المالكي يدعو الجامعة العربية إلى التأثير على دول «تؤوي» إرهابيين وفضائيات تحرض على العنف

بن حلي: بغداد ستستضيف القمة العربية لعام 2011 * الهاشمي يعبر عن قلقه من تسميم أجواء الانتخابات

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع مساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي في لقاء جمعهما ببغداد أمس (رويترز)
TT

دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جامعة الدول العربية إلى حضور مميز في بغداد، وطالبها بـ«التأثير» على الدول العربية التي تؤوي إرهابيين، أو التي تنطلق من أراضيها فضائيات تحرض على العنف. فيما عبر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي عن «قلقه من محاولات البعض استخدام النفوذ لتسميم الأجواء قبل الانتخابات».

وجاءت تصريحات المالكي والهاشمي لدى عقدهما، أمس، في بغداد، لقاءين منفصلين مع أحمد بن حلي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث جرى خلال اللقاء بحث التطورات التي يشهدها العراق والاستعدادات لإجراء الانتخابات البرلمانية في مارس (آذار) المقبل.

وأكد المالكي، حرص العراق على حضور الجامعة العربية وإدامة العلاقات بين العراق وبقية الدول العربية، مشيرا إلى قيام النظام العراقي السابق بـ«تعكير أجواء هذه العلاقات».

وبحسب بيان حكومي عراقي فقد دعا المالكي الدول العربية إلى «الاطلاع على حقائق الأمور والتطورات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يشهدها العراق وعدم الاكتفاء بالتصورات القديمة أو الاعتماد على المعلومات التي تنقلها بعض الفضائيات التي تشوه الحقائق»، مضيفا أن «مرحلة الانتخابات مهمة لاستكمال بناء النظام السياسي عبر تشكيل مجلس نواب جديد يرسم خارطة سياسية جديدة في عراق خال من الطائفية والتي شلت عمل المجلس الحالي».

وقال المالكي «نقدر حضور الجامعة العربية ونطمح أن يكون حضورا متميزا مع بقية المنظمات الدولية»، ودعا الجامعة العربية إلى «لعب دور إيجابي في التأثير على الدول العربية التي تؤوي إرهابيين أو التي تنطلق من أراضيها فضائيات تعلّم المواطنين كيف يصنعون القنابل بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العراق».

وكان العراق قد اتهم سورية بإيواء عناصر من حزب البعث المنحل لتنفيذ سلسلة التفجيرات التي طالت العاصمة العراقية العام الماضي، وأدى ذلك إلى حدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين. من جهته، عبر بن حلي عن «اطمئنانه وارتياحه للتطورات الجارية في العراق والمرحلة الجديدة التي يقبل عليها في ضوء الإنجازات الواضحة التي حققتها الحكومة العراقية»، بحسب البيان الحكومة العراقي. وقال «لقد حققتم إنجازات كبيرة ووضعتم العراق على الخط الإيجابي بسلامة وحكمة»، مؤكدا أن «الأنظار تتجه إلى العراق الذي يستعد لإجراء الانتخابات النيابية والتي تتطلب من السياسيين الابتعاد عن التصريحات التي تعكر هذه الأجواء».

وأكد بن حلي أن «الجامعة العربية تعمل على التواصل مع العراق ونقل الصورة الإيجابية عن التطورات الحاصلة في العراق».

وأضاف مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية «كنت في غاية الفرح عندما رأيت الجندي العراقي يقوم بواجبه في الشوارع بدل الجندي الأجنبي، وأن هذه التطورات وحالة الأمن والاستقرار ستشجع المستثمرين العرب ورجال الأعمال على التوجه إلى العراق»، وأضاف أن «الجامعة العربية ستقدم كل ما تستطيع لدعم العراق من خلال الحضور وتفعيل اللجان المشتركة وتسهيل وإنجاح الانتخابات، والقيام بكل ما من شأنه دعم حالة الأمن والاستقرار في العراق». من جانبه، عبر طارق الهاشمي عن قلقه من «محاولات البعض استخدام النفوذ لتسميم الأجواء قبل الانتخابات في إطار حسابات سياسية ضيقة تستهدف التسقيط السياسي تحت ذرائع شتى مما سيترك آثارا خطيرة على الانتخابات والعملية السياسية».

وجاءت تصريحات الهاشمي في سياق تعليقه على قرارات هيئة المساءلة والعدالة التي أعلنت أخيرا عن منع 15 كيانا عراقيا من خوض الانتخابات النيابية بدعوى الارتباط بحزب البعث المنحل. ومن أبرز الذين تم استبعادهم جبهة الحوار الوطني التي يتزعمها السياسي السني البارز صالح المطلك.

وقال الهاشمي إن الحل يكمن «في تشريع قانون قواعد السلوك الانتخابي، فالموضوع لا ينحصر في القلق على سياسي لهذا الطرف أو ذاك وإنما على مستقبل العملية السياسية برمتها، بل الإشفاق على استقرار العراق الذي يبدو أن البعض لا يكترث لذلك ولا يُعنى به».

وكان مجلس الرئاسة العراقي قد اقترح قانون السلوك الانتخابي الذي يدعو إلى تحويل حكومة المالكي إلى حكومة تصريف أعمال وضمان عدم استغلال الحكومة للمال العام في الدعاية الانتخابية. وكانت الجامعة العربية قد أعلنت أن العراق سيستضيف القمة العربية العام المقبل ونقلت تقارير صحافية محلية عن بن حلي أن العراق سيستضيف القمة العربية عام 2011.

ونقلت التقارير عن بن حلي قوله «سأقدم تقريرا شاملا عن مجمل تطورات الأوضاع في العراق وسيكون مطروحا على طاولة وزراء الخارجية العرب، وأمام القادة العرب في قمة طرابلس في مارس (آذار) المقبل». وأكد مصدر في الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» أن «نائب الأمين العام للجامعة العربية (أحمد بن حلي) أدلى بتصريح أكد فيه أن القمة العربية عام 2011 سيستضيفها العراق».