اليمن: مقتل 6 من قيادات «القاعدة» في ضربة جوية أبرزهم الريمي

مصدر قبلي لـ«الشرق الأوسط»: لا نريد تدخلا في السيادة اليمنية.. ولن نتستر على مطلوبين

قاسم الريمي (أ.ف.ب)
TT

وجهت السلطات اليمنية «ضربة قوية» لتنظيم القاعدة، حيث قتل 6 من قيادات وعناصر التنظيم في غارة جوية، قالت السلطات اليمنية إن سلاح الجو اليمني نفذها، بعد ظهر يوم أمس، واستهدفت سيارتين كانتا تقلان ثمانية من «القاعدة» في منطقة الأجاشر الواقعة بالقرب من منطقة البقع، الحدودية مع السعودية، وتقول المصادر إن المنطقة التي وقع فيها القصف تقع بين محافظتي صعدة والجوف اليمنيتين.

وذكر مصدر في وزارة الدفاع اليمنية أن «الضربة الجوية الناجحة» أسفرت عن مقتل ستة من عناصر تنظيم القاعدة، أعلنت أسماء أربعة منهم هم: قاسم الريمي، وعمار عبادة الوائلي، وصالح التيس، وعايض جابر الشبواني، وكذا أبو أيمن المصري، الذي يلقب بـ«منظر التنظيم»، إضافة إلى تدمير السيارتين، لكن السلطات تقول إن اثنين من المستهدفين تمكنا من الفرار. ويوصف الريمي بأنه القائد الميداني لـ«القاعدة» في شبه جزيرة العرب. وقال مصدر في مجلس تحالف قبائل مأرب والجوف لـ«الشرق الأوسط» إن أحد الفارين هو عمار الوائلي الذي شوهد في بعض المناطق داخل سيارة «جيب».

وفي هذه الأثناء، قالت المصادر الحكومية إن عملية ملاحقة أمنية تتم لتعقب الفارين، داخل جبال وصحارى الجوف وصعدة. وأضاف الشيخ علي العجي، الأمين العام المساعد للتحالف، لـ«الشرق الأوسط» أن «أبناء القبائل في الجوف ومأرب يرفضون أي تدخل خارجي في ملاحقة أي شخص في مناطقها»، معتبرا أن ذلك «انتهاك للسيادة الوطنية». وقال إن القبائل لا تمانع لأن «تقوم السلطات الحكومية اليمنية بملاحقة أي شخص»، وأن تلك القبائل «لن تتستر على أي شخص مطلوب للسلطات».

وأضاف الشيخ العجي: «نعتبر العملية الأمنية التي نفذت ، جيدة لأنها استهدفت هدفا عسكريا في منطقة غير آهلة بالسكان، ولذلك فنحن نعتبرها مشروعة»، مؤكدا «استعداد القبائل وتفهمها في الجوف ومأرب، للمساهمة في مكافحة الإرهاب ودعم الدولة في جهودها»، مع إشارته إلى «الشك الذي يخيم على تلك القبائل من أن تستهدف تلك الضربات الجوية منازل المواطنين، بسبب شخص مندس، من دون معرفة القبائل».

وكان قاسم الريمي، أحد أبرز المطلوبين للسلطات اليمنية، فهو القائد العسكري لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي أعلن عنه مطلع العام الماضي بعد اندماج «القاعدة» في اليمن والسعودية في ذلك التنظيم، كما أنه يعد أحد العناصر الـ23 الذين تمكنوا في 3 فبراير (شباط) عام 2006 من الفرار من سجن المقر الرئيسي للمخابرات اليمنية (الأمن السياسي)، وقتل منهم البعض في عمليات أمنية واعتقل وسلم آخرون أنفسهم إلى السلطات.

وتأتي عملية الأمس بعد يومين من إعلان صنعاء أن الحرب مع تنظيم القاعدة في اليمن «مفتوحة»، وأكدت وزارة الدفاع اليمنية أن أجهزة الأمن اليمنية «ستظل بالمرصاد لكل من يفكر في العبث بالأمن والاستقرار»، وأنها «لن تسمح لأي إرهابي أو خارج عن النظام والقانون بالنيل من أمن اليمن واستقراره وسكينته العامة».

وقال مصدر أمني إن عايض الشبواني هو أمير «القاعدة» في محافظة مأرب، وكان قد استهدف في عملية عسكرية لقوات مكافحة الإرهاب في يوليو (تموز) الماضي. أما صالح التيس فهو أمير تنظيم القاعدة في محافظة الجوف. وكان قاسم الريمي المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد أفلت من موت محقق في واقعتين، الأولى كانت في مأرب على خلفية الهجوم الانتحاري الذي استهدف فوجا سياحيا إسبانيا في يوليو عام 2008، حيث تم استهدافه مع 4 من تنظيم القاعدة بالقرب من مدينة مأرب، ونجا من الغارة الجوية للطيران اليمني التي قتل فيها عناصر من تنظيم القاعدة. والحادثة الثانية نجاته من العملية الأمنية التي نفذتها القوات اليمنية في منطقة أرحب من محافظة صنعاء وقتل فيها 3 من «القاعدة» واعتقل عنصران آخران، وهو من قيادات «القاعدة» الذين فروا من سجن الأمن السياسي بصنعاء قبل نحو 4 أعوام في العملية التي عرفت بـ«الهروب الكبير» لقيادات «القاعدة» الـ23، فيما يعتبر عمار الوايلي من قيادات «القاعدة»، وكان ضمن مجموعة تتكون من 17 عنصرا اعتقلتهم السلطات اليمنية في عام 98 من القرن الماضي وعرفت بخلية «دبوان المخلافي»، إذ تمت محاكمة 6 من هذه القائمة وأخلي سبيل بقية هذه الخلية لعدم توافر الأدلة لإدانتهم.

ومنذ السابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت السلطات اليمنية حربا ضد تنظيم القاعدة بعملية «استباقية ومزدوجة»، نفذت في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء ومنطقة المعجلة في محافظة أبين وأمانة العاصمة، وأسفرت، تلك العملية، عن مقتل واعتقال وجرح عدد من أنصار «القاعدة»، إضافة إلى مدنيين، ثم تلتها عملية أمنية أخرى في الرابع والعشرين من الشهر نفسه، استهدفت الأصولي اليمني - الأميركي أنور العولقي وآخرين، وجاءت تلك العمليات والتي تلتها، بحسب السلطات في صنعاء، بتعاون استخباراتي ومعلوماتي مع عدة دول عربية وغربية.

ومن أبرز من قضوا في تلك العمليات، إلى جانب الريمي والآخرين المذكورين آنفا، محمد أحمد الكلوي (بن عمير) ومحمد صالح الكازمي، ليلتحق كل هؤلاء بزملائهم البارزين، ومنهم فواز الربيعي الذي قتل شمال العاصمة صنعاء قبل نحو ثلاث سنوات. ومعظم الملاحقين حاليا للسلطات متورطون بجرائم إرهابية، أبرزها ضد المدمرة الأميركية «يو إس إس – كول» التي استهدفتها «القاعدة» في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2001 في ميناء عدن، وناقلة النفط الفرنسية «ليمبورغ» التي استهدفت من «القاعدة» في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2002 بميناء الضبة في محافظة حضرموت، إضافة إلى التورط في قضايا إرهاب أخرى.