الدبلوماسي التونسي المتوفى تسلم منصبه في هايتي عام 2007

العنابي درس في تونس وجنيف والتحق بالمنظمة الدولية عام 1981

TT

الهادي العنابي، رئيس بعثة الأمم المتحدة في هايتي، الذي أعلنت هايتي مقتله في الزلزال الذي دمر مقر البعثة في بور أو برنس، الثلاثاء، دبلوماسي تونسي عريق في الأمم المتحدة، قاد على مدى عشرة أعوام عملياتها لحفظ السلام. وقد عمل العنابي في هايتي منذ سبتمبر (أيلول) 2007، وشغل منصب نائب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة من 1997 إلى 2007. وقال عمر النخلي، مدير مكتب الأمم المتحدة في تونس، إن العنابي كان الوحيد داخل مقر البعثة الدولية بمعية وفد صيني عند وقوع الزلزال.

كان العنابي قد التحق بالأمم المتحدة عام 1981، وكان من أبرز مساعدي الأمين العام السابق كوفي أنان. انضم إلى إدارة حفظ السلام عام 1992، وأصبح مديرا لقسم أفريقيا بين عامي 1993 و1997، وعين في يونيو (حزيران) 1996 في منصب المسؤول عن مكتب العمليات في إدارة حفظ السلام. وأصبح رئيسا لبعثة الأمم المتحدة في هايتي في الأول من سبتمبر 2007.

وقد كان العنابي محط احترام وتقدير في الأمم المتحدة، بفضل ما تمتع به من كفاءة ورباطة جأش. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، عنه: «لقد كان محط احترام وثقة كبيرين في كل ما قام به من أجل الأمم المتحدة».

ولد العنابي عام 1944، وتخرج من معهد الدراسات السياسية بباريس، في اختصاص العلوم السياسية، قبل أن يحصل على شهادة في العلاقات الدولية من معهد الدراسات العليا بجنيف. التحق بالخارجية التونسية، حيث شغل منصب المستشار الدبلوماسي للوزير الأول، قبل تعيينه على رأس وكالة «تونس أفريقيا» للأنباء سنة 1979، في فترة حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. وكانت من أهم مساهماته المساعدة في التوصل إلى اتفاق سياسي حول الوضع في كمبوديا.

كان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد أعلن، أول من أمس، وفاة «صديقه» العنابي، و«جميع من كانوا حوله» في مبنى الأمم المتحدة، في بور أو برنس. ولم تحظ وفاة الدبلوماسي التونسي بالكثير من الاهتمام في تونس، إذ أوردت وسائل الإعلام الرسمية الخبر من دون تفاصيل، ضمن قائمة الموتى والمفقودين في الزلزال. وعزت بعض المصادر ذلك إلى تصنيف الدبلوماسي التونسي ضمن خانة المستقلين في الرأي عن السلطات التونسية.

وقالت الصحافية لطيفة حشيشة، من وكالة «تونس أفريقيا» للأنباء، التي رافقت فترة ترؤس العنابي للوكالة خلال فترة قدّرتها بسنتين، إن الراحل قد ترك أفضل الانطباعات لدى جميع العاملين في المؤسسة بجديته وحسه الإنساني وتفهمه لظروف العاملين معه. وأضافت أن العنابي كان مقربا من الهادي نويرة، الوزير الأول في حكومة بورقيبة، والمعروف بالحزم والجدية في التعامل مع مختلف الملفات الاجتماعية والاقتصادية.