عريقات لـالشرق الأوسط»: جونز نقل لأبو مازن التزام أوباما بحل الدولتين

المبعوث الأميركي شجع الرئيس الفلسطيني على العودة للمفاوضات لكن عباس طالب بوقف شروط نتنياهو

TT

نقل مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) خلال لقائهما بمقر الرئاسة في رام الله أمس، ما سماه صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية «التزام» الرئيس الأميركي باراك أوباما وتصميمه على إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط» إن جونز نقل لأبو مازن «التزام وتصميم الرئيس أوباما بحل الدولتين»، مؤكدا له أن حل القضية الفلسطينية وبناء الدولتين، هما المفتاح لحل مشكلات المنطقة وإحلال السلام فيها، واعدا بأن تبذل الولايات المتحدة كل جهد ممكن للتوصل إلى السلام على أساس حل الدولتين.

وأضاف عريقات أن جونز «اعتبر أن الدخول إلى المفاوضات هو الذي يمكن الإدارة الأميركية من مساعدة الجانب الفلسطيني»، مستدركا أن «جونز لم يطلب من عباس الدخول في المفاوضات من دون وقف كامل للاستيطان».

يذكر أن الجنرال جونز عين مشرفا على تطبيق تفاهمات مؤتمر أنابوليس في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 وبقي فترة طوية في المنطقة ويعلم خفاياها إلى حد ما.

وحسب عريقات، فإن جونز شجع الرئيس عباس «على العودة إلى طاولة المفاوضات، فرد عليه الرئيس بأنه مستعد وجاهز للعودة إلى المفاوضات وليس لدي شخصيا شروط مسبقة، لكن عليكم أن توقفوا شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو». وتابع أبو مازن قوله لجونز «نحن عندما ندعو إلى وقف الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي ويشمل القدس لا نضع شروطا وإنما نطالب بالالتزام ببنود خطة خارطة الطريق.. وعندما نطالب باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، فهذا جزء من الالتزام على نتنياهو، وليس شرطا فلسطينيا».

وناشد أبو مازن، كما قال عريقات، جونز: «ساعدونا بإلزام نتنياهو بتنفيذ الاستحقاقات عليه، ولا تحاولوا دفعنا إلى المفاوضات وفق شروط نتنياهو».

ويزور جونز إسرائيل ويلتقي نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين، في إطار جولة في الشرق الأوسط، شملت المملكة العربية السعودية وستشمل الأردن ومصر، للتمهيد للزيارة المقررة للمبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل. وأكد جونز لأبو مازن أن ميتشل سيأتي إلى المنطقة في غضون أيام وأنه سيستعرض معه ومع باقي الأطراف في المنطقة المواقف كافة.

يذكر أن زيارة ميتشل ستشمل الدول سالفة الذكر إضافة إلى سورية. لكن من غير المعروف ما إذا كان ميتشل سيحمل معه رسائل ضمانات كما طلبت لجنة المتابعة العربية من واشنطن، بيد أن مصادر إسرائيلية استبعدت ذلك. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عنها القول إن هذه الخطابات تعد «واحدة من ضمن عدد من الأفكار التي كانت متداولة مؤخرا بغرض إعادة السلطة الفلسطينية مجددا إلى مائدة التفاوض». وأضافت أن «ثمة اقتراحا آخر؛ هو أن تقوم الولايات المتحدة بعقد مفاوضات غير مباشرة».

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن «ما نريده من ميتشل هو أن يقول إن المفاوضات تهدف لإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وإن مهمتها تحديد السبل والوسائل التي توصلنا إلى هذا الهدف». وقد يقترح الأميركيون مفاوضات يعلن أن هدفها حل الدولتين على أساس 67 في وقت زمني لا يتعدى سنتين.

من المنتظر أن تعقد قمة ثلاثية فلسطينية مصرية أردنية قريبا، من أجل الاستماع إلى نتائج زيارة وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط ووزير المخابرات عمر سليمان ووزير خارجية الأردن لواشنطن. وأكد أبو مازن أنه في انتظار تحديد موعد لهذه القمة والاستماع إلى التفاصيل كاملة.. وكان أبو الغيط وجودة، قد حملا معهما إلى واشنطن أفكارا فلسطينية وعربية، تتحدث عن وقف مؤقت في القدس وتحديد هدف العملية السياسية وسقفها الزمني.

من ناحية أخرى، أكد أبو مازن أن إسرائيل والسلطة والولايات المتحدة اتفقوا على تشكيل لجنة ثلاثية تبحث مسألة التحريض، ونقل عنه «صوت فلسطين»، أنه مستعد لمناقشة الأشياء المحددة التي تقول إسرائيل إنها تحريض ضدها.

وكانت إسرائيل قد اشتكت الأسبوع الماضي أبو مازن ورئيس وزرائه سلام فياض للولايات المتحدة متهمة الاثنين بتشجيع الإرهاب، وهاجم نتنياهو يوم الأحد الماضي، عباس وفياض، وقال إنهما يخرقان التعهدات بمنع التحريض. معتبرا أن «وقف التحريض شرط لاستكمال المفاوضات» وقال نتنياهو إن «الكلمات تشكل سلاحا وإننا نشهد تراجعا في هذا المجال لدى السلطة خلال الأسابيع الأخيرة»، وتابع: «من يرعى ويدعم تدشين ميدان في وسط رام الله على اسم الإرهابية التي قتلت عشرات الإسرائيليين في الحافلة على الطريق الساحلي عام 1978 (مشيرا بذلك إلى ميدان دشنه عباس باسم دلال المغربي)، إنما يشجع الإرهاب، ومن يعلن عن قتلة الحاخام مئير حاي أنهم شهداء، إنما يبعد السلام (مشيرا إلى فياض عندما تحدث عن 3 ناشطين من حركة فتح قتلتهم إسرائيل في نابلس).

وتابع نتنياهو: «التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني يتواصل أيضا.. السلطة الفلسطينية تخرق بشكل سافر تعهداتها بمكافحة التحريض». ومضى يقول: «ما هكذا يتم صنع السلام، وإنما بواسطة التربية للمصالحة وتشجيع علاقات حسن الجوار».