«هآرتس»: تل أبيب هددت عباس باجتياح الضفة إذا لم يؤجل تقرير غولدستون

أبو مازن ينفي التهمة ويقول إنها تأتي ضمن مخطط إسرائيلي لإزاحته

TT

كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس النقاب عن أن إسرائيل مارست ضغوطا شديدة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل إرغامه على طلب تأجيل بحث تقرير «غولدستون» الذي حقق في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي اتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية خلال الحرب.

وفي تقرير أعده، قال كبير المعلقين في الصحيفة عكيفا الدار إن رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية يوفال ديسكين قدم سرا لمقر الرئيس عباس قبيل التصويت على تقرير «غولدستون» في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهدده بأن إسرائيل ستشن حملة عسكرية على الضفة الغربية على غرار الحملة التي شنتها على قطاع غزة في حال وافق عباس على مناقشة التقرير. وأضاف الدار أن ديسكين هدد عباس أيضا بإلغاء التسهيلات التي قدمتها إسرائيل للفلسطينيين في الضفة الغربية، مثل رفع الحواجز العسكرية. وحذر ديسكين من أن رفضا فلسطينيا لإرجاء التصويت على تقرير غولدستون سيؤدي إلى إرجاء منح الترخيص لتشغيل شركة الاتصالات الخلوية (الوطنية) التي تعاقدت مع السلطة الفلسطينية، الأمر الذي كان من شأنه - والحالة هذه - أن يجبر السلطة الفلسطينية على دفع تعويضات للشركة المذكورة بقيمة عشرات الملايين من الدولارات.

وقال الـ«شاباك» ردا على توجه الصحيفة للحصول على رده إنه لم يعتد التطرق في وسائل الإعلام إلى جدول مواعيده أو لقاءات رئيسه.

ومن جهته، نفى عباس كل هذه التهم، واعتبرها تأتي من باب التحريض عليه، ضمن مخطط إسرائيلي لإزاحته، بعدما تمسك برفضه العودة إلى طاولة المفاوضات من دون وقف كامل للاستيطان.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، أمس، إن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى اقتراح التفافي لتجاوز مطالب الفلسطينيين بشأن وقف الاستيطان، بحيث يتم بحث مسألة الحدود والقدس أولا، من أجل حل مسألة المستوطنات. ويصل المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل هذا الأسبوع إلى المنطقة، وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أعلنت قبل توجهها لهايتي أنه يجب الشروع في بحث القضايا الرئيسية كالقدس والحدود.

وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الإدارة الأميركية ترى جولة ميتشل حاسمة، غير أنها ليست دراماتيكية. وأضافت أنه وبخلاف تقارير سابقة يبدو أن ميتشل لن يحمل معه ضمانات من الإدارة الأميركية، كما أنه لن يطرح مواقفها إزاء التسوية.

وأشارت الإذاعة إلى أن الإدارة الأميركية في حيرة من أمرها حول كيفية كسر الجمود وتجديد العملية السياسية. ونقلت عن كلينتون قولها إنه لا ينبغي التلكؤ عند الأشجار، بل رؤية الغابة كلها وزيادة وتيرة التقدم.

وطرح في الإدارة الأميركية آراء تدعو لإحياء المسار السوري مع الاستمرار في بذل الجهود لإحياء المسار الفلسطيني، أو بالتوازي معه.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس «لا نستطيع أن نعود إلى المفاوضات إذا بقيت إسرائيل على هذا الموقف من الاستيطان، وإذا لم تستطع أميركا إقناع إسرائيل بوقف كل النشاط الاستيطاني، أو على الإدارة الأميركية أن تخبرنا بنهاية اللعبة».