رئيس بلدية القدس يصف التزايد الفلسطيني في المدينة بالخطر الاستراتيجي

تشكيل جماعة ضغط يهودية جديدة للحفاظ على القدس الكبرى

TT

عزز رئيس بلدية القدس، نير بركات، من مخاوف واتهامات الفلسطينيين للسلطات الإسرائيلية بأنها ماضية في خطة للتخلص من الوجود العربي في المدينة المقدسة. ووصف بركات زيادة أعداد الفلسطينيين في القدس بأنه «خطر استراتيجي». جاء ذلك أثناء حضوره اجتماعا تأسيسيا لجماعة ضغط جديدة، تشكلت من أعضاء الكنيست لدعم بقاء القدس، قدسا موحدة كبرى.

وقال بركات في الاجتماع، «قبل عشرين عاما كان 70% من سكان القدس يهودا و30% عربا، أما اليوم فالنسبة 65% من اليهود مقابل 35% من العرب مما يشكل تهديدا استراتيجيا للمدينة».

واعتبر بركات أن أي تنازل تقدمه إسرائيل فيما يخص تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية يجب أن يترافق مع تكثيف البناء اليهودي في القدس.

ويقول الفلسطينيون: إن إسرائيل ماضية في تطبيق خطة للتخلص من غالبية الفلسطينيين في القدس بحدود 2020 وهي الخطة المعروفة، بـ«خطة عشرين عشرين». وتستخدم إسرائيل عدة أدوات في تنفيذ خطتها، ومن أبرزها سحب هويات مقدسيين لأسباب مختلفة، وهدم منازلهم، والتوسع الاستيطاني السريع.

وفي الأسبوع الماضي قال مسؤول في بلدية القدس: إن 50 ألف فلسطيني يعيشون خلف الجدار الذي بنته إسرائيل قبل أعوام، لم يعودوا من سكانها.

وقالت مراكز حقوقية فلسطينية إن هذا القرار سينسحب على 75 ألفا آخرين وضعهم الجدار الفاصل خارج الحدود الجديدة لبلدية القدس، بينما سحبت إسرائيل على مدار أكثر من 40 عاما بطاقات هوية نحو 30 ألف مقدسي.

وقال زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية: إن إسرائيل تسعى لإبقاء 70 ألف فلسطيني في القدس من أصل 270 ألفا يحملون الهوية الإسرائيلية، من أجل «ضمان الأغلبية اليهودية» في المدينة التي تشكل رمزا للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وتقول مؤسسات حقوق الإنسان: إنه بالإضافة إلى سحب الهويات، فإن هناك على الأقل 22 ألف منزل فلسطيني مهددة بالهدم في القدس. وقالت البلدية: إنها تبحث تغيير استراتيجيتها في هذا الشأن ومنح الفلسطينيين رخصا لآلاف المنازل، لكن تصريحات بركات تثير شكوكا حول ذلك.

وبالعادة لا تمنح السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين، رخصا للبناء في القدس، وعلى مدار 40 عاما من الاحتلال، وافقت إسرائيل على 10 آلاف رخصة فقط.

ويستمر الاستيطان في القدس بوتيرة غير مسبوقة، ورفضت إسرائيل طلبات من واشنطن بوقف البناء في القدس الشرقية التي تقول السلطة إنها عاصمة الدولة المرجوة، وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: إن القدس هي عاصمة إسرائيل الموحدة والأبدية، وأدى هذا إلى خلاف، عطل استئناف المفاوضات بين الجانبين.

ودعما للموقف الإسرائيلي حول القدس، تشكلت جماعة الضغط الجديدة من أجل قدس كبرى، وقال رئيس كتلة الائتلاف الإسرائيلي الحاكم في الكنيست زئيف إيلكن (من الليكود): إن اللوبي الجديد تأسس بعد حل لوبيين كانا ناشطين في الكنيست السابق، في محاولة لتكثيف الجهود المتعلقة بالقدس ومحيطها.

ومن أعضاء اللوبي الجديد زبولون أورليف من حزب البيت اليهودي، وأوري أرييل من حزب الاتحاد الوطني، وأوري ماكيف من حزب التوراة الموحدة، ونحمان شاي من حزب كديما.

وخلال أول اجتماع للوبي الجديد، بحث نحو 24 من أعضاء الكنيست ومندوبون عن السلطات المحلية والمعاهد العليا والجامعة العبرية قضايا تهم القدس.

وقال بركات: «هناك 40 ألف طالب يهودي يدرسون حاليا في الكليات الجامعية بالقدس.. إنهم (الهواء النقي) في المدينة، والهدف هو زيادة العدد خلال العقد القادم إلى 60 ألفا».