البيت الأبيض ينتقد تعليقات يمينية مثيرة للجدل بشأن هايتي

كوبا تسمح للطائرات الأميركية بعبور مجالها الجوي لإيصال المساعدات

أسرة تفترش العراء أمام القصر الجمهوري في العاصمة الهايتية بورت أوبرنس أمس (رويترز)
TT

وصف المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أول من أمس سلسلة من التصريحات التي أدلى بها معلقان محافظان بشأن الزلزال الكارثي في هايتي بـ«الغبية».

وكان روش ليمبوغ، وهو إذاعي محافظ معروف بلهجته التحريضية، قد نصح المستمعين أول من أمس أن لا يتبرعوا بأموال عبر الحكومة الأميركية. وقال إن إدارة الرئيس باراك أوباما تستغل هذه المأساة «لتحسين، إذا جاز لنا التعبير، مصداقيتها لدى مجتمع السود».

وتساءل ليمبوغ: «هل أنتم واثقون من أن هذه الأموال سوف تذهب إلى هايتي؟». متابعا: «إننا تبرعنا بالفعل لهايتي. هذه يطلق عليها ضرائب على الدخل في الولايات المتحدة».

وصرح ليمبوغ أنه لا يحض على عدم تقديم تبرعات للجمعيات الخيرية الخاصة، ولكنه يقصد تلك الجمعيات التي تدار من خلال القنوات الحكومية.

ومن ناحية أخرى، قال بات روبرتسون، وهو إنجيلي مسيحي محافظ يقدم برنامجا حواريا ترشح في السابق للانتخابات الرئاسية، إن سكان هايتي «ملعونون» لأنهم «أبرموا عهدا مع الشيطان للحصول على الاستقلال عن فرنسا قبل أكثر من مائتي عام.

وكان يشير بذلك إلى أسطورة عن عبيد هايتيين يدخلون في عهد مع الشيطان المتنكر في صورة إله السحر لتحقيق انتصار عسكري حاسم ضد القوات الفرنسية.

وتعليقا على تصريحات روبرتسون، قال غيبس: «ليس من قبيل الدهشة أن يتفوه شخص ما بشيء غبي للغاية في وقت يشهد معاناة إنسانية مروعة».

وحول تصريحات ليمبوغ، صرح غيبس للصحافيين أنه على ثقة من أن الشعب الأميركي لن يلتفت إلى هذا التصريحات وسيواصل التبرع بالمال للأشخاص الذين يعانون».

وأضاف غيبس: «إنني لا أعرف كيف يمكن أن يجلس شخص حيثما يجلس ويتمتع بالنجاح الذي حققه ولا يشعر بقدر من الحزن على ما حدث في هايتي» متابعا: «أعتقد أن استخدام قوة منبرك في محاولة إقناع الأشخاص بعدم مساعدة أشقائهم وشقيقاتهم يعد أمرا محزنا». إلى ذلك، أعلنت واشنطن أن السلطات الكوبية سمحت لها باستخدام مجالها الجوي بغية تسريع عمليات نقل المساعدات إلى هايتي.

وقال مسؤول أميركي كبير: «لقد نسقنا مع السلطات الكوبية لإرسال طائرات إخلاء طبية من قاعدة غوانتانامو الأميركية إلى ميامي في فلوريدا (جنوب شرقي الولايات المتحدة) عبر المجال الجوي الكوبي، الأمر الذي يتيح لنا توفير 90 دقيقة في كل رحلة». والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة رسميا بين هافانا وواشنطن منذ 1961.

وفي نفس الوقت، انبرى الرياضيون الأميركيون لتقديم الدعم والمساعدة لهايتي. وعلى رأس المساهمين في جهود الإغاثة لهايتي تأتي رابطة دوري البيسبول الأميركي وفريق «نيويورك يانكيز» للبيسبول ورابطة دوري هوكي الجليد بأميركا الشمالية والمتسابق لانس أرمسترونغ الفائز سبع مرات متتالية بسباق فرنسا للدراجات.

وقال باد سيليج مفوض رابطة دوري البيسبول إن الرابطة ستقدم مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال بينما سيقدم أرمسترونغ 250 ألف دولار من خلال مؤسسته «لايفسترونغ».

وقال سيليج في بيان: «من الصعب بالنسبة إلينا تخيُّل الأثر المأساوي لهذا الزلزال على شعب هايتي وهو بلد لا يبعد كثيرا عن الولايات المتحدة. نأمل أن تساعد هذه المساهمة في جهود الإغاثة ونحن نشجع أنصارنا لتقديم مزيد من التبرعات أيضا».

وقال الصليب الأحمر في هايتي إن عددا يتراوح بين 45 و50 ألف شخص لقوا حتفهم وإن 3 ملايين آخرين أصيبوا أو شُردوا بفعل زلزال سوى المباني بالأرض في مختلف أنحاء البلاد وترك عددا كبيرا من الأشخاص محاصرين تحت الأنقاض. وقال رابطة دوري هوكي الجليد إنها تبرعت بـ100 ألف دولار نيابة عن فرق البطولة وعددها 30 فريقا لمساعدة هايتي.

وقدم فريق «نيويورك يانكيز» بطل دوري البيسبول الأميركي 500 ألف دولار وفقا لبيان نُشر بموقع الفريق على الإنترنت. وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم مساعدة أولية تقدر بـ100 مليون دولار لهايتي.