مقرب من المالكي: بعثيون من تيار الدوري ويونس الأحمد يجتمعون في دمشق لتخريب الانتخابات

الأديب لـ «الشرق الأوسط»: لقاءات في أربيل والسليمانية واسطنبول * قيادي بعثي: سنعود بالمقاومة وليس بالانقلاب

TT

فيما أكد قيادي في حزب الدعوة الإسلامية، الذي يتزعمه نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية، عن اجتماع قياديين بعثيين عراقيين في دولة مجاورة للعراق من أجل العمل على «تخريب» الانتخابات البرلمانية القادمة، نفى بعثي عراقي هذه التصريحات، مؤكدا أن «حزب البعث لا يعترف بالعملية السياسية العراقية كونها من صنيعة المحتل الأميركي، وبالتالي فنحن ليست لنا علاقة بالانتخابات».

وأوضح علي الأديب، عضو مجلس النواب العراقي عن حزب الدعوة الإسلامي، أن «بعثيين عراقيين اجتمعوا في دمشق أخيرا، بينهم ممثلون عن تيار عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وتيار محمد يونس الأحمد، القيادي في حزب البعث والمنشق عن تيار الدوري، وبعثيون آخرون للعمل على تخريب الانتخابات النيابية القادمة في العراق».

وقال الأديب لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «البعثيين يريدون الاستفادة من فرصة الانتخابات لتخريب العملية السياسية»، مجيبا عن سؤال فيما إذا كانت مفردة الاستفادة تعني المشاركة في الانتخابات أو محاربتها، بقوله «في كلتا الحالتين سواء من خلال التسلل والمشاركة في الانتخابات ومن ثم تخريب العملية السياسية، أو العمل على تخريبها من الخارج»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «هناك الكثير من الذين تسللوا إلى البرلمان أو الحكومة وعملوا على تخريبها».

وكشف الأديب عن أن «هناك برلمانيين وسياسيين هربوا من مذكرات قضائية باعتقالهم، وآخرين ما زالوا موجودين لكن جهات داعمة لهم تقف ضد القبض عليهم»، موضحا أن «السلطات الأمنية كانت قد عثرت على سيارة مفخخة في بيت عدنان الدليمي، عضو البرلمان ورئيس جبهة التوافق العراقية السنية، وإلا أين هو الدليمي اليوم ولماذا لا يحضر إلى اجتماعات البرلمان، كما أن محمد الدايني تورط بتفجير البرلمان وهو أحد أعضائه وقد ألقت السلطات الماليزية القبض عليه لكننا لا نعرف لماذا تم تأخير موضوع تسليمه إلى السلطات العراقية وهو مطلوب للقضاء العراقي»، منوها إلى أن «هؤلاء وغيرهم صدرت بحقهم مذكرات اعتقال. لم يشاركوا في العملية السياسية من أجل بناء العراق والإيمان بالديمقراطية وإنما من أجل تخريبها».

وفي رده على سؤال حول مع من ستجرى عملية المصالحة الوطنية التي تتحدث عنها الحكومة العراقية، قال الأديب «المصالحة مع من تاب عن أخطائه وانتمائه للبعث، هؤلاء الذين كانوا مضطرين للانتماء للبعث حفاظا على وظائفهم وحياتهم وهذا معروف، لهذا فإن الحكومة وهيئة المساءلة والعدالة أعادت الكثير من البعثيين إلى وظائفهم وأعادت لهم رواتبهم، بل تمنح الرواتب لعوائل المدانين منهم، كما تمت إعادة ضباط كبار في الجيش العراقي وهم الآن يعملون على خدمة العراق ومؤمنون بالعملية السياسية، لكننا لا نتصالح مع من يروج لأفكار البعث الذي ارتكب الكثير من الجرائم ضد العراقيين»، منوها إلى أن «هناك بعثيين يعقدون اجتماعات في أربيل والسليمانية واسطنبول».

وحول قرار هيئة المساءلة والعدالة بمنع الدكتور صالح المطلك وكتلته من الترشيح للانتخابات القادمة، قال القيادي في حزب الدعوة الإسلامي، إن «هيئة المساءلة والعدالة قانونية وقراراتها قانونية وإن هناك أدلة تؤكد ترويجه لأفكار البعث، سواء من خلال تصريحاته أو خطاباته ومنها تأكيده أن البعثيين سيحتلون 40% من مقاعد البرلمان القادم، ومطالبته بإلغاء محكمة الجنايات الخاصة، وإلغاء هيئة المساءلة والعدالة، كل هذه وأدلة أخرى تؤكد ما ذهبت إليه هيئة المساءلة والعدالة»، مشيرا إلى أن «البعث ما زال يقتل ويخرب فكيف لنا أن نسكت عن ذلك أو نتصالح معه، وهم موجودون في الجيش والأجهزة الأمنية والوزارة ولم تتم محاكمة إلا من تورط بجرائم كبيرة ضد العراقيين، بل إن حتى هؤلاء الذين تمت إحالتهم إلى المحكمة الخاصة لم يجر إلا محاكمة القليلين منهم ومن تم الحكم عليهم بالإعدام يقف نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ضد تنفيذ الحكم»، مشيرا بوضوح إلى وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم أحمد وعلي حسن المجيد وحسين التكريتي.

من جهته وصف مازن الشيخ، صحافي بعثي عراقي مقيم في دمشق، تصريحات الأديب بـ«الأوهام التي يطلقها هؤلاء الذين جاءوا مع الاحتلال الأميركي»، مشيرا إلى أن «البعث لا يعترف بالعملية السياسية ولا بالانتخابات العراقية لأنها صنيعة الاحتلال، لهذا فهو (البعث) ليس طرفا فيها لا من قريب أو بعيد».

واعترف الشيخ بأن «البعث معني بتحرير العراق من خلال المقاومة التي تضم أكثر من خمسين جيشا وفصيلا مسلحا».

ونفى الشيخ أن يكون «صالح المطلك أو غيره لهم علاقة بالبعث»، وقال «إن الذين جاءوا مع الاحتلال يريدون أن يزجوا بأشخاص ويزعموا بأنهم بعثيون مع أنهم ليسوا بعثيين ولا علاقة لهم بالحزب وأن ما ادعته ما تسمى بهيئة المساءلة محاولة لزج البعث في عملية نحن لا نعترف بها على الإطلاق»، في إشارة واضحة إلى الانتخابات، منوها إلى أن حزب البعث «سيشارك في العملية السياسية بعد أن يتم تحرير العراق عن طريق المقاومة الشعبية وليس عن طريق الانقلاب، فزمن الانقلابات انتهى، ومن ثم يقرر الشعب من خلال صناديق الاقتراع من الذي سيحكم العراق».

وأوضح الشيخ بأن «هناك أعدادا كبيرة من الشباب في العراق انتموا للبعث بعد الاحتلال الأميركي لأنهم وجدوا في حزبنا الممثل الحقيقي لطموحاتهم بالخلاص من الاحتلال».