ويبقى استغلال الدم الفلسطيني قائما». وقال مسؤولون آخرون إنه لا جدوى من عقد مثل هذا اللقاء، قبل إجراء مصالحة. وقالت مصادر في السلطة لـ«الشرق الأوسط» إن السلطة تنظر للمسألة من باب أنها تحرج مصر أيضا، إذ لا يعقل بعد كل هذه المحاولات المصرية، والدور السوري ضد السلطة، أن تأتي الانفراجة من دمشق. وبحسب المصادر، فإن عباس يريد توقيع المصالحة وإنجازها في مصر وليس في أي دولة أخرى.

وكان الرئيس بشار الأسد أكد حرص سورية على «لم الشمل الفلسطيني وتوحيد صفوفه»، ودعمها «أي جهد يساعد على إنجاح المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام». وبحث لقاء الرئيس الأسد مع مشعل «موضوع المصالحة الفلسطينية والمساعي المبذولة لتحقيقها»، وقال بيان رئاسي إن الرئيس الأسد أكد «حرص سورية على لم الشمل الفلسطيني وتوحيد صفوفه، ودعمها لأي جهد يساعد على إنجاح المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام»، معتبرا أن «تحقيق المصالحة هو الطريق الوحيد كي يستطيع الفلسطينيون العمل على استعادة حقوقهم ومواجهة التحديات التي تعترض مسار القضية الفلسطينية».

ونقل البيان عن مشعل إعرابه عن «تقديره الكبير لما تقوم به سورية والرئيس الأسد لمساعدة الشعب الفلسطيني في فك الحصار المفروض عليه وتوحيد كلمة الفلسطينيين».

وجاء هذا اللقاء بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دمشق، وبحثه موضوع المصالحة الفلسطينية في مقدمة الموضوعات التي تناولها مع الأسد، وذلك بعد زيارة قام بها مؤخر خالد مشعل إلى الرياض، ضمن جولة عربية وإقليمية شملت اليمن وإيران وليبيا والبحرين. كما التقى مشعل الخميس الماضي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في إطار الجهود العربية المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وفي السياق ذاته، عقدت قيادات الفصائل الفلسطينية (بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي) ولجنة المتابعة الوطنية للمؤتمر الوطني الفلسطيني وعدد من الفعاليات والشخصيات الفلسطينية يوم أمس اجتماعا، أكدوا فيه رفضهم «للتحركات الأميركية والاتصالات التي تقوم بها بعض الأنظمة العربية من أجل إعادة مسار المفاوضات مع العدو الصهيوني»، ورفض «الخطة الأميركية التي تهدف لإعادة المفاوضات العبثية المتكررة والنيل من قوى المقاومة والسعي لإخضاع قطاع غزة للمسار السياسي في إطار الرؤيا الأميركية - الإسرائيلية». كما ندد المجتمعون في بيان تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه بما وصفوه «الدور الذي تقوم به السلطات المصرية في تشديد الحصار على قطاع غزة من خلال إقامة الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة»،