الخلافات الأرثوذكسية: ممثلو المؤسسات العربية اشتكوا البطريرك اليوناني إلى حكومته

ثيوفيلوس قال إنه ماض في الدفاع عن عقارات الكنيسة رغم حملات التشويه

TT

تصاعدت حدة الخلافات داخل الطائفة الأرثوذكسية، كبرى الطوائف المسيحية في فلسطين، بعد اتهامات وجهت للبطريرك الحالي، ثيوفيلوس الثالث، بتسريب عقارات تابعة للبطريركية إلى شركات يهودية، واتهامات أخرى له باستعداء العرب داخل الطائفة، وهو ما نفاه بشكل قاطع.

وعاد وفد أرثوذكسي من اليونان التي تسيطر على الكنيسة، أمس، حيث اشتكى البطريرك، وهو يوناني، إلى الحزب الحاكم هناك. وطالب الوفد الذي ضم رؤساء مؤسسات أرثوذكسية عربية، وعضوا مسيحيا في المجلس التشريعي، وسفير فلسطين في اليونان، الحكومة اليونانية باتخاذ موقف رسمي تجاه «تأجير البطريرك لأراضي الكنيسة وممتلكاتها لجهات استيطانية تقوم بتهويد القدس العربي». واجتمع الوفد مع نائب وزير الخارجية اليوناني، سبيروس كوفيليس، وأمين عام الحزب الاشتراكي الحاكم، بولينا لامبسا، وسكرتير المجلس التنفيذي لحزب باسوك، سقراطيس كسينيذس، بالإضافة إلى رئيس أساقفة اليونان، واتهم البطريرك ثيوفيلوس بتسريب أراض في دير مار ألياس في القدس إلى شركات يهودية من أجل إقامة مساكن وأحياء استيطانية فيها، مما يكمل تطويق القدس المحتلة بقلاع استيطانية.

وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد نفت مثل هذه الاتهامات، وقالت: «إن الشركات ستبني مساكن للشبان العرب في القدس، لتخفيف أزمة السكن».

وطالب الوفد المسؤولين اليونانيين ببذل كل الجهود لوقف حالة الترهل في مجمع القبر المقدس ببطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس، والتعاون لإجراء إصلاح داخلي في البطريركية يتوافق وقوانين الكنيسة وقرارات مجامعها المسكونية، وتطبيق قانون البطريركية رقم 27 لسنه 58 سندا لمسؤولية السلطة الوطنية الفلسطينية والأردن في الإشراف على تنفيذه. وتقول المؤسسات العربية المسيحية: «إن ثيوفيلوس سن قوانين داخلية لإبعاد العرب عن الإدارة والرهبنة، ووصل الخلاف بين ممثلي المؤسسات المسيحية العربية والبطريرك ذروته، مع أعياد الميلاد التي جرت في الأسبوع الأول من هذا الشهر، وهددت المؤسسات بالانشقاق عن الكنيسة، وتشكيل الكنيسة العربية الأرثوذكسية.

لكن ثيوفيلوس، تلقى دعما من غالبية الكهنة العرب أنفسهم، ودافع 16 منهم، الممثلون للكنائس المحلية الفلسطينية، عن ثيوفيلوس، وقالوا: «إن بعض أنصار البطريرك السابق يريدون الانتقام له».

وأول من أمس، قال ثيوفيلوس: «إنه مستمر في الدفاع عن العقارات الأرثوذكسية ومتمسك بمبادئ الحفاظ عليها ومنع المستوطنين من فرض سيطرتهم على أي شيء أرثوذكسي، وذلك رغم الحملات الإعلامية الهادفة لإضعاف الكنيسة والرعية والكهنة وتشويه صورتهم أمام المجتمع». والتقى ثيوفيلوس كهنة الروم الأرثوذكس، مؤكدا لهم أهمية استمرار التواصل مع كهنة الرعايا الأرثوذكسية، «بعيدا عن المآرب الشخصية».

ولفت ثيوفيلوس إلى أن كنيسته أنجزت الكثير من النجاحات في المعارك التي تقودها للدفاع عن العقارات الأرثوذكسية، لا سيما عقارات «باب الخليل». وفي موضوع التمثيل العربي، قال ثيوفيلوس إنه «قام فعلا بتنفيذ قرار المجمع المقدس في جلسته في مايو (أيار) 2007 الخاص بتشكيل مجلس مختلط انتقالي يقوم بالتحضيرات اللازمة للانتخابات». واتضح أن البطريرك قد قام بتسمية أعضاء المجلس وإبلاغ الجهات الرسمية الفلسطينية والأردنية بهم. ونقل الكهنة لثيوفيلوس نيابة عن رعاياهم استياء أبناء الكنيسة من قيام «بعض الأفراد بانتحال صفة تمثيلهم وتمثيل مؤسساتهم لفتح أبواب إعلامية ومقابلات مع مسؤولين لنشر إشاعات مبنية على أنصاف حقائق ووقائع مشوهة».

كما أبدى الكهنة دعم رعية الروم الأرثوذكس لما تقوم به البطريركية من مشاريع بناء لكنائس ومدارس وإسكان. وعبر الكهنة عن شجبهم لأسلوب التشهير الذي يستخدمه البعض لتسويق نفسه ضاربا بعرض الحائط ما لذلك من آثار سلبية على الكنيسة والرعية والكهنة.