مصدر فلسطيني ينفي لقاء بين عباس ومشعل.. والكويت تدخل على خط الوساطة

قال: هناك جهود كثيفة تبذل حاليا من أجل إصلاح علاقات حماس بمصر

TT

نفى مصدر في حركة حماس أن يكون قد تم الاتفاق على عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. وردا على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح، والتي أكد فيها أن اللقاء سيجري في غضون 10 أيام، قال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد التواصل مع الهيئات القيادية للحركة في الداخل والخارج تبين أنه لم يتم الاتفاق على أي لقاء بين الرجلين، منوها بأنه لم يحدث أي تغيير جذري على موقفي الطرفين بما يسمح بعقد مثل هذا اللقاء. وشدد المصدر على أن الذي يعيق إمكانية إحداث اختراق في جهود المصالحة يتمثل في الخلاف حول الورقة المصرية للمصالحة، حيث تواصل الحركة التشبث بموقفها الرافض للتوقيع على الورقة إلا بعد تعديلها، في حين ترفض كل من مصر وحركة فتح إدخال أي تعديلات.

وأشار المصدر إلى أن الآونة الأخيرة شهدت دخول الكثير من الأطراف العربية على خط المصالحة الفلسطينية الداخلية، منوها بأن الحكومة الكويتية أبدت رغبتها في لعب دور الوسيط بين الجانبين. وأضاف المصدر أن كبار المسؤولين الكويتيين ناقشوا مع وفد حماس الذي زار الكويت وبحثوا مع مشعل الظروف والشروط الكفيلة باستئناف الحوار وإنهاء حالة الانقسام الداخلي، دون أن يتم الاتفاق على قضايا ملموسة ومحددة. ونوه المصدر بأن جميع الأطراف العربية التي تحاول التوسط تشدد على ضرورة أن يتم ذلك عبر «البوابة المصرية»، وليس بديلا عنها. وكشف المصدر النقاب عن جهود كثيفة تبذل حاليا من أجل إصلاح علاقات حماس ومصر بعد أن تضررت كثيرا في أعقاب الاشتباكات التي نشبت بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين وعناصر الأمن المصريين في أعقاب الكشف عن قيام السلطات المصرية بحفر الجدار الفولاذي على طول الحدود بين مصر والقطاع، وهو ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى من الفلسطينيين ومقتل عنصر أمن مصري واحد. ونوه المصدر بأن اتصالات جرت بالفعل بين كبار المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية ومسؤولين كبار في حركة حماس وحكومتها. وأشار المصدر إلى أن الاتصالات تهدف إلى التوصل إلى قواعد عمل متفق عليها بين الجانبين، تقلص هامش حدوث اضطرابات على جانبي الحدود في المستقبل، بالإضافة إلى معالجة ذيول بعض الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود مؤخرا. وأوضح المصدر أن مصر تواصل السماح لقيادات في حركة حماس بالانتقال من غزة إلى دمشق للتشاور مع قيادة الحركة هناك على الرغم من الخلافات بين الجانبين. وأضاف المصدر أن هناك إحساسا عميقا لدى الجانبين أن العلاقة بينهما لم تصل إلى طريق مغلق بعد، وأنه بالإمكان التوصل إلى حلول يمكن أن ترسي العلاقة بين الجانبين على أسس راسخة.

من ناحيتها نفت حركة فتح أن يكون كل من عباس ومشعل قد اتفقا على عقد لقاء بينهما، وشدد مصدر قيادي في الحركة على أن المدخل لعقد أي لقاء بين مشعل وعباس يتمثل في توقيع حماس على الورقة المصرية، منوها بأنه لم يطرأ أي تغيير على موقف فتح المبدئي من هذه القضية.

إلى ذلك قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن حركته ترفض التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بالصيغة المطروحة حاليا، موضحا أن التوقيع دون إجراء تعديلات «هو بمثابة سيف يشهر في وجه حركة حماس كي تقبل بكل ما تريده حركة فتح»، مؤكدا أن هناك ماكينة إعلامية لم تتوقف، هدفها الإساءة إلى تجربة حركة حماس بكل مكوناتها.

وقال رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة ورئيس وفدها لحوار القاهرة ياسر الوادية إن القمة العربية المزمع عقدها في مارس (آذار) المقبل في ليبيا ستعطي دفعة قوية نحو انطلاقة المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر. وفي تصريح صحافي صادر عنه قال الوادية إن الزيارات بين بعض الدول العربية والجولات التي يقوم بها الرئيس محمود عباس للكثير من الدول العربية، إضافة إلى لقاءات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وبعض القيادات الأخرى للدول العربية، تشير إلى أن القمة العربية ستعطي دفعة قوية نحو انطلاقة المصالحة الفلسطينية. واعتبر أن معظم الزعماء العرب سيكونون أمام اختبار حقيقي يتطلب إجابة عملية حول الوضع الفلسطيني وآثاره على القضية الفلسطينية.