أميركا واليابان تؤكدان تحالفهما الأمني.. لمواجهة تصاعد النفوذ الصيني

كلينتون تحث طوكيو على الوفاء بتعهداتها بشأن قاعدة عسكرية

TT

حثت الولايات المتحدة اليابان على الحفاظ على تعهدها بنقل قاعدة عسكرية أميركية في جزيرة أوكيناوا، إلا أن البلدين تعهدا بعدم السماح لخلافهما بشأن هذا الملف أن يؤثر على تحالفهما الأمني في مواجهة القوة الصينية المتصاعدة.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها طلبت من وزير الخارجية الياباني كاتسويا أوكادا تنفيذ اتفاق لنقل محطة فوتينما الجوية التي تؤوي نحو أربعة آلاف جندي من مشاة البحرية الأميركية إلى مدينة جينوان المزدحمة. وقالت كلينتون في بيان صحافي بعد الاجتماع: «إننا نتطلع إلى أن ينفذ أصدقاؤنا وحلفاؤنا اليابانيون التزاماتهم. هذه قضية نعتبرها مهمة جدا، ولكننا نعمل أيضا بشأن جوانب أخرى كثيرة من التحديات العالمية التي نواجهها وسنواصل القيام بذلك». وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية فيما بعد إن الاجتماع شجع الجانب الأميركي بشكل معقول على الرغم من إشارته إلى أن اليابان لم تطرح مقترحات جديدة.

وجاءت المحادثات في مستهل جولة بدأتها كلينتون في المنطقة وتستغرق تسعة أيام في إطار حملة لتعزيز ارتباط واشنطن مع شركائها في المحيط الهادئ حيث يتزايد النفوذ الصيني. وفي كلمة ألقتها كلينتون في هاواي لاحقا، قالت إن إدارة الرئيس باراك أوباما حريصة على المشاركة في مؤسسات إقليمية مثل منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي «آبك» قائلة إنه بعد فتور الاهتمام الأميركي أحيانا في ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش «عادت الولايات المتحدة».

من جانبه، جدد وزير الخارجية الياباني أوكادا تعهد رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما بحل قضية فوتينما بحلول مايو (أيار) المقبل، وقال إن بلاده ما زالت ملتزمة بالاتفاقية الأمنية الأوسع بين الولايات المتحدة واليابان. لكن قضية فوتينما تعد واحدة من المسائل التي توتر العلاقات بين البلدين مع انتهاج الحزب الديمقراطي الجديد بزعامة هاتوياما خطا أكثر استقلالية ومماطلته بشأن اتفاق أبرمته الحكومة السابقة لنقل القاعدة إلى جزء أقل ازدحاما من أوكيناوا.

ويواجه هاتوياما ضغوطا داخلية لإعادة العلاقات اليابانية - الأميركية إلى مسارها مع إظهار استطلاعات لوسائل الإعلام أن عددا كبيرا من الناخبين قلقون بشأن أسلوب معالجته للعلاقات قبل انتخابات للمجلس الأعلى للبرلمان يتوقع كثيرون أن تجري في يوليو (تموز) المقبل. وأكد هاتوياما اعتماد اليابان على الولايات المتحدة في كلمة أمام مسؤولي وزارة الدفاع بطوكيو أمس. ونقلت وكالة «كيودو» للأنباء عنه قوله: «هل تستطيع اليابان كقوة غير نووية الدفاع عن نفسها بمفردها في عالم به دول كثيرة ما زالت نووية ودول لديها طموح لتصبح نووية؟ علينا أن نكون ممتنين لوجود المعاهدة الأمنية اليابانية - الأميركية لحماية بلدنا».

ويستضيف على مضض سكان أوكيناوا الواقعة على بعد 1600 كيلومتر جنوبي طوكيو نحو نصف العسكريين الأميركيين في اليابان والبالغ عددهم 47 ألف جندي. ويستاء السكان منذ فترة طويلة مما يعتبرونه عبئا غير عادل في الحفاظ على التحالف الأمني الأميركي ـ الياباني.

ويأتي الخلاف بشأن المكان الذي سيتم فيه وضع منشأة بديلة لفوتينما وسط تساؤلات متزايدة بشأن كيف سيعيد النفوذ العسكري والاقتصادي الصيني المتزايد رسم التحالف. ونقلت وكالة «رويترز» عن أستاذ في العلوم السياسية يتخذ من طوكيو مقرا له قوله إن الاجتماع قلل على ما يبدو من الضغط الأميركي العام على هاتوياما في لحظة سياسية صعبة. وأضاف تاكاشي أنوجوتشي: «إن الجانب الأميركي صدم وغضب في بادئ الأمر، لكنني أعتقد أنهم يدركون الآن أن غضبهم لن يؤدي لنتيجة».

ورغم ذلك، ما زال المسؤولون الأميركيون يحثون على إيجاد حل سريع كعلامة على التزام طوكيو بـ «خريطة طريق» تم التوصل إليها في عام 2006 لإصلاح التحالف وجعل القوات الأميركية أكثر مرونة في مواجهة المخاوف بشأن الصين وكوريا الشمالية وقضايا أخرى.

وقالت كلينتون إن خطة 2006 التي تتضمن نقل نحو ثمانية آلاف جندي من مشاة البحرية من أوكيناوا إلى منطقة جوام الأميركية بحلول عام 2014 ما زالت هي أفضل استراتيجية. وأضافت: «موقفنا ما زال هو أنه فيما يتعلق بكل من الترتيبات الأمنية اللازمة لحماية اليابان وللحد من تأثير القواعد على السكان المحليين ولا سيما في أوكيناوا، فإن خريطة الطريق تمثل أفضل وسيلة للمضي قدما إلى الأمام».