أعلن الوكيل الأول بوزارة الداخلية اليمنية، اللواء الركن محمد عبد الله القوسي، أن قوات الجيش والأمن تخوض المعركة الأخيرة مع الحوثيين في مدينة صعدة القديمة، وقال إن هذه القوات نفذت أمس المرحلة الأخيرة من تطهير مدينة صعدة القديمة والتي سميت بعملية «ضربة الرأس» والتي تهدف للقضاء على ما تبقى من الحوثيين المتمردين المتحصنين في منازل المواطنين. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت عن اللواء القوسي قوله: إن العملية العسكرية الجارية في صعدة القديمة «كبدت العناصر الإرهابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والسلاح»، مشيرا إلى أن «وحدات من القوات المسلحة قامت، أول من أمس، بتدمير عدد من الأوكار التابعة للإرهابيين في منطقة مران وضحيان وآل حميدان ودماج ومنطقة النوعة وجبل الجوة»، وأن تلك المعارك أسفرت عن «مقتل العديد من العناصر الإرهابية والتخريبية وتدمير مخازن الأسلحة التابعة للحوثيين في تلك المناطق».
وكان الحوثيون قد شنوا 4 هجمات كبيرة على مدينة صعدة منذ بداية الحرب السادسة التي اندلعت بين الجانبين الحكومي والحوثيين وسقط المئات من المهاجمين الذين كانوا يهدفون إلى السيطرة على مدينة صعدة كي يسجلوا هدفا استراتيجيا عسكريا وسياسيا في هذه الحرب التي تعتبر أطول حرب بين الجانبين منذ اشتعال الحرب الأولى في 18 يونيو (حزيران) من العام 2004. وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن مدينة صعدة القديمة شهدت معارك واشتباكات عنيفة استهدفت مواقع وتحصينات للحوثيين في صعدة القديمة وسقط العديد من القتلى في صفوف الحوثيين في الوقت الذي نفذت فيه المقاتلات من القوات الجوية اليمنية هجمات على مواقع وأهداف يتواجد فيها الحوثيون في مناطق العند والطلح والمشتل بالقرب من مطار مدينة صعدة.
وقصف الطيران تجمعات للحوثيين في العند والخفجي وترافق هذا القصف مع قدوم مجاميع للحوثيين لنجدة بعض المواقع التي قامت القوات الحكومية باقتحامها بإسناد جوي من سلاح الطيران في منطقتي الخفجي والعند من محور صعدة. وقالت مصادر محلية في محور صعدة إن قوات الجيش قتلت أكثر من 10 من المتمردين في جبل الخزان في هجوم شنه مسلحون من المتمردين على مواقع عسكرية في ذات الجبل. وأكدت ذاتها المصادر أن قوات الجيش قبضت على 3 صوماليين كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين فيما قالت مصادر عسكرية إن وحدات عسكرية من قوات الجيش قامت بعمليات لتمشيط مواقع كان المتمردون يتواجدون فيها بعد أن سيطر الجيش عليها في آل عقاب وأحرقت سيارتين في المنطقة ذاتها وأفشل الجيش محاولة لمسلحين من أتباع الحوثي حاولوا التسلل في مواقع الزعلاء وتبة البركة وتبة شمسه والعمشية من محور سفيان بمحافظة عمران ومني المهاجمون خسائر في الأرواح والعتاد الحربي كما أحبطت محاولات مماثلة للتسلل في جبل الخزان وكمب الملاحيظ والمزرق وقالت المصادر العسكرية إن الحوثيين خسروا أفرادا وعتادا في هذه الاشتباكات التي هاجم فيها الحوثيون هذه المواقع ودمرت القوات الحكومية أوكارا وتحصينات في منطقة تعرف بشعاب وادي الخزان وبدأ الجيش بتمشيط الشعاب التي تقع بالقرب من هذه المنطقة وفي منطقة ظهر الحمار وجبل الدخان من الجيوب والأوكار وأحرقت قوات حكومية مواقع للحوثيين في مران وجبال غافر وشدا ومفرق ذويب وسقط العديد من المتمردين بين قتيل وجريح لكن المصادر العسكرية لم تذكر الخسائر التي وقعت في قوات الجيش في عموم هذه الاشتباكات والاختراقات المتبادلة بين قوات الجيش والحوثيين في مختلف المواقع والمحاور العسكرية في صعدة والملاحيظ وحرف سفيان.