وزير الخارجية الإيطالي: روما ستستضيف مؤتمرا دوليا حول الصومال

قال إن بلاده مستعدة لتدريب شرطة صومالية لمكافحة الإرهاب

TT

أعلنت إيطاليا عن استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي حول الصومال، وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، عقب لقائه مع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد في العاصمة الكينية نيروبي، أول من أمس: «إن معضلة الأمن في الصومال هي قضية الساعة، ولكن ينبغي التفكير في الصحة العامة والتعليم والبنى التحتية هناك». وأضاف فراتيني: «هناك حاجة للتعاون الدولي للتصدي لمشكلة الصومال الذي تستخدمه الجماعات الإرهابية على أنه نقطة العبور إلى أفريقيا ثم إلى بقية دول العالم، إن المشكلة في الصومال مشكلة دولية، وليست مشكلة تؤثر على الصومال أو كينيا أو إثيوبيا أو أوغندا، أو الدول المجاورة الأخرى فقط». وطرح وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني استعداد إيطاليا لاستضافة مؤتمر دولي حول الصومال، وقال: «سنبلغ الرئاسة الإسبانية التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي بهذا الأمر، لكي يتم النظر في عقد هذا المؤتمر الدولي حول الصومال بهذه المواصفات، ويخرج بالتزامات جادة لتقديم المزيد من الدعم للحكومة الانتقالية في الصومال، دون أن يحدد موعد عقد هذا المؤتمر». وذكر فراتيني أيضا أن إيطاليا ستعمل من أجل الضغط على أعضاء مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالصومال لتقديم الدعم اللازم لتحقيق الاستقرار في الصومال، قائلا: «إيطاليا ستحث المانحين الدوليين على الوفاء بتعهداتهم لحكومة الصومال، لا يمكننا أن نوهم الصومال بالتزامات، وبعد مرور عام نجد قليلين حول طاولة الذين أوفوا بوعودهم تجاه الصومال». يشار إلى أن المؤتمر الدولي للمانحين حول الصومال الذي عقد في بروكسل 23 أبريل (نيسان) الماضي تعهد بجمع مبالغ تصل إلى 250 مليون دولار من أجل دعم المؤسسات الأمنية في البلاد وكذلك دعم عمل قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، إلا أن معظم الدول لم تلتزم بتعهداتها. وذكر فراتيني أيضا أن إيطاليا مستعدة لتدريب قوة شرطة صومالية لمكافحة الإرهاب، وقال: «إن الشرطة العسكرية الإيطالية مستعدة لتدريب قوة شرطة صومالية لمكافحة الإرهاب في كينيا المجاورة، كما أن إيطاليا مستعدة لتزويد قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام بالمال للمساعدة في تدريب الشرطة الصومالية في مقديشو ودفع رواتبهم، عرضنا على الرئيس الصومالي شريف تشكيل شرطة قوية للغاية لمكافحة الإرهاب». من جهته، قال الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، عقب هذا اللقاء الذي جري بينه وبين وزير الخارجية الإيطالي: «إن الصومال بحاجة إلى مساعدة الحكومة الإيطالية لتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، ولمساعدة بناء مؤسسات حكومية فعالة، خاصة في ظل هذه المرحلة الصعبة التي تواجه فيها الصومال خطرا كبيرا من الجماعات الإرهابية». مؤكدا أن دعم روما للصومال في المجالات السياسية والأمنية والإنسانية ضروري. وأضاف: «المشكلة التي تواجه الصومال حاليا لا يمكن التعامل معها أو حلها من قبل الصوماليين بأنفسهم، كما أن الدعم الذي نحصل عليه أقل بكثير مما كنا نتوقعه، وأقل بكثير مما نحتاج إليه». وذكر الرئيس شريف أن لقاءه مع وزير الخارجية الإيطالي كان فرصة للطرفين، وأنه تم البحث من خلال هذا اللقاء في القضايا الأمنية والسياسية والإنسانية في الصومال.

في هذه الأثناء قال مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال أحمد ولد عبد الله: «إن الأزمة الأمنية في الصومال لم تعد إقليمية، وإن المتطرفين يشكلون تهديدا، ليس فقط في الصومال، وإنما في دول الجوار، الجماعات المتطرفة تشكل تهديدا حقيقيا على دول الجوار وخصوصا دول منظمة الإيقاد، وحتى دول بعيدة، فطموحاتهم تتجاوز مقديشو والصومال». وذكر عبد الله أن الأزمة في الصومال أصبحت تحديا صعبا أكثر من أي وقت مضى يجب ألا يتم تجاهله، لافتا إلى أن الأزمة لم تعد محلية أو إقليمية، بل أصبحت أزمة عالمية. وقال: «بعد سنوات من الصراع لن يتغير الوضع في الصومال بين ليلة وضحاها، ورغم ذلك فإننا ننتقل من مرحلة الدولة الفاشلة إلى الدولة الهشة وهذا يعد تقدما». مشددا على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي الإجراءات اللازمة للتغلب على التحديات الرئيسية في الصومال، ومنها غياب التعهدات الملموسة ومواصلة التردد وعدم اتخاذ إجراءات عملية فعالة، مما أدى إلى تشجيع المتطرفين وإضعاف الحكومة. وقال أيضا: «يجب أن نتفهم أن المتطرفين المسؤولين عن ارتكاب أعمال العنف يضمون عددا كبيرا من الأجانب ولا يسعون إلى الإطاحة بالحكومة الانتقالية بالقوة فقط، إنما إلى معارضة إقامة أي سلطة في البلاد، هدفهم الأسمى هو إما الإبقاء على حالة دائمة من الفوضى أو إنشاء دولة متشددة». وكرر أحمد ولد عبد الله على الضرورة الملحة من ترجمة التوافق الدولي بشأن الصومال إلى مساعدات مادية، مشيرا إلى أن المشاركين في مؤتمر المانحين في بروكسل العام الماضي تعهدوا بتقديم أكثر من 200 مليون دولار؛ إلا أن ما تم الوفاء به بالفعل أقل بكثير من احتياجات الصومال.

ميدانيا هاجم مسلحون مجهولون ثلاث محطات إذاعية مستقلة في مدينة جالكعيو (700 كيلومتر إلى الشمال من مقديشو)، مما أسفر عن إصابة 4 أشخاص من بينهم 3 صحافيين، وكانت مدينة جالكعيو هدفا لهجمات تفجيرية في الآونة الأخيرة، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المحطات الإذاعية في المدينة. وألقى المسلحون عدة قنابل يدوية بشكل متزامن في مقرات إذاعة «صوت مودوغ» وراديو «هوبيو»، إضافة إلى مقر إذاعة «جالكعيو». وقال عبد الله حرسي مدير إذاعة «جالكعيو»: «نحن لا نعرف لماذا تم استهدافنا، كنا نبث أخبارا وبرامج محايدة ومتوازنة بالنسبة للأحداث في المنطقة. ويبدو أن هذه الهجمات ضد المحطات الإذاعية في المدينة كانت منسقة جيدا، حيث تم استهداف المحطات الإذاعية الثلاث (اثنتان منها تقع في الشطر الجنوبي للمدينة، والثالثة في الشطر الشمالي حيث تحكم ولاية بونت) بشكل متزامن. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات ضد المحطات الإذاعية في جالكعيو، ويشار إلى أنه تم اغتيال 9 صحافيين في الصومال خلال العام المنصرم فقط.