باريس تقلل من شأن خفض تمثيل الصين في اجتماع إيران: المهم أنها حاضرة

شكوك في تحقيق إنجاز كبير في اجتماع نيويورك

متظاهر إيراني في احتجاجات نهاية ديسمبر (رويترز)
TT

تجتمع اليوم دول مجلس الأمن زائد ألمانيا في نيويورك لبحث تطورات الملف النووي الإيراني وفرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران لحثها على قبول خطة التبادل النووي التي طرحتها وكالة الطاقة الذرية العام الماضي وما زالت طهران ترفضها. وتنص خطة التبادل النووي على إرسال إيران غالبية مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج، مقابل حصولها على وقود نووي لمفاعلها للأبحاث في طهران من الدول الغربية. وفيما يتوقع أن تشارك أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا بممثلين رفيعي المستوى في اجتماع اليوم في نيويورك، أعلنت الصين أنها سترسل دبلوماسيا من الصف الثاني. واعتبرت فرنسا أمس أن المهم في اجتماع الدول الست المكلفة بالملف النووي الإيراني في نيويورك، هو مشاركة الصين في هذا الاجتماع، مقللة في الوقت نفسه من شأن إرسالها ممثلا من الصف الثاني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي «بشأن تمثيل الصين، نعتبر أن الأساسي هو أنها تشارك في هذا الاجتماع. إن حضورها ضروري بالتأكيد لدفع هذا الملف، وهو أمر لا بد منه اليوم». وذكّر المتحدث بأنهم «يجتمعون في نيويورك لتقييم وضع الملف النووي الإيراني ولبحث النتائج التي ينبغي استخلاصها وفقا لتوجه من مسارين» (حوار، وتهديد بفرض عقوبات في غياب حصول تقدم). وأعلنت الخارجية الأميركية أول من أمس أن الصين سترسل ممثلا «أدنى من رتبة مدير سياسي». وأضافت «سيكون اجتماعا مفيدا»، موضحة في الوقت نفسه أن الصين لم توضح خيارها. والصين التي ترأس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، هي الدولة الأكثر تحفظا حيال فرض عقوبات جديدة على إيران التي يتواصل برنامجها النووي في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. ويخشى الغرب أن تكون إيران تسعى إلى إنتاج وقود يسمح لها بامتلاك القنبلة الذرية على الرغم من نفيها المتكرر لذلك.

وأثار قرار بكين إرسال مسؤول من المستوى الثاني الاستنكار والحيرة بين الأعضاء الآخرين في المجموعة التي تضم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا. وقال عدد من الدبلوماسيين إنهم لا يعرفون دوافع بكين وعبروا عن اعتقادهم بأن ذلك ربما يوضح معارضة بكين لفرض مزيد من العقوبات على إيران أو استيائها من مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان التي تعتبرها بكين إقليما منشقا. وقال أحد الدبلوماسيين إن الصين ترسل عادة مسؤولا ذا مستوى أدنى إلى مثل هذه الاجتماعات.

من المتوقع أن ترسل الدول الأخرى المديرين السياسيين بوزارات الخارجية إلى الاجتماع الذي تأمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في أن يتركز على مناقشة فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب أنشطتها النووية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جيه كرولي: «نحن نعلم أن تمثيلهم سيكون أقل من مستوى المدير السياسي». وقال للصحافيين إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الصين والدول الأخرى «لإقناعها بأن الوضع الملح لا يتطلب مجرد الحوار الإضافي الذي تؤيده الصين، وإنما يتطلب ضغوطا إضافية من الواضح أن الصين لا تزال تنظر فيها». وسئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بأنها قوبلت بالصد نتيجة للقرار الصيني فالتزم المتحدث الأميركي الصمت لثوان ثم أجاب عن السؤال بشكل مباشر قائلا: «في الدبلوماسية لا تضع رتبة على كتفك». وعندما سئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج يو عن المسؤول الصيني الذي سيشارك في المحادثات، قالت إن هي يافي نائب وزير الخارجية الصيني المسؤول السياسي الذي على مستوى المدير الذي عادة ما يحضر المحادثات لن يذهب إلى الاجتماع. وقالت: «نائب وزير الخارجية الصيني هي يافي لن يتمكن من المشاركة بسبب قضايا تتعلق بجدول أعماله». وتابعت: «في ظل الظروف الراهنة نأمل أن تتمكن الأطراف المعنية من مواصلة السعي لإيجاد حل دبلوماسي وإبداء المرونة». وسئلت عمن سيمثل الصين، فقالت جيانج: «تهتم الأطراف المعنية في الوقت الراهن بتنسيق الترتيبات المتعلقة بالاجتماع». وقال عدد من الدبلوماسيين في نيويورك تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم إن الصين ستمثلها بعثتها لدى الأمم المتحدة لكن ليس واضحا من الذي سيشارك على وجه التحديد.

وقال دبلوماسي من الدول الست لـ«رويترز»: «ليس من المرجح أن يكون لدى الوفد الصيني القدرة على اتخاذ القرار في الاجتماع وهو ما سيجعل من الصعب تحقيق إنجاز كبير». ووصف دبلوماسي آخر لدى الأمم المتحدة القرار الصيني بإرسال ممثل من مستوى أدنى بأنه يبعث على «خيبة الأمل». وقال دبلوماسي ثالث إن هذا ليس مستغربا. وقال دبلوماسي أوروبي طلب ألا ينشر اسمه: «ليس مستغربا أن يكون تمثيل الصينيين في الاجتماع على مستوى منخفض». وأضاف أن بكين ربما تكون مترددة في أن تفعل شيئا قد يغضب إيران في وقت تتولى فيه الصين رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لشهر يناير (كانون الثاني). وقال الدبلوماسي: «هناك شعور بأن الصينيين ربما يكونون حذرين جدا في عمل أي شيء في نيويورك هذا الشهر». وأضاف: «رأيي الشخصي هو أنهم يعلمون أن هذا آت وأنهم سيسايرون الباقين في مرحلة ما لكنهم لم يوافقوا بعد على مزيد من العقوبات».