مساجد الضفة تخصص خطب الجمعة لاستنكار تهجم القرضاوي على أبو مازن

بناء على توصيات من وزارة الأوقاف

TT

شنت السلطة الفلسطينية أول من أمس حملة عبر المساجد على الشيخ يوسف القرضاوي بسبب تهجمه على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وقوله إنه يستحق الرجم، وبناء على تعليمات من وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، فقد خصص خطباء الجمعة في مساجد الضفة الغربية خطبهم للتعبير عن استنكارهم التصريحات التي صدرت عن الشيخ القرضاوي بحق الرئيس محمود عباس، وأكدوا على ضرورة تنزيه المنابر عن قذف وتجريح الأشخاص والهيئات، ودعوا القرضاوي إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني والتراجع عن إساءاته لأن في الرجوع عن الخطأ فضيلة، ففي مسجد ياسر عرفات، بمقر الرئاسة برام الله، الذي يؤدي فيه أبو مازن صلاة الجمعة، دعا الهباش الشيخ القرضاوي إلى التراجع عن تصريحاته المنافية لأبسط قواعد الأخلاق الإسلامية التي ينبغي أن يتحلى بها العلماء والدعاة، ودعاه إلى الاعتذار للرئيس وللشعب الفلسطيني عن تلك الإساءة، وقال الهباش «الرجوع إلى الحق خير ألف مرة من الإصرار على الباطل لأن الإصرار على الباطل والبناء على معلومات وأكاذيب مصدرها تسريبات إسرائيلية ليس من شيم العلماء». وفي مسجد جمال عبد الناصر بمدينة رام الله، قال الشيخ رائد المهداوي إن ما صدر عن القرضاوي «مرفوض على المستوى الخلقي والديني» مشيرا إلى أنه مبني على «الظن والشائعات الكاذبة» وأضاف: «إن الواجب الديني يحتم على الشيخ القرضاوي أن يتراجع عن تصريحاته لا أن يصر عليها».

وقال الشيخ خميس عابدة خطيب الحرم الإبراهيمي في الخليل «إن المساجد وجدت لتجمع المسلمين لا لتفرقهم وإن إطلاق الإشاعات والفتاوى بغير حق من قبل القرضاوي بحق الرئيس بهدف تحقيق أغراض شخصية وأهداف حزبية سيعمل على تأجيج نار الفتن وإذكاء مشاعر العداوة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى وحدة الصف والكلمة»، وأكد المفتي محمد سعيد صلاح في خطبته في مسجد جنين الكبير، حرمة الإساءة إلى الأشخاص وعلى مكانة العلماء ورفعتهم، لذا - كما قال: «لا يجوز لهم أن يتطاولوا على الحكام بالظن والشكوك»، معتبرا أن «الإساءة إلى الرئيس إساءة إلى الشعب الفلسطيني كله»، واعتبر خطيب مسجد جنين الجديد الشيخ حسن شحادة أن «المنابر وجدت لدعم الوحدة ويجب أن تكون بعيدة عن الحزبية والتهجم وإصدار الأحكام دون وجه حق أو دليل أو برهان، وأن المنابر لا يليق بها أن تكون مكانا للفرقة وبث الأحقاد، وأن الرجوع إلى الحق فضيلة»، وتحدث الخطباء في محافظات نابلس وطولكرم وقلقيلية وسلفيت وطوباس والخليل، التي شهدت مناوشات خفيفة، في الاتجاه نفسه داعين الشيخ القرضاوي «أن يكون مع أهل فلسطين ووسيلة خير ودعم للوحدة ونصرة الحقوق، وألا يكون منحازا لطرف ما وألا يستغل الدين لأغراض شخصية أو حزبية أو فئوية وأن يتحرى الخبر الصحيح ولا يكون ناقلا لأخبار السوء والفتن».