جنبلاط: قطعت ثلاثة أرباع الطريق لزيارة سورية.. ونقطتان لا تزالان عالقتين

قال إنه يحضر ابنه تيمور ليسلمه «المختارة» وينسحب إلى «النورماندي» لكتابة مذكراته

رئيس «اللقاء الديمقراطي» في لبنان، النائب وليد جنبلاط ، يسير أمس إلى جانب ابنه البكر، تيمور، في دارته في بلدة المختارة في جبال الشوف (أ.ف.ب)
TT

أشار رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، إلى نقطتين لا تزالان عالقتين يجب إيجاد المخرج لهما، ليتمكن من زيارة العاصمة السورية، وأوضح في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن هاتين النقطتين هما «خطاب شخصي ضد الرئيس السوري بشار الأسد أدليت به ولا بد من إيجاد صيغة لإيضاحه إذا ذهبت إلى دمشق»، إذ اعتبر أن خطابه في 14 فبراير (شباط) 2007 «كان عنيفا جدا ضد شخص الأسد»، وأضاف «كما أن هناك تصريحا أدليت به إلى صحيفة (واشنطن بوست) اعتبره السوريون إهانة لنظامهم، وأعتقد أن عليّ أن أوضح ذلك في الوقت المناسب، ليس الآن»، وقال «إن العمل جار على تذليل العقبات الأخيرة» أمام زيارته إلى سورية، وأكد على «دفن الماضي، وتطبيع العلاقات التاريخية مع الجار القوي»، وأضاف أن «ثلاثة أرباع الطريق باتت مفتوحة وطبيعية بيني وبين سورية، وتبقى الخطوة النهائية وهي مرتبطة بالوقت المناسب».

وعما إذا كان سيذهب إلى حدّ الاعتذار إلى سورية، أجاب جنبلاط: «كل شيء في وقته»، ليؤكد أنه «غير نادم» على مواقفه خلال السنوات الأربع الماضية، وأضاف «قررنا دفن الخنادق القديمة، وحان الوقت لنقول: حسنا، سنكتب بفخر تاريخ 14 آذار الذي قاد إلى الاستقلال، إنما في الوقت نفسه سورية جار قوي، وعلاقاتنا معه تاريخية، لا يمكننا تجاهله ويجب احترامه»، واستطرد «هذه هي السياسة، إنها عبارة عن مراحل ودورات، لقد أنجزنا الكثير ضمن قوى 14 آذار، إنما يجب عدم طلب المستحيل».

وكرر جنبلاط بإصرار أنه «عضو سابق في قوى 14 آذار»، واضعا نفسه في «موقع وسطي»، وأضاف «السوريون خرجوا من لبنان، اتفقنا مع رئيس الحكومة سعد الحريري أن مسألة الاغتيالات من صلاحية المحكمة الدولية، وتبقى المشكلة الوحيدة وهي تكمن في التفاوض مع سورية على ترسيم الحدود».

وأشار إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتولى «تعبيد الطريق» أمام زيارته إلى العاصمة السورية، ورفض «في الوقت الحاضر» القول ما إذا كان السوريون يرفضون استقباله، وما إذا كانوا يضعون شروطا محددة لذلك؟ ولفت إلى أن تحركه الأخير ومواقفه الأخيرة لا تلقى تأييدا لدى قاعدته الشعبية، لكنه أكد أنه ماضٍ في «السباحة عكس التيار، حفاظا على السلم الأهلي»، وتابع «السابع من مايو (أيار) لقننا درسا، لقد شكل صدمة نفسية جعلتنا ندرك الحقد الطائفي الذي تركته مواقفنا على الأرض، الشعبوية أمر سهل، وسهل أيضا الإدلاء بخطابات تصعيدية نارية، هذا ما فعلته وفعله غيري، وما كاد يوصلنا إلى حرب درزية شيعية تمكّنا من تجنبها بأعجوبة، وإلى توتر شيعي - سني رهيب، لذلك صارت أولويتي العمل على تجنب حرب مذهبية».

وقال جنبلاط: «من أجل الحفاظ على السلم الأهلي سأضحي بكل شيء بغضّ النظر عما إذا كانت القرارات شعبية أم لا، وعلى المرء أن يسبح أحيانا عكس التيار»، وأكد أنه «يشرّع المقاومة وفق مفهوم الخطة الدفاعية، لكن علينا أن ننتظر الظروف الملائمة السياسية والأمنية والعسكرية لحزب الله، لا نستطيع أن نملي عليه إرادتنا».

وحول مسألة الوراثة السياسية، رد جنبلاط، «هذا هو لبنان، لا أعتقد أن لدى تيمور ابني خيارا غير الاستمرار في تحمل المسؤولية»، ويركن جنبلاط إلى «القدر»، ليقول، في حال خروجه من العمل السياسي، «قد أشتري منزلا صغيرا في النورماندي (فرنسا) أو النرويج وأعكف على كتابة مذكراتي، أود أن أرى ذلك يتحقق، لكنني أود أيضا، إذا ما انتقلت يوما إلى النورماندي، أن أرى المختارة في أيد أمينة مع ابني».