لبنان: انفجار قرب منزل مسؤول لحزب الله يبتر ساق طفلة ويجرح شقيقها وجارتها

عناصر من الجيش اللبناني أمام المبنى، حيث وقع الانفجار في بلدة كفر فيلا بجنوب لبنان، أمس (أ.ب)
TT

لم تكد الفتاة ديانا محمد زريق التي لم تتجاوز أحد عشر عاما من عمرها تخطو قرب مدخل المبنى حيث تقيم عائلتها، حتى انفجرت عبوة أطاحت بقدمها وأصابت شقيقها حسن (7 سنوات) صباح أمس، بشظايا تسببت له في جروح طفيفة. ديانا وحسن كانا ينتظران باص المدرسة صباح أمس، عندما انهمر المطر، فقررا العودة إلى مدخل المبنى، حينها داست ديانا على جسم غريب ودوى الانفجار الذي أصاب أيضا زينب مهدي (16 عاما). المبنى المؤلف من طابقين يملكه أبو إسماعيل حمدان في بلدة كفرفيلا في إقليم التفاح (وهي مسقط رأس نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم) ويقطن أحد طابقيه والد المصابين محمد زريق، ويقطن الطابق الثاني المسؤول في حزب الله الحاج مهدي هزيمة (والد زينب). وقد أوضح مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن «حجم العبوة صغير جدا، وقد انفجرت عندما داستها ديانا، لتصاب هي وشقيقها، بالإضافة إلى زينب. وقد توجهت قوة من الجيش اللبناني متمركزة بالقرب من مكان الانفجار إلى هناك فورا وطوقت المكان وبدأت تحقيقاتها التي استكملت بعد وصول الفنيين». وأضاف المصدر أن «من المرجح أن يكون المستهدف الحاج مهدي هزيمة، وهو يسكن في المبنى ذاته. إلا أن التحقيقات الأولية تحتاج إلى متابعة لمعرفة تفاصيل هذه الجريمة التي أفقدت طفلة بريئة قدمها». وفور وقوع الحادث خيمت أجواء من الهدوء الحذر على بلدة كفرفيلا في منطقة إقليم التفاح إثر حالة التوتر التي عاشتها القرية، وسادت أجواء من الهلع والتوتر في المكان الذي طوقه الجيش اللبناني. ونقل حسن وديانا إلى مستشفى النبطية الحكومي، أما زينب فنقلت إلى مستشفى الشيخ راغب حرب. وفي حين فضل الأهالي في المنطقة التزام الصمت حيال التفاصيل، علمت «الشرق الأوسط» أن والد ديانا وحسن محمد زريق لا ينتمي إلى أي جهة حزبية، وهو مسافر إلى إحدى الدول الأفريقية حيث يعمل في محل لصنع الحلويات العربية. وأجريت في مستشفى النبطية الحكومي جراحة لديانا زريق التي بترت ساقها اليسرى، وجهد الأطباء للحفاظ على ساقها اليمنى الممزقة، وستمضي فترة للعلاج في المستشفى. ويعالج شقيقها حسن في غرفة مجاورة وحالته مستقرة، فيما غادرت الجريحة زينب هزيمة مستشفى الشيخ راغب حرب بعد تلقيها العلاج.

هذا وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر كلا من الشرطة العسكرية بإجراء التحقيقات الأولية بإشرافه في انفجار كفرفيلا، والأدلة الجنائية برفع البصمات والتقاط الصور ووضع تقرير بنتيجة عملها، والخبراء العسكريين بمعاينة الموقع ووضع تقرير عن العبوة وحجمها ووزنها وغير ذلك، والأطباء الشرعيين بمعاينة الجرحى في المستشفيات ورفع تقرير عن حالتهم الصحية.

وكان مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله إبراهيم الموسوي قد أشار في تصريح له إلى «عدم وجود معلومات عن تفاصيل انفجار كفرفيلا وسيصدر بيان عن الحزب فور ورود المعلومات الدقيقة».

وفي سياق متصل أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب كامل الرفاعي أن «عناصر من الحزب تتعاون مع الجيش اللبناني لكشف ما حدث في مسألة الانفجار الذي تعرض له المنزل المستهدف»، مشيرا إلى أن «ليس لديه معلومات خاصة، في انتظار ما ستتوصل إليه الأجهزة الأمنية في تحقيقها السري».