الصومال: جماعة «أهل السنة» تستولي على مدينتين بالوسط.. ومعارك حول مدينة ثالثة

مصر تبلغ جيبوتي انفتاحها على أي مبادرة لتسوية الأزمة الصومالية

TT

أعلنت حركة أهل السنة والجماعة (الطرق الصوفية الموالية للحكومة الصومالية) أمس الأربعاء عن استيلاء ميليشياتها على بلدتين مهمتين بوسط الصومال، هما «ورحولو» و«وبحو»، بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام، دارت بين ميليشياتها ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين. وفي مدينة «بلدوين» (340 كم إلى الشمال من العاصمة مقديشو) تدور معارك أخرى لليوم الرابع على التوالي على الرغم من انخفاض حدتها، بين ميليشيات أهل السنة ومقاتلي الحزب الإسلامي. وقتل نحو 40 شخصا معظمهم من الميليشيات المتقاتلة، وأصيب نحو 65 آخرين، وكان الطرفان يتقاتلان من أجل السيطرة على المدن الاستراتيجية بوسط الصومال.

وتلعب الآيديولوجية الدينية دورا كبيرا في تأجيج الحرب الدائرة بوسط الصومال، حيث يتبادل أطراف الصراع (أهل السنة والجماعة وحركة الشباب) الاتهامات التي وصلت إلى حد التكفير واستباحة دم الطرف الآخر، وهو ما لم يكن مألوفا في الحروب التقليدية بين الميليشيات القبلية الصومالية. وتتواصل حركة نزوح جماعية للمدنيين من مناطق القتال، وتحديدا مدينة بلدوين، وعدة قرى بإقليم جل جدود بسبب هذه المعارك التي دخلت أمس يومها الرابع على التولي، وبدأ المئات من سكان المدن والقرى القريبة من مناطق القتال في هيران وجل جدود الفرار من ديارهم، وتحولت معظم أحياء مدينة بلدوين شبه خالية من السكان بعدما فر منها أكثر من نصف سكانها. وأعربت المفوضية العليا للاجئين عن قلقها إزاء الظروف الإنسانية التي يواجهها النازحون بوسط الصومال، وقال بيان للمفوضية «إن نحو 7 آلاف شخص فروا من ديارهم بمدينة طوسمريب وحدها، التي شهدت معارك عنيفة بين ميليشيات أهل السنة وحركة الشباب. وقالت المفوضية إنها تقوم حاليا بمناقشات مع شركائها من المنظمات المحلية لمعرفة السبل لإيصال المساعدات إلى المشردين هناك.

من جهة ثانية عرض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على وزير خارجية جيبوتي محمود على يوسف ملامح الرؤية المصرية للتوصل إلى حل للصراع في الصومال، معربا عن استعداد مصر «للتجاوب مع أي مبادرة إيجابية تساعد على تسوية الصراع في الصومال»، وحرصها على دعم التنسيق الإقليمي والدولي لتأمين مشاركة الأطراف المعنية بإيجابية في جهود التسوية. وشهد اللقاء التوقيع على 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم التعاون بين مصر وجيبوتي، وشملت الاتفاقيات مجالات الثقافة والتعليم والتضامن الاجتماعي والإعلام والسياحة والتعليم العالي، وكذلك المجالات الرياضية والنقل البحري والعمل والهجرة، علاوة على اتفاق لإلغاء تأشيرات حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة، إضافة إلى اتفاق للتعاون بين الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا وحكومة جيبوتي.

وقال السفير حسام زكي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أكد على الاهتمام الذي توليه مصر لتعميق وتعزيز آفاق التعاون القائم بين البلدين، بما يخدم أهداف تحقيق الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجه البلدين.

وشدد أبو الغيط على استمرار هذا الدعم من خلال الأجهزة والمصالح المصرية وفى مقدمتها الأزهر الشريف والصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا، مشيرا إلى أن الأزهر خصص 13 منحة دراسية لطلبة من جيبوتي خلال العام الدراسي الحالي، وأنه يوجد حاليا في جيبوتي 12 خبيرا للصندوق المصري في مجالات التعليم والصحة والقضاء.