باراك يلتقي اليوم غل وقادة الجيش التركي بعد تسوية مشكلة الطائرات سرا

TT

يصل وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى أنقرة اليوم في زيارة تستهدف استكمال الجهود لتسوية الأزمة في العلاقات بين البلدين، التي انفجرت إبان الحرب العدوانية الأخيرة على غزة لأسباب عدة وراحت تتصاعد بأكثر من وتيرة عالية من يوم لآخر. وستتناول لقاءات باراك في تركيا العودة إلى مستوى عال من التنسيق الأمني والتعاون بين الجيشين. وحسب مصادر إسرائيلية فإن ما أتاح هذه الزيارة هو تسوية المشكلة الناشئة بين البلدين في صفقة الطائرات بلا طيار، التي باعتها إسرائيل لتركيا ولكنها تأخرت في تسليمها.

وستستغرق الزيارة يوما واحدا، سيلتقي فيه نظيره وزير الدفاع، وكذلك وزير الخارجية، ورئيس وأعضاء هيئة أركان الجيش التركي الموجودين في العاصمة أنقرة، ومن المحتمل أن ينتقل باراك إلى إسطنبول للقاء الرئيس عبد الله غل أيضا. وكانت هذه الزيارة قد رتبت منذ أسابيع، حيث سبقتها اتصالات مكثفة بين البلدين، أشرف عليها وزير التجارة والصناعة، بنيامين بن أليعازر، مندوبا عن زعيم حزبه، باراك، بالتنسيق التام مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. واشتاط غيظا من هذه الزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، باعتبار أن «هناك من يصادر صلاحياته ومهماته». واستغل ليبرمان عرض مسلسل تركي، ليحدث أزمة في العلاقات مع تركيا على أمل أن تؤدي إلى إفشال زيارة باراك. وأمر نائبه، داني أيلون، بأن يوبخ السفير التركي لدى إسرائيل، أحم دأوغوز تشيليكول، بشكل مهين. ونفذ أيلون الأوامر بحذافيرها. فأهان السفير، وكاد يؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، لولا اعتذاره في آخر لحظة.

وأمس خيمت على الزيارة دعوى في القضاء التركي رفعتها جمعية حقوق الإنسان المحلية، تطالب باعتقال باراك بسبب دوره في قيادة الحرب العدوانية على غزة قبل سنة. وظل أمر الزيارة مرهونا بنتائج البحث في المحكمة، ولم تستبعد وزارة الدفاع الإسرائيلية إلغاءها. كما نظمت في كل من أنقرة وإسطنبول، أمس، مسيرتان جماهيريتان احتجاجيتان، وهتف المشاركون فيها ضد باراك ونعتوه بـ«مجرم حرب».

وسيحل باراك، في حال نهاية الزيارة، ضيفا على وزير الخارجية التركي لا على نظيره، مما يشير إلى الأهمية السياسية للزيارة. لكنه سيكرس جل الزيارة للقاءات العسكرية والأمنية. ويتضح أن ما أتاح الزيارة، هو التوصل إلى اتفاق حول صفقة الطائرات بلا طيار، التي يقال إنها كانت أخطر مواضيع الأزمة بين البلدين في السنة الماضية. فالصفقة موقعة بينهما في سنة 2005 وتشمل 10 طائرات بلا طيار من طراز «هارون» بقيمة 190 مليون دولار، تم دفع ثمنها كاملا. وكان مقررا أن يبدأ تسليم هذه الطائرات في سنة 2008، لكن إسرائيل تلكأت في الموضوع. ويقال في إسرائيل إن سبب التلكؤ موضوعي، حيث إن تركيا طلبت تركيب آلات تصوير وأجهزة أخرى ثقيلة الوزن على الطائرة، ولكن إضافة وزن ثقيل أدى إلى إبطاء حركة الطائرة. لكن الأتراك يعتقدون أن سبب التلكؤ هو نوع من الاحتجاج الإسرائيلي على التقارب بين تركيا وسورية وكذلك إيران. واعتبرت ذلك تدخلا من إسرائيل في شؤونها الداخلية.

وكلف باراك اللواء في جيش الاحتياط الإسرائيلي، أودي شني، تسوية هذه القضية بأي ثمن. ونجح شني في ذلك وحضر إلى إسرائيل قبل أسبوع وفد عسكري تركي كبير، وأجرى تجارب على الطائرات المذكورة، وصادق عليها، ومن المفترض أن تسلم أول دفعة منها (6 طائرات) في يناير (كانون الثاني) الحالي لاستخدامها على الحدود مع العراق، على أن تسلم الأربع الباقية في يونيو (حزيران) القادم.