كلينتون تطالب بإطلاق الأمهات الإيرانيات المعتقلات

الخارجية الأميركية تزيد من ضغوطها على طهران

TT

طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بإطلاق سراح مجموعة من الأمهات الإيرانيات اللواتي اعتقلن يوم السبت الماضي. وقد عرفت المجموعة باسم «أمهات في حداد» وهن أمهات لإيرانيين من الحركة المعارضة لإعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وشاركوا في الاحتجاجات التي انطلقت الصيف الماضي واعتقلوا أو قتلوا على إثرها.

وقالت كلينتون في بيان إن «الولايات المتحدة تطالب بالإطلاق الفوري وغير المشروط لعشرات من أعضاء مجموعة (أمهات في حداد) اللواتي، بحسب التقارير، قد أجبرن على التفرق بعنف واعتقلن من قبل القوات الأمنية الإيرانية خلال تظاهرة سلمية في إيران يوم السبت» 9 يناير (كانون الثاني) الجاري. وأضافت كلينتون أن هؤلاء النسوة «اللواتي أطفالهن قتلوا أو اعتقلوا أو فقدوا في العنف الذي تلا الانتخابات في إيران، يؤدين حقهن العالمي بالتعبير السلمي عن رأيهن مثلما يفعلن كل يوم سبت في حديقة ليست بعيدة عن موقع قتل ندا أغا - سلطان»، وهي المتظاهرة التي قتلت في 20 يونيو (حزيران) ووزع تسجيل مقتلها حول العالم مما أدى إلى تنديد واشنطن وعواصم أوروبية بالممارسات الإيرانية. وعبرت كلينتون عن استهجانها لاعتقال الأمهات بطريقة شخصية لافتة، قائلة: «كسيدة وكأم وكإنسانة لديها ضمير، قلبي يحس» بما يعانينه. وأضافت: «إذا كانت الحكومة الإيرانية تريد احترام المجتمع الدولي، عليها احترام حقوق شعبها، عليها أن تحكم من خلال التوافق وليس الغصب». وكان بيان كلينتون الثاني الموجه للحكومة الإيرانية حول حقوق الإنسان، بعد أن أصدر مساعد كلينتون للشؤون العامة، بي جي كرولي، بيانا قبل 3 أيام حول البهائيين في البلاد. وعبر كرولي عن «تنديد شديد» لقرار الحكومة الإيرانية بتقديم 7 ممثلين عن البهائيين في إيران للمحاكمة بتهم تجسس بعد 20 شهرا من اعتقالهم. وقال كرولي: «نحن قلقون بشدة بسبب اضطهاد إيران المستمر للبهائيين ومعاملة آخرين من الأقليات الدينية الذين ما زالوا يستهدفون فقط بسبب معتقداتهم».

وبعد أن حرصت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على عدم التطرق مباشرة إلى قضايا حقوق الإنسان في الأشهر الأولى من الإدارة بسبب جهودها لتحسين العلاقات مع النظام الإيراني، ازدادت الانتقادات الأميركية لطهران في الأسابيع الماضية مع تأزم العلاقات مجددا. ومع تنسيق واشنطن مع حلفائها لفرض عقوبات جديدة بسبب برنامج إيران النووي، تزداد الضغوط السياسية على إيران، بما فيها التركيز على قضايا حقوق الإنسان. ومن المرتقب أن يعقد ممثلو الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا اجتماعا في نيويورك نهاية الأسبوع لبحث إمكانية فرض العقوبات الجديدة على إيران. وكانت التظاهرات في إيران، ومقتل ندا أغا - سلطان، نقطة تحول بالنسبة للإدارة الأميركية الصيف الماضي، إذ بدأت تتحدث عن تضامنها مع من يطالب بحقه في التعبير الحر، وقد تصاعدت تلك التصريحات الأميركية في الأسابيع الأخيرة. ومن جهة أخرى، امتنع المسؤولون الأميركيون عن التعليق على مقتل العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي أول من أمس، مكتفين بالموقف الرسمي أن اتهامات طهران بتورط واشنطن بقتله اتهامات «سخيفة».

وأفاد نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية غوردن دوغرويد: «نسأل الأصدقاء والحلفاء ما يعرفونه حول الحادثة وليس لدينا معلومات يمكن الحديث عنها الآن».