عباس: على أميركا أن تجبر إسرائيل على وقف الاستيطان أو تخبرنا بنهاية اللعبة

قال إن العودة إلى اتفاق معبر رفح الدولي هي الحل لرفع الحصار

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح، في رام الله، إن السلطة لن تعود للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي من دون الوقف الكلي للاستيطان، بما يشمل القدس، وتحديد مرجعية المفاوضات، ووصف أبو مازن الموقف الأميركي من عملية السلام بالغامض.

وكشف أبو مازن أن الموقف الفلسطيني الذي حمله وزيرا خارجية مصر والأردن إلى واشنطن يتلخص في خيارين، وهما «إما أن تلتزم إسرائيل بوقف الاستيطان ومرجعية عملية السلام، وإما تأتي أميركا وتقول هذه هي نهاية اللعبة فيما يتعلق بتحديد الحدود وقضية اللاجئين وغيرهما من القضايا النهائية، حتى نتمكن من الوصول إلى حل سياسي»، مشددا على أن الاتفاق الأميركي الإسرائيلي بشأن الوقف الجزئي للاستيطان مرفوض رفضا قاطعا.

واشتكى عباس من حملة التحريض التي تطاله من 3 جهات (إسرائيل وحماس والشيخ يوسف القرضاوي)، وتحدث عن اتهامه إسرائيليا بأنه أكثر تطرفا من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقال عباس «أنا وصلتني رسالة تقول: ألا يتذكر مصير ياسر عرفات؟.. والله باتذكر، أنا والله باتذكر وباعرف شو صار، بس على الأقل ليفهمنا العالم أننا لا نطالب بغير الشرعية الدولية وبغير ما أقر باللوائح والاتفاقات».

وأضاف «أبو عمار لم يكن متطرفا، وأنا مش متطرف بالمناسبة، ودائما ياسر عرفات له وجهة نظر أن نجد الحل السياسي، لكن الهجوم علينا في هذه الأيام من أجل أن يقال إننا سلطة عدمية، لا نريد شيئا، ثم يقولون هذا الرجل يجب أن نتخلص منه».

ودافع عباس عن خطوات اتخذها واتهمته إسرائيل بسببها بالتحريض، وقال إنه ماض رغم ذلك في ملاحقة أولئك الذين يبيعون الأراضي في القدس، لأن تلك «جريمة»، كما دافع عن تدشينه دوارا باسم دلال المغربي في رام الله، وقال «هل ننكر تاريخنا؟ نحن ماذا كنا نعمل؟ كان يضرب بعضنا بعضا بالبندورة والبيض، كنا نشتغل ضد بعض عسكريا، وأنا قلت هذا لنتنياهو في واي ريفر، أنت يجب أن تخرج الأسرى.. قال: على أيديهم دم.. قلت له وأنا وأنت ماذا على أيدينا؟».

ورغم هذا قال عباس إنه لن يسمح بأي عمل عسكري في الضفة الغربية، وأضاف «ليس لدينا أي شيء، لا قنابل ولا بطيخ، نحن منعنا «الفتيش» (المفرقعات)، من يعمل «فتيش نحاسبه، نبعث شرطة لسؤاله لماذا يستخدم الفتيش، نحن نعمل بنظام وبأخلاق، إنما أيضا لا يقولون لي إنه قبل 40 عاما جدك عكر على جدي الماء، ما هذا الكلام الفارغ؟».

وفي موضوع القرضاوي، قال عباس إن فتاواه مع التحريض الإسرائيلي يصبان في خانة واحدة، وقال «هذا يحرض وهذا يحرض، على ماذا؟ باختصار كل ما يجري هو عبارة عن عملية لدفعنا لا أدري إلى أين؟».

وبالنسبة للمصالحة الفلسطينية، أكد عباس أنه لن يجلس إلى أي من قيادات حماس قبل أن توقع على الورقة المصرية، واتهم عباس الحركة بأنها «لا تريد انتخابات».

وأضاف «نحن الآن ننتظر أي وقت يحبون أن يوقعوا، وبعد ساعة أو نصف ساعة أو ربع ساعة يكون هناك لقاء، ولكن قبل ذلك لا، والتوقيع أين؟ في مصر».

وقال عباس إن حماس التي «تزايد» كثيرا على فتح أوقفت المقاومة ومنعتها، و«بعثوا برسالة إلى الأميركان بأن ثوابتنا هي حدود عام 1967 والتهدئة والالتزام بالاتفاقيات، لا أعلم ما هي الاتفاقيات، ولكن يمكن أنهم يحاولون تحسين صورتهم لدى الخارج، من أجل أن يقولوا لهم تعالوا لنتكلم معكم».

وشن عباس هجوما شديدا على حماس بسبب موقفها من الجدار الفولاذي المصري، وقال «توجد الآن قضية كبيرة، تتعلق بإقفال الأنفاق، قامت ضجة على مصر ولم تقعد، لأن هذا سيزيد الطين بلة، بمعنى، ربما يقلل مدخول التهريب، مصر تريد أن تمنع دخول الممنوعات إلى غزة، ومن حقها هذا، أنا قلت هذا رأيي، ولا أظن أن الكثير يخالفونني، لأنه من حق مصر أن تفعل ذلك».

وأضاف عباس قائلا «بعدين دعونا نقل، فيه حصار على غزة ولاّ لا؟ فيه حصار على غزة. طب شو سبب الحصار، ما بدنا نعمل كما عملت حماس أيام الهجوم، ننسى إسرائيل وننسى كل شيء ونقول، إنه على مصر أن تفتح معبر رفح، صارت كل المعركة ضد مصر، والآن يقولون نفس الشيء، هل نريد أن نبرئ إسرائيل، لا نبرئ إسرائيل، لكن دعونا نتذكر أنه في 2005 هناك اتفاق رباعي، نحن وإسرائيل وأوروبا وأميركا من أجل معبر رفح، وأنا رأيت المعبر مفتوحا، والمواطن لا يتأخر أكثر من عشر دقائق، والأمور تسير، ويدخل إسماعيل هنية ويطلع فلان، كله يا محلاه، طيب بعد ذلك حدث الانقلاب، خرج الحرس وخرج الأوروبيون، وأقفل المعبر.. إذن يجب أن نعود إلى الصيغة التي افتتح بموجبها المعبر».

وتابع أبو مازن «النقطة المهمة التي بدنا نحكيها أيضا أنه لا أحد يعرف أن عشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية والصحية والسيارات، والإسعاف، وسيارات المرسيدس تهرب بالأنفاق».