كردستان: ردود فعل متباينة إزاء مقترح الحكيم بإحياء التحالف الشيعي ـ الكردي

سكرتير «الكادحين» لـ«الشرق الأوسط»: الجبهة رد على قوى سنية والبعثيين ويجب أن تضم الذين أطاحوا بصدام

TT

فيما دعا عمار الحكيم، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إلى تشكيل جبهة وطنية موسعة مع الأحزاب الكردية تضم مختلف القوى والأحزاب العراقية لمواجهة مخاطر إجهاض العملية السياسية في العراق، تباينت ردود أفعال الأحزاب الكردية حول تلك المبادرة بين الترحيب بها باعتبارها ردا على دعوات عودة البعثيين إلى الواجهة السياسية في البلاد، وبين رؤيتها على أنها «غير قابلة للتطبيق».

وكان الحكيم قد وصل إلى أربيل الأسبوع الماضي وعقد لقاءات مع كبار الزعماء الأكراد، وطرح فكرة تشكيل جبهة وطنية واسعة. ورحب عدنان المفتي عضو الهيئة العامة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، ورئيس برلمان إقليم كردستان السابق، بفكرة تشكيل الجبهة وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نرحب بالمقترح، وسندرسه بجدية، لأننا على يقين من أن العراق بحاجة فعلا إلى جبهة وطنية موحدة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، حيث إن الإرهابيين والقوى المتطرفة باتت تحشد قواها لإجهاض العملية الديمقراطية في العراق، وهناك مخاطر حقيقية بتعرض العملية السياسية في العراق الجديد إلى انتكاسة كبيرة، لذلك من الضروري أن نحشد في المقابل طاقات القوى العراقية التي ناضلت معا في مواجهة النظام السابق، خاصة الإخوة الشيعة الذين ساهموا معنا في بناء أسس العراق الجديد لنتعاون ونتكاتف معا من أجل حماية العملية السياسية في العراق، خاصة أننا مقبلون على انتخابات مصيرية يحاول البعض تخريبها من الآن». من جهته، يرى التيار الإسلامي في كردستان في دعوة الحكيم، أنها «غير قابلة للتطبيق»، ويقول محمد فرج العضو القيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني: «أعتقد أن جهود تشكيل هذه الجبهة ستبوء بالفشل، لكن هذا لا يعني رفضنا للدعوة، ولكننا نعتقد بأن دخول الكرد إلى أي جبهة أو تحالف سياسي يجب أن يندرج في إطار الدستور»، وأضاف: «قبل كل شيء يجب أن نعرف ملامح هذه الجبهة وسياساتها، فالصورة غير واضحة حاليا، كما أنه لا بد قبل الخوض في محادثات بهذا الشأن، من أن يكون هناك إجماع كردي لدخول التحالفات أو الجبهات السياسية».

على عكس التيار الإسلامي، يرى قادر عزيز، سكرتير حزب الكادحين الكردستاني «علماني» أن «المخاطر التي تواجه العراق حاليا تتطلب الإسراع بتشكيل هذه الجبهة»، واقترح أن «تستعجل الخطوات بهذا الشأن، لكي يسبق تشكيل الجبهة الانتخابات البرلمانية القادمة، حتى يتسنى للعراقيين أن يصوتوا لها في الانتخابات». وحدد عزيز شروط القبول بالجبهة قائلا: «يجب أن تكون معالمها والتزاماتها واضحة، وأن تخدم العملية السياسية العراقية، وأن تكون هناك ضمانات بالالتزام بالدستور وحقوق الشعب الكردي، خاصة المادة 140».

وفي رده على سؤال عن وجود مخاطر تستدعي تشكيل الجبهة بمثل تلك العجلة، قال: «طبعا المخاطر التي يتعرض لها العراق اليوم هي أكبر من أي وقت مضى، فهناك حشد قوي للبعثيين والمتطرفين والإرهابيين وبعض القوى الشوفينية السنية التي تعمل لإجهاض العملية السياسية، بل هناك قوى عراقية تعلن على الملأ عن أسفها لسقوط النظام الدكتاتوري السابق، وتحن إلى عودة الدكتاتورية والشوفينية، وهناك حديث تارة عن انقلاب برلماني أو انقلاب عسكري محتمل، ولكن ما يحدث الآن في العراق من تردي الوضع الأمني هو في حقيقته انقلاب عسكري يراد به العودة إلى زمن الدكتاتورية، لذلك هناك حاجة ملحة لتشكيل هذه الجبهة لإفشال تلك المخططات، فيجب أن تتجمع القوى التي كان لها شرف إسقاط النظام السابق (على رأسه الرئيس الأسبق صدام حسين) في إطار جبهة موحدة للوقوف بوجه القوى الشوفينية». وحول ما إذا كانت الجبهة ستكون على حساب السنة العرب، قال: «طبعا الكرد والشيعة هم المستهدفون بالأساس، فهناك حشد قوي يضم قوى سنية شوفينية وفلول البعث وتنظيم القاعدة، وهم يلتقون الدعم من الدول الإقليمية لاستهداف الكرد والشيعة، لذلك هناك تحديات خطيرة جدا إذا لم نواجهها الآن، فستكون عواقبها وخيمة. نعم نحن نؤيد تشكيل هذه الجبهة ونقترح تسميتها (الجبهة الوطنية لحماية العملية الديمقراطية والنظام العراقي الجديد)». وكان الحكيم قد التقى بالزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني، رئيس الإقليم أثناء زيارته إلى كردستان بهدف إقناعهما بدخول الجبهة.

وأشار الحكيم في مؤتمر صحافي جمعه بالرئيس طالباني في منتجع دوكان أول من أمس إلى أهمية تلك الجبهة، فيما قال طالباني: «نحن في علاقاتنا المصيرية الاستراتيجية مستمرون مع المجلس الأعلى والائتلاف الوطني، ونحن في الجانب الكردي مؤمنون إيمانا شديدا بالتحالف الكردي الشيعي الذي هو تحالف بين الشيعة والسنة، وبين العرب والكرد، وبين الشمال والجنوب، وبين الإسلاميين والعلمانيين، وهو تحالف ينشد التآخي مع العرب السنة أيضا، ونتمنى أن نكون يدا واحدة جميعا ونشكل شدة الورد العراقية».