طالبان الباكستانية: محسود نجا من هجوم صاروخي أميركي

الهند تعلن اعتقال انتحاري باكستاني على الحدود

TT

نجا حكيم الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة أمس من هجوم أميركي، على معسكر للمسلحين شمال غرب باكستان، أدى إلى مقتل عشرة أشخاص، حيث إنه غادر المكان قبل شن الهجوم، كما أعلن متحدث باسمه عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية.

وصرح المتحدث باسم طالبان الباكستانية أن حكيم الله محسود، الذي يتزعم الحركة منذ أغسطس ( آب) الماضي، يعيش في منطقة القبائل التي استهدفها الهجوم إلا أنه كان قد غادر المكان قبل الهجوم.

وقال المتحدث عزام طارق: «كان موجودا في نفس المكان في شاكتوي حيث وقع الهجوم بالطائرة من دون طيار .. لكنه كان قد غادر المكان عند وقوع الهجوم، وهو على قيد الحياة وبأمان تام».

وجاءت تصريحاته بعد أن نقلت محطات التلفزيون المحلية أنباء غير مؤكدة أن محسود ربما قتل في الهجوم على الحدود بين وزيرستان الشمالية ووزيرستان الجنوبية، الذي يعد سابع هجوم من نوعه هذا الشهر. وصرح مسؤول أمني بارز طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن نتلقى تقارير عن وفاته، ولكننا لسنا متأكدين مئة بالمائة». وتولى حكيم الله محسود قيادة الجماعة المسؤولة عن مقتل الآلاف في هجمات في باكستان، بعد مقتل سلفه بيت الله محسود في هجوم لطائرة أميركية من دون طيار في الخامس من أغسطس. وظهر حكيم الله محسود في التاسع من يناير ( كانون الثاني) في شريط فيديو إلى جانب الأردني همام خليل البلوي، الذي فجر نفسه في قاعدة أميركية في أفغانستان في خوست الشهر الماضي، مما أدى إلى مقتل سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه) وعسكري أردني.

وقال البلوي: إنه نفذ الهجوم انتقاما لمقتل بيت الله محسود، وتقول مصادر مقربة من أجهزة الاستخبارات: إن الجهود الأميركية لتعقب حكيم الله محسود قد تكثفت عقب تفجير خوست. ووقع تفجير الخميس في منطقة باسالكوت النائية في وزيرستان الشمالية القريبة من الحدود مع وزيرستان الجنوبية، حيث يشن الجيش الباكستاني قتالا ضد مسلحي طالبان. وصرح مسؤول استخبارات محلي أن عشرة أشخاص معظمهم من المسلحين قتلوا في الهجوم الصاروخي، مؤكدا أن «المكان المستهدف معسكر تدريب عسكري». وأكد مسؤول أمني بارز عدد القتلى وقال: إن أربعة صواريخ أطلقت من طائرات أميركية من دون طيار على منطقة نائية.

واستهدفت الهجمات السبعة التي جرت هذا العام جميعها وزيرستان الشمالية التي تعد معقلا لمقاتلي القاعدة وطالبان وشبكة حقاني، الذين يشنون هجمات على القوات الأميركية وتلك التابعة لحلف الأطلسي، البالغ قوامها 113 ألف جندي يقاتلون طالبان في أفغانستان المجاورة. ووضعت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما باكستان في قلب القتال ضد القاعدة والمتطرفين الإسلاميين، وتقول: إنه لا يمكن كسب الحرب في أفغانستان من دون مساعدة إسلام آباد. وتثير الضربات الأميركية من دون طيار مشاعر معادية للولايات المتحدة في البلد المسلم وتدفع الحكومة إلى إدانتها. والأربعاء انتقد سناتور أميركي إسلام أباد وقال: إنها تدعم تلك الهجمات سرا وتدينها علنا.

وصرح السناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس «ما يقلقني هو الهجوم العلني على هذه الهجمات» من قبل المسؤولين الباكستانيين «الذين لم يقولوا لنا إنهم يرغبون في وقف هذه الهجمات». وأضاف: إن القادة الباكستانيين «يدعمون في عدد من الحالات الهجمات التي تشنها تلك الطائرات من دون طيار» مكملا: «أقل شيء يمكن أن نتوقعه منهم هو الصمت بدلا من مهاجمتنا علنا».

وأكد وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، أن تلك الهجمات المثيرة للجدل هي مصدر توتر مع واشنطن. وقتل أكثر من 700 شخص في تلك الهجمات منذ أغسطس (آب) 2008.

من جهة أخرى اعتقلت قوات حرس الحدود الهندية شابا باكستانيا (19 عاما) قرب الحدود اليوم الخميس وسط مزاعم بأنه تدرب ليكون مفجرا انتحاريا. وقال الجنرال محمد عقيل نائب رئيس مفتشي حرس الحدود الهندية حسب وكالة الأنباء الألمانية: ألقي القبض علي نعمان أرشاد من سنغبورا قرب مدينة لاهور الباكستانية في ولاية البنجاب شمال غرب الهند خلال مهمة استكشافية للإرهابيين.

وقال عقيل: إن الشاب أفاد أثناء التحقيقات أن ستة أو سبعة انتحاريين آخرين، بينهم ثلاث سيدات، كانوا يستعدون لدخول الهند عبر الحدود بولاية البنجاب لتنفيذ هجمات.

وذكرت وكالة الأنباء الهندية الآسيوية أن أرشاد قال: إنه تدرب على استخدام الأسلحة والمتفجرات في مخيم تدريب أوكارا في باكستان، وهو نفس المخيم الذي تدرب فيه أجمل أمير كساب الإرهابي الوحيد الناجي من هجمات نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 التي استهدفت مدينة مومباي الهندية.

وقال أرشاد الذي تحدث لمراسلين محليين: «اعتدنا أن تنقلنا السلطات الباكستانية معصوبي العينين إلي مخيم التدريب حيث تلقينا تدريبا على استخدام الأسلحة». يأتي نبأ إلقاء القبض على أرشاد قبل مرور أسبوع على إطلاق مسلحين صواريخ صوب البنجاب عبر الحدود الباكستانية.