الجيش الأميركي ينوي إبقاء أكبر عدد من قواته شمال العراق بعد أغسطس المقبل

جهود لتجنب أي نزاع عربي ـ كردي

TT

يجري الجيش الأميركي في العراق تقييما للأوضاع في العراق ومشاورات مع القادة العراقيين استعدادا لسحب القوات القتالية من البلاد في أغسطس (آب) المقبل. وضمن هذه المشاورات تحديد مواقع نشر الـ50 ألف جندي المتوقع إبقاؤهم في العراق، بالإضافة إلى التحديات الأساسية التي ستواجههم. وكشف قائد وحدة الشمال للجيش الأميركي في العراق الميجور جنرال انتوني كوكولو أن أكبر عدد من القوات ستبقى بعد أغسطس ستكون في شمال العراق، موضحا أن ذلك يعود إلى «التوتر الكردي - العربي بشكل خاص وبسبب تعقيد ساحة القتال في الشمال وأيضا بسبب واقع أن كثيرا من المحافظات في الجنوب يعملون بمفردهم منذ فترة».

وشرح كوكولو في لقاء مع عدد من الصحافيين في واشنطن عبر دائرة تلفزيونية من معسكره قرب تكريت التنسيق الجاري مع قوات الجيش العراقي والبيشمركة، قائلا: «لدينا أمر هنا غير موجود في باقي أنحاء العراق، وهو خط التماس الكردي - العربي، وهذا ما يجعل المنطقة معقدة من الناحية الديموغرافية». وأضاف: «تركيز عملياتنا حاليا، مع شركائنا، تقليص الشبكات المتطرفة العنيفة التي ما زالت موجودة، وقد ضربوا بقوة في الفترة الأخيرة ولكن بسبب طبيعتهم الأقرب إلى الخلايا ما زالوا قادرين على القيام بهجمات كبيرة»، موضحا: «بالإضافة إلى مواجهة خلايا المتطرفين العنيفين، نبقى غطاء بأفضل طريقة ممكنة على التوتر الكردي - العربي وأيضا الاستعداد للانتخابات» العامة المرتقب إجراؤها في مارس (آذار) المقبل. ويذكر أن وحدة الشمال للجيش الأميركي لديها 21 ألف جندي وتعمل على عدد من العمليات بالتنسيق مع القوات العراقية.

واعتبر الجنرال الأميركي أن العلاقات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد محددة حاليا بالاستعداد للانتخابات، قائلا: «الخطاب السياسي لا يساعد مع اتجاهنا للانتخابات، فنراقب ذلك من قرب». وأضاف: «بالطبع هناك أيضا التوتر الطبيعي الذي يحتاج إلى إجراءات لبناء الثقة في المناطق التي يسكن فيها الأكراد والعرق أو حيث توجد قوات البيشمركة بالقرب من قوات الجيش العراقي».

ويذكر أن قائد القوات الأميركية الجنرال راي اوديرنو زار اربيل قبل أيام لبحث هذه التطورات مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني بالإضافة إلى مشاوراته مع الرئيس العراقي جلال طالباني. وأكد كوكولو أنه «بناء على ما أراه من القيادة في حكومة إقليم كردستان، الموقف هو أن هذا عراق واحد وأنه أمر إيجابي»، مضيفا: «يمكنني أن أقول لكم إن القيادة الحالية في حكومة إقليم كردستان ترى في الأفق إدماج البيشمركة في الجيش العراقي». وردا على سؤال حول أكثر القضايا المثيرة للقلق في العراق خلال الأشهر المقبلة قبل انسحاب القوات الأميركية القتالية من البلاد، قال كوكولو: «أكبر قلق هو التوتر الكردي - العربي وأي رغبة في عرقلة قيام الحكومة» المقبلة بعد الانتخابات، مضيفا أن هناك قلقا حول «قدرة القوات العراقية الأمنية على تولي (مسؤولية) ساحة القتال مع القدرات الخاصة التي نقدمها نحن الآن». ولفت إلى أهمية استعداد القوات العراقية لحماية الحدود العراقية، موضحا: «الحدود تحصل على اهتمام كبير الآن وهذا أمر مناسب، فبالإضافة إلى التوتر الكردي - العربي نحن نركز على الحدود بينما نستعد للانسحاب التدريجي». وعلى الرغم من أن مسؤولين أميركيين عسكريين ومدنيين يخشون من صدام بين جهات كردية وعربية في العراق، مع اعتبار هذا الاحتمال تهديدا حقيقيا لأمن العراق، أوضح الجنرال: «لدينا لاعبون عقلانيون على الجهتين يقفون عندما يقع حدث معين، عندما تنفجر قنبلة في منطقة أو توتر يتصاعد أو تحرك لقوات من دون شرح أو تنسيق، لا يرد أحد بحشد القوات أو استخدام السلاح، هؤلاء لاعبون عقلانيون». وأضاف: «أعتقد أننا قادرون على إبقاء التوتر منخفضا، يمكننا تجنب قتال بين الجانبين». ولكنه حذر من أن بسبب الخطاب السياسي المحرك للعواطف، هناك «مجموعات متطرفة تريد أن تستغل الوضع وترمي النار على التوتر». ويعتبر الجيش الأميركي أن مسلحين ومتطرفين يسعون إلى استغلال الخلافات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد من أجل إشعال نزاع في البلاد، بالإضافة إلى العثور على ثغرات في الاستعدادات الأمنية مع انسحاب القوات الأميركية القتالية بسبب عدم التنسيق بين قوات الجيش العراقي والبيشمركة. وعلى الرغم من اقتراح لدوريات مشتركة بين هذه القوات، لم يتم بدء تلك الدوريات انتظارا لاتفاق سياسي حولها.