طالبان باكستان تبث شريطا مسجلا بصوت قائدها لتأكيد عدم مقتله

طائرات أميركية دون طيار تقتل 15 متمردا

TT

بثت حركة طالبان الباكستانية شريطا أكدت أنه سجل أمس بصوت زعيمها حكيم الله محسود لتنفي مقتله في غارة أميركية، في حين أعلن الجيش الباكستاني أنه لا يزال يحقق في المعلومات الواردة بهذا الشأن.

وقتلت صواريخ ألقتها طائرات أميركية من دون طيار الخميس الماضي 15 متمردا في موقع تدريب في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان، وقال مسؤولون أمنيون إن محسود كان من بين القتلى.

وأعلن الجيش الباكستاني الجمعة أنه ما زال يحقق لمعرفة ما إذا كان محسود قتل فعلا في الغارة، في حين أرسلت حركة طالبان الشريط إلى الصحافة (أمس الجمعة) لتأكيد أنه حي.

وقال مراسلون يعرفون مسعود إن الصوت يبدو وكأنه صوته، ولكن لا يوجد أي ذكر لتاريخ أو للغارة التي قيل إنه قتل خلالها، مما يجعل من المستحيل معرفة ما إذا كان تم تسجيله قبل أم بعد غارة الخميس.

ويقول محسود في الشريط متحدثا عن الحكومة الباكستانية «يشيعون أحيانا أخبارا بهدف الدعاية تتحدث عن استشهادي عبر الإعلام، ويقولون أحيانا إن العملية أنجزت في جنوب وزيرستان. هذا لا يمكن أن يحدث».

وكان محسود يشير إلى الحملة التي بدأها الجيش العام الماضي في وزيرستان الجنوبية ضد معاقل طالبان. وتزعم حكيم الله محسود طالبان التي يتم تحميلها مسؤولية قتل آلاف الأشخاص في هجمات انتحارية أو تفجيرات في باكستان بعد مقتل سلفه بيت الله محسود في غارة أميركية في أغسطس (آب) الماضي.

وأدى هجوم الخميس إلى مقتل 15 شخصا على الأقل، حيث استهدف معسكرا لتدريب المتمردين الإسلاميين في ولاية وزيرستان الشمالية القبلية المتاخمة لأفغانستان، بحسب ضابط في الاستخبارات الباكستانية أجرى عناصره تحقيقات لمعرفة ما إذا كان محسود بين الضحايا.

ونفت حركة طالبان على مدى أسابيع مقتل بيت الله محسود، بسبب النزاع على خلافته على ما يبدو. وكان على حكيم الله محسود نفسه أن يسكت الشائعات التي تحدثت عن مقتله بأيدي أحد منافسيه في أكتوبر (تشرين الأول)، وقام بإصدار الكثير من الأشرطة المصورة والتسجيلية لنفي ذلك.

ووردت تقارير متناقضة من عملاء الاستخبارات والمسؤولين الأمنيين في شمال غربي باكستان، حيث قال البعض إن محسود أصيب بجروح، في حين قال آخرون إنه قتل على الأرجح مع عدد من مساعديه.

واستهدفت الغارة الأميركية منطقة جبلية نائية بين ولايتي وزيرستان الجنوبية والشمالية، وقال المتحدث باسم الجيش إن الوصول إلى المنطقة متعذر للحصول على معلومات أكيدة.

وقال الجنرال أطهر عباس، المتحدث باسم الجيش، لوكالة الصحافة الفرنسية «ليس لدينا حتى الآن أي تأكيد لمقتله أو إصابته» أو لنجاته من الصواريخ. وتابع أن «أجهزة الاستخبارات تحقق» في الأمر.

وقال «كل ما نعرفه هو أن ضربة حصلت، وأن متمردين كانوا في المكان. أما بالنسبة لإمكانية وجود قادة لهم في الموقع، فما زال يتحتم تأكيد ذلك».

وقال عزام طارق، المتحدث باسم حركة طالبان باكستان، إن «حكيم الله في أمان، والتقيته مساء أمس. لم يصب حتى بخدش واحد». وأضاف «غادر موقع الهجوم قبل أربعين دقيقة أو ساعة من وقوعه».

وأعلن عن غارة ثانية في وزيرستان الشمالية وعن مقتل خمسة متمردين. وقتل أكثر من 700 شخص في نحو ثمانين غارة أميركية بطائرات من دون طيار منذ أغسطس 2008، عندما تولى حكيم الله محسود قيادة طالبان. وتكثفت الغارات في 2009 في ظل إدارة باراك أوباما. ونفذت سبع غارات في المناطق القبلية شمال غربي البلاد منذ مطلع 2010.

وتغذي الغارات المشاعر المعادية للأميركيين بين مسلمي باكستان، وتتوعد طالبان باستمرار بالانتقام ردا عليها.

وقال محسود في التسجيل الصوتي الصادر أمس الجمعة «أريد أن أحذر الأمة الباكستانية من أن هجمات الطائرات من دون طيار في المناطق القبلية تشكل تهديدا لأمن باكستان وسيادتها». وأضاف «من الآن فصاعدا ستتحمل الحكومة مسؤولية أي خطوة جريئة تتخذها طالبان في باكستان».