هنية يدعو لتشكيل محور سعودي - مصري - سوري - تركي في مواجهة إسرائيل

قال إن غزة هي البوابة الشمالية لمصر وخط الدفاع الأول عن أمنها القومي

TT

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية لتشكيل محور سعودي - مصري - سوري – تركي؛ لمواجهة إسرائيل والاستفادة في سبيل ذلك من إمكانيات إيران. وفي تصريحات لموقع «فلسطين اليوم» الإخباري اعتبر هنية أن ردع إسرائيل عن توجهاتها العدائية يتطلب وجود مثل هذا المحور، منتقدا المحاولات الهادفة «لخلق عداوات في المنطقة بعيدا عن العدو الإسرائيلي». وشدد هنية على أن فشل مشاريع التسوية يجب أن يؤدي إلى بلورة استراتيجية فلسطينية عربية تساعد على استعادة زمام المبادرة في مواجهة إسرائيل.

وانتقد هنية بشدة المساعي لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية أميركية، معتبرا أن الرهان على المفاوضات يشبه الرهان على «الحمل الكاذب»، على اعتبار أن هذه المفاوضات لن تؤدي إلى أي نتائج حقيقية في ظل المواقف الإسرائيلية المتصلبة. واستهجن هنية أن يكون هناك حل سلمي في ظل المواقف الإسرائيلية التي عبر عنها مؤخرا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد فيها رفض حق العودة وإبقاء القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، والإبقاء على جدار الفصل. وحول التهديدات الإسرائيلية بشن حرب جديدة ضد غزة، استبعد هنية أن تقدم إسرائيل على شن حرب جديدة على القطاع، مشيرا إلى أنها تسعى إلى طي الصفحة السوداء التي فتحتها هذه الحرب. واعتبر هنية العام الحالي عام المصالحة الوطنية «لأنه خيار استراتيجي وضرورة وطنية، فالانقسام حالة استثنائية ولا يمثل حقيقة الوضع الفلسطيني، لأنه قائم على أرض واحدة وشعب واحد ويفترض أن يكون نظاما سياسيا واحدا». وأضاف: «نحن نسعى لتحقيق المصالحة وجادون وصادقون ومعنيون بها»، مؤكدا أن قرار المصالحة اتخذ ولا رجعة عنه باعتباره ضرورة وطنية. وحول إمكانية أن يتدخل طرف عربي آخر إلى جانب مصر في جهود المصالحة، قال هنية «لأن مصر تتحرك بإرادة عربية فإنه كلما كان هناك احتضان عربي للمصالحة قطعا تكون المصالحة أقرب للواقع». وأعرب عن أمله في أن تنجح اللقاءات السعودية - السورية - المصرية في دفع المصالحة قدما، مقرا بتوتر العلاقات مع مصر حاليا واصفا إياه بأنه «غير طبيعي». وقال: «الوضع الطبيعي هو علاقة مستقرة لأن مصر تمثل عمقا استراتيجيا وتاريخيا وحاضريا ومستقبليا»، مؤكدا أن غزة لم تكن في يوم من الأيام تشكل خطرا على أمن مصر، لأن القطاع يشكل البوابة الشمالية لمصر وخط الدفاع الأول على الأمن القومي المصري. ووصف الاشتباكات التي شهدتها منطقة الحدود الفلسطينية - المصرية قبل أسبوعين بأنها نتاج «حالة غليان وغضب شعبي على الحصار والجدار»، مشددا على أنه لا يبرر مثل هذه الأعمال. وأضاف: «هناك إصابات لدى الشبان الفلسطينيين وهناك من أصيب بشلل رباعي، بالإضافة إلى وفاة جندي مصري في هذه الأحداث». وأكد أن الدماء الفلسطينية والمصرية «غالية علينا ونحن لسنا من الذين يديرون ظهرهم لقطرة الدم العربي والإسلامي»، مشيرا إلى أن مؤسسات الحكومة تقوم حاليا بإجراء تحقيق شامل في الأحداث واعدا بعرض نتائج التحقيق على الرأي العام الفلسطيني والقيادة المصرية.