أيلون يعتذر عن إهانة السفير التركي.. وجهود أميركية لاحتواء الأزمة

كديما يطالب بالتحقيق في أضرار ليبرمان على سياسة إسرائيل الخارجية

TT

قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن الإدارة الأميركية تدخلت لوقف التدهور في العلاقات التركية الإسرائيلية في أعقاب الإهانة التي وجهها نائب وزير الخارجية، داني أيلون، إلى السفير التركي في تل أبيب، أحمد أغوز تشيليكول. وقالت إن الولايات المتحدة تسعى إلى تسوية الخلافات بين الطرفين بشكل جذري.

وأضافت هذه المصادر أن الإدارة الأميركية تنظر بقلق بالغ إلى تدهور العلاقات بين حليفيها المقربين في الشرق الأوسط، وترى في ذلك خطرا على مصالحها في المنطقة. ولكن هذه المصادر شككت في إمكانيات نجاح هذه الجهود، وقالت إن إدارة أوباما حاولت التوصل إلى مصالحة بينهما في الجولة الأولى من الأزمة، إبان الحرب على قطاع غزة، لكنها فشلت. ومن المشكوك فيه أن تنجح حاليا، بعد أن تعمقت الجراح في نفوس كل طرف وبشكل خاص بعد فضيحة الإهانة العلنية للسفير التركي في إسرائيل، بشكل لم يسبق له مثيل في الدبلوماسية العالمية.

وكان أيلون، وبعد الرد الغاضب على تصرفه في تركيا الذي تردد صداه في العالم أجمع وأثار استنكارا واسعا حتى لدى أصدقاء إسرائيل، قد أصدر بيانا تراجع فيه عن الإهانة. وأعرب عن ندمه على طريقته الفظة في إهانة السفير. ومع أنه لم يعتذر بكلمات واضحة، إلا أنه قال إنه لن يكرر مثل هذا التصرف في المستقبل، وإنه سيكون أكثر دبلوماسية في تصرفاته. وبعث برسالة إلى السفير أعرب فيها عن أسفه، وقال إنه يرجوه ألا يعتبر تصرفه إساءة شخصية. كما بعث برسائل مشابهة إلى الحكومة التركية عبر أصدقاء له هناك، حيث تبين أن أيلون، وقبل انتخابه في الكنيست، كان يعمل مستشارا لعدة شركات حكومية تركية.

وفي إطار الجهود للتراجع، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، بأنه يحيي أيلون على ندمه. وقال إنه يتفهم غضب أيلون من المسلسل التركي اللاسامي، ولكنه يرى ان تصرفه لم يكن دبلوماسيا. وأضاف نتنياهو قائلا إن الأزمة مع تركيا تعود بالأساس إلى الانحراف في مواقفها في الشرق الأوسط، واقترابها من سورية وإيران. وإنه يرى في هذا الانحراف خطرا على مصالح الغرب كله، حيث إن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وصداقاتها مع سورية وإيران وأذرعهما الإرهابية في لبنان (حزب الله) وقطاع غزة (حماس والجهاد) تهدد بوصول أسرار عسكرية غربية إلى محور الشر، وإلى تسلل الإرهاب بأعداد كبيرة إلى أوروبا.

من جهة ثانية، يواصل السياسيون والإعلاميون الإسرائيليون هجومهم على أيلون ورئيسه الوزير أفيغدور ليبرمان ونتنياهو، بسبب إهانة السفير التركي. وتوجه رئيس لجنة المراقبة البرلمانية، يوئيل حسون، وهو من حزب «كديما» المعارض، برسالة إلى مراقب الدولة، ميخائيل لندن شتراوس، يطلب فيها التحقيق في سياسة الحكومة ووزير الخارجية ونائبه بشكل خاص، التي تدمر العلاقات الحسنة مع الكثير من دول العالم وتركيا بالذات. وقال حسون إن كبار السياسيين في إسرائيل عملوا بجهود خارقة على تحسين صورة إسرائيل في العالم، وأوصلوها إلى علاقات جيدة مع غالبية دول العالم، لكن هذه الحكومة تنجح في غضون شهور قليلة في هدم ما بني عبر عشرات السنين.

وأكدت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، من خلال تسريبات إلى الصحافة، ما ورد في رسالة حسون. وقالت إن تركيا تشهد صراعا جديا حول العلاقات مع إسرائيل. وإن هناك قوى كثيرة غير راضية عن هجوم رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، على السياسة الإسرائيلية في مقدمتها الجيش ورئيس الجمهورية، عبد الله غول. ولكن التصرف الأحمق المتغطرس لنائب وزير الخارجية وحد جميع الأتراك ضد إسرائيل.

وتترك هذه الأزمة بصماتها أيضا على مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأفادت شركات السياحة الإسرائيلية بأن 16% من السياح الإسرائيليين بالخارج اختاروا في الموسم المنصرم تركيا لإمضاء عطلتهم السنوية فيها. ولكن في سنة 2010 ستنخفض هذه النسبة إلى أقل من النصف (7%). وشكا أصحاب شركات السفر المتعاطون مع تركيا من أنهم يتعرضون في الأيام الأخيرة إلى مضايقات من المتطرفين اليهود. وبعضهم يهدد بإحراق مكاتبهم والاعتداء عليهم وعلى عائلاتهم بسبب تسويق رحلات سياحية إلى تركيا.