مقتل 5 بغارة أميركية في باكستان

وزير الخارجية البريطاني يدعو لحل سياسي للعنف بكراتشي

TT

قتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح خمسة آخرون في غارة نفذتها طائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية، استهدفت مجمعا سكنيا في مقاطعة وزيرستان الشمالية القبلية شمال غربي باكستان. وقالت مصادر أمنية باكستانية إن الغارة استهدفت المجمع الواقع في قرية إسماعيل خيل غرب ميران شاه البلدة الرئيسية في وزيرستان الشمالية على الحدود مع أفغانستان، وأشارت إلى أن الطائرة الأميركية أطلقت صاروخين أصابا المجمع الذي يستخدمه مسلحون معسكرا للتدريب. وقال مسؤولون إن الغارة استهدفت معقل أحد قياديي طالبان الذين قاتلوا القوات الأميركية عند غزوها لأفغانستان ويدعى حافظ غول بهادور. ويشاع عن بهادور أنه يسيطر على نحو 2000 مقاتل يرسل بهم عبر الحدود إلى أفغانستان.

من جهتها، ذكرت صحيفة «ذا نيوز» اليومية الصادرة بالإنجليزية أن القذيفتين اللتين أطلقتهما الطائرة الأميركية من دون طيار الليلة الماضية أسفرتا أيضا عن جرح ستة مسلحين في قرية إسماعيل خيل. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أنه يعتقد أن القتلى والجرحى يتبعون الزعيم القبلي المحلي حافظ غول بهادور. ويعد هذا الهجوم الجوي الثاني في غضون يومين، حيث كان خمسة على الأقل من مسلحي طالبان قد لقوا حتفهم أول من أمس جراء إصابة صاروخين لمركبتهم بالقرب من ميران شاه كبرى بلدات وزيرستان الشمالية. وعززت الولايات المتحدة من غاراتها الجوية داخل الحزام القبلي الباكستاني الذي تقول إن عناصر طالبان و«القاعدة» يخططون ويشنون منه هجمات دامية ضد القوات الغربية التي تخوض حربا ضد التمرد في أفغانستان. وتعارض إسلام آباد علنا مثل هذه الهجمات بطائرات من دون طيار، إلا أن المحللين يعتقدون أن الحكومة اتفقت بصورة سرية مع واشنطن على هذا. وتزيد مثل هذه الهجمات التي أودت بحياة أعداد من المتمردين من بينهم قادة للتمرد المشاعر المعادية للولايات المتحدة بين الباكستانيين الذين يعتبرون هذه الهجمات انتهاكا للسيادة الوطنية.

إلى ذلك ندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، أمس، بأعمال القتل التي وقعت أخيرا في كراتشي، المركز المالي لباكستان، ودعا إلى إجراء مفاوضات بين الأحزاب السياسية في محاولة لوقف العنف. وقد قتل أكثر من 30 شخصا في المدينة الساحلية التي يعيش بها نحو 18 مليون شخص منذ الخميس، معظمهم تابعون لأحزاب سياسية حاكمة متنافسة. وقال ميليباند للصحافيين في كراتشي، حيث يقوم بجولة دبلوماسية: «أريد أن أضيف صوتي إلى كثيرين آخرين أكدوا رغبتهم في رؤية نهاية فورية للعنف السياسي». وطالب نواب من حركة «متحدة قومي» العرقية قيادتهم، مطلع الأسبوع الحالي، بالانسحاب من التحالف الذي يقوده حزب الشعب الباكستاني، الذي يتزعمه الرئيس آصف علي زرداري، بسبب «التوجه غير المسؤول» تجاه حالات القتل التي وقعت. ووصل ميليباند إلى باكستان، أول من أمس، لإجراء محادثات بشأن جهود مكافحة الإرهاب، خاصة مواجهة تمرد حركة طالبان بالقرب من الحدود الأفغانية.

وتأتي زيارة الوزير البريطاني قبيل مؤتمر دولي بشأن أفغانستان مقرر عقده في لندن في 28 يناير (كانون الثاني) الحالي. وقال ميليباند: «من المهم تذكر، ربما على الأخص هنا، أن القضايا التي نناقشها ستحدد مصير عدة ملايين من الناس، وتريد المملكة المتحدة أن تكون شريكا إيجابيا لباكستان في السنوات المقبلة».