هنية ينادي باستراتيجية فلسطينية جديدة.. ويدعو أبو الغيط لتسليمه اسمي قاتلي الجندي

في وقت يجري فيه الحديث عن بناء مصر لمرسى في رفح للحد من عمليات التهريب عبر البحر

TT

دعا رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية أمس إلى تبني استراتيجية فلسطينية جديدة تقوم على أساس تقييم حقيقي لمسيرة التسوية المتوقفة. وحدد هنية في خطبة الجمعة أمس من مسجد فلسطين بغزة، ثلاثة أسس لبناء الاستراتيجية الجديدة، وهي الاعتراف بفشل المفاوضات والذهاب إلى حوار وطني بهدف التوصل لبرنامج سياسي يقوم على الثوابت، وتحقيق المصالحة الحقيقية، من خلال التوقيع على الورقة المصرية في القاهرة مع أخذ ملاحظات حماس بعين الاعتبار، وبناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وإدارية، وإجراء الانتخابات للمجلس الوطني.

وتحدث هنية عن علاقة حماس بمصر، بعد ساعات من إطلاق نار على آليات مصرية تعمل في الجدار الفولاذي على الحدود، فقال إن العلاقة مع مصر استراتيجية، وإن غزة لن تكون سببا في الإضرار بالأمن المصري، كما دعا مصر لاتخاذ موقف واضح من أجل وقف الحملة التي تتعرض لها غزة والحكومة المقالة وحماس.

وأكد هنية أن حكومته تجري تحقيقا بإشرافه شخصيا في مقتل الجندي المصري، وقال: «لن نخجل من الإعلان عن الأسباب التي أدت إلى وقوع ما جرى على الحدود المصرية». ودعا هنية وزير الخارجية المصرية، أحمد أبو الغيط، إلى تسليم اسمي الشخصين اللذين قال إنهما قتلا الجندي المصري.

وطالب هنية بعدم إعطاء الاحتلال صكوك تمليك على فلسطين، وعدم تجريم المقاومة والمقاومين، وقال إن «من لم يستطع أن يستعيد الحقوق لا يجوز له أن يغلق الأبواب أمام الأجيال القادمة. ولا ينبغي أن يتجرأ بتجريم أولئك الذين حملوا أرواحهم على أكفهم». وتوترت العلاقة بين مصر وحماس إثر بدء القاهرة بناء جدار فولاذي على حدودها مع القطاع، وأكدت مصادر فلسطينية أمس أن معدات تركيب الجدار تعرضت أمس لنيران قناص من الجانب الفلسطيني. وحسب المصدر، فإن إطلاق النار أصاب المعدات الخاصة بالحفر، وبناء على هذا ألغيت زيارة لوفد عسكري أميركي لمنطقة الحدود المصرية مع قطاع غزة.

وكشف أمس عن بدء مصر في بناء مرسى جديد لزوارق الدورية على حدودها البحرية مع غزة.

وحسب مصادر أمنية مصرية فعمق المرسى سيكون 10 أمتار ويمتد لمسافة 25 مترا على ساحل مدينة رفح المصرية ليضاف إلى الحاجز الفولاذي الذي تقيمه مصر تحت خط الحدود مع القطاع.

ومن المفترض أن يعزز المرسى الجديد الدوريات البحرية ويمنع أي محاولات للتهريب، وسيضمن عدم اقتراب زوارق الصيد الفلسطينية التي تقول إسرائيل إنها تستخدم في تهريب السلاح من السواحل المصرية. وتم نقل أعداد كبيرة من الأحجار الصخرية الضخمة إلى شاطئ رفح قرب النقطة الحدودية رقم واحد على الحدود بين مصر وغزة لبناء المرسى.

إلى ذلك، سمحت مصر لأكبر وفد برلماني أوروبي بالعبور إلى غزة أمس، ويضم الوفد أكثر من 55 برلمانيا يمثلون 12 دولة أوروبية، إضافة إلى أعضاء في البرلمان الأوروبي ووزراء سابقين، وسيلتقي الوفد بقادة حماس، وشخصيات مستقلة ولجنة التوثيق لجرائم الحرب، ويلتقي أيضا مسؤولين في وكالة «الأونروا».

وتقف الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة في بروكسل وراء زيارة الوفد البرلماني، فهي التي تقف وراء إرسال الوفود البرلمانية الأوروبية إلى غزة، بالإضافة إلى قوافل المساعدات الطبية، لا سيما لذوي الاحتياجات الخاصة. جاء ذلك في وقت منعت فيه السلطات المصرية قافلة مساعدات من مصر من الدخول إلى غزة، وقال مصطفى خليل القيادي في حركة «كفاية» المصرية إن أجهزة الأمن المصرية بالقاهرة، فرقت ومنعت قافلة «شريان الحياة المصرية» التي رفعت شعار «لا للجدار لا للحصار» من التجمع في القاهرة والسير نحو رفح.

وأكد مصدر أمني مصري أن السلطات قررت أن تقوم أي جهة مانحة للمساعدات الفلسطينية بتسليم مساعداتها للهلال الأحمر المصري ليقوم بدوره بإدخالها إلى غزة لمنع الشغب والعنف.