باحثون جيولوجيون حذروا من وقوع زلزال هايتي قبل عامين

صدع زلزالي تراكمت فيه الضغوط ينفجر بعد 250 سنة

TT

الزلزال الذي ضرب هايتي بقوة 7 درجات على مقياس ريختر أول من أمس أدى إلى حدوث أضرار فادحة، بسبب قرب مركزه من سطح الأرض، إذ لم يزد عمقه على 10 كيلومترات. كما تعرضت البلاد إلى عشرات من الهزات الارتدادية الشديدة، كان عدد منها بقوة 5 درجات.

وتعتبر هذه الزلازل الأسوأ من نوعها في هايتي منذ قرنين من الزمن.

إلا أن زلزالا مدمرا بقوة 8.2 درجة كان قد ضرب جمهورية الدومنيكان المجاورة لها عام 1946، أعقبته أمواج «تسونامي» شديدة. وتتشارك الدولتان في جزيرة واحدة تسمى «جزيرة هيسبانيولا».

وكان علماء الزلازل قد تنبأوا بحدوث زلزال قوي في المنطقة، إذ أشار خمسة باحثين من الولايات المتحدة وجامايكا إلى الخطر الذي تمثله منطقة الصدع التي تقع إلى الجنوب من الجزيرة التي تتقاسمها كل من الدولتين، المسماة منطقة صدع «إنريكويلا - بلاينتن غاردن». وتوقعوا في دراسة قدمت أمام المؤتمر الجيولوجي الكاريبي الثامن عشر الذي انعقد في مارس (آذار) عام 2008 في سانتا دومينغو بجمهورية الدومنيكان، حدوث زلزال بقوة 7.2 درجة، إن تحررت كل الطاقة المختزنة داخل الأرض.

وقال بول مان، أحد الباحثين الذين تنبأوا بالزلزال، ومؤلف كتاب حول الزلازل في المنطقة، إن هايتي مهددة جدا بسبب نمط بناء بيوتها على سفوح شديدة الانحدار. وتقع المنطقة ضمن تركيبة جيولوجية تلتقي فيها صفائح تكتونية، يحتك بعضها بالبعض الآخر في حركة أفقية: الصفائح الكاريبية وصفائح أميركا الشمالية التكتونية، الأمر الذي يؤدي إلى إزاحتها بمسافة 10 ملليمترات سنويا، وانزياح الصفائح الأولى إلى الشرق. وقد وقعت الزلازل في أحد فروع الصدع الزلزالي الذي لم يشهد أي اهتزازات على مدى 250 عاما وفقا لما ذكره روجر ماسون، الباحث في هيئة المساحة الجيولوجية البريطانية. ولذا فقد ظلت الضغوط المتواصلة تتراكم فيه بسبب احتكاك الصفائح بعضها مع البعض الآخر، لحين وصول الزمن الذي تحررت فيه كل الطاقة المختزنة في المنطقة. وكانت هايتي قد تعرضت لزلازل شديدة أعوام 1451، 1770، 1842، 1860، 1887. ووفقا لمقياس ريختر فإن زلزالا بقوة 5 إلى 5.9 درجة يعتبر معتدلا ويؤدي إلى انهيار المباني الضعيفة، فيما يعتبر زلزال بقوة 6 إلى 6.9 درجة، قويا. وهو يهدد بحدوث أضرار كبيرة على بعد يصل إلى 160 كلم من موقع حدوثه. ويعتبر الزلزال بقوة 7 إلى 7.9، زلزالا كبيرا، فيما يعتبر زلزال بقوة 8 إلى 8.9 درجة، عظيما. والزلزال بقوة 9 إلى 9.9 نادرا، وبقوة 10 فأكثر خارقا.