اليمن: إجراءات استثنائية في مناطق النفط تحسبا لهجمات «القاعدة»

تحذير القبائل من إيواء عناصر التنظيم

سيارة شرطة تحرس الحي الدبلوماسي في صنعاء أمس (رويترز)
TT

عززت السلطات اليمنية، أمس، إجراءاتها الأمنية حول المنشآت النفطية الحساسة، وذلك تحسبا لهجمات انتقامية من قبل تنظيم القاعدة، في الوقت الذي وجه مسؤولون يمنيون تحذيرات لرجال القبائل من عواقب وخيمة لإيواء عناصر «القاعدة»، الذين تقوم أجهزة الأمن اليمنية بتعقبهم.

وقال مصدر محلي في محافظة شبوة الجنوبية الغنية بالنفط والغاز لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى تعزيز مواقع الشركات النفطية وشركات الغاز العاملة في المحافظة بقوات إضافية من الجيش والأمن، في الوقت الذي يقوم لواء عسكري كامل بحراسة مشروع بلحاف لإنتاج وتصدير الغاز في المحافظة، والذي يعد الأضخم في اليمن من حيث العائد، حيث تبلغ تكلفته 6 مليارات دولار ويتوقع عائدات بنحو 25 مليار دولار.

وذكرت المصادر أن ضمن الإجراءات التي اتبعت، أيضا، مضاعفة الحراسات الأمنية حول الخبراء الأجانب وبالأخص في أثناء تحركاتهم، وكذا حول تجمعات سكنهم والتدقيق بشأن هوية الأشخاص الذين يدخلون إليها، وذلك خشية أن تتكرر الهجمات الإرهابية التي استهدفت في سبتمبر (أيلول) عام 2006 بعض المنشآت النفطية في محافظتي مأرب وحضرموت بسيارات مفخخة، قبيل أيام قلائل على الانتخابات الرئاسية حينها.

وحذر مسؤولون يمنيون رجال القبائل في المناطق التي توجد فيها عناصر «القاعدة» من إيواء هذه العناصر ومن عواقب وخيمة لهذه الأفعال، ومن جهته أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجور أن بلاده «تشن حربا بلا هوادة ضد عناصر التمرد والتخريب الإرهابية في صعدة وضد عناصر تنظيم القاعدة»، مشيرا إلى أن هذه الحرب «تستند إلى إرادة وطنية أصيلة ودعم إقليمي ودولي منقطع النظير»، وأشاد المسؤول اليمني بـ«النتائج القوية التي يحققها أبطال القوات المسلحة والأمن»، ضد الحوثيين و«القاعدة» والتي استهدفت «رؤوس هذا التنظيم الإرهابي»، ويقصد الأخير.

وأضاف مجور مؤكدا أن اليمن «عازم على استئصال جذور النشاط الإرهابي، بكل أشكاله وصوره، والتصدي لكل المحاولات التي تريد أن تذكي الفتنة في وطن الإيمان والحكمة»، وقال إن «رهاننا على النصر في هذه المواجهة، بقدر ما يعتمد على إمكانات وطنكم ومؤسسته العسكرية والأمنية، فإنه يعتمد بالقدر نفسه على وعيكم وإيمانكم بوطنكم»، وكان رئيس الوزراء اليمني يتحدث في حفل تدشين نشاط «الهيئة الوطنية للتوعية»، والتي جاء تأسيسها للوقوف أمام التطورات الراهنة في اليمن، وبالأخص مثلث قضايا: الحرب مع الحوثيين في تمردهم بالشمال، الحراك الجنوبي المتداعي والمتصاعد، وكذا الحرب ضد تنظيم القاعدة في البلاد، والتي اعتبرت «مفتوحة». على صعيد آخر، أصيب مسؤول أمني يمني أمس بإصابات خطيرة، وجرح صحافيان، وذلك في إطلاق نار بين مسلحين مجهولين بوسط مدينة الضالع الجنوبية، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مساعد مدير المباحث الجنائية في محافظة الضالع، عبد القوي المحمدي، أصيب برصاصات المهاجمين في صدره في أثناء تناوله لوجبة الغداء أمس في أحد مطاعم المدينة بصحبة شقيقه الصحافي عبد الرحمن المحمدي، والصحافي محمد علي محسن، وذلك حين بدأ مسلح بصحبة آخرين بإطلاق النار عليهم قبل أن يلوذوا بالفرار، وفي حين وجهت مصادر رسمية يمنية أصابع الاتهام إلى مسلحين يتبعون «الحراك الجنوبي» المطالب بانفصال الجنوب، فإن الحراك لم ينفِ حتى اللحظة هذه الاتهامات.

واتهمت السلطات اليمنية أمس عناصر وصفتها بـ«التخريبية» بإطلاق النار على خطوط نقل الكهرباء من محطة مأرب الغازية في شرق البلاد، ما أدى إلى قطع الكهرباء عن مناطق كثيرة في العاصمة صنعاء، وقال مسؤول في وزارة الكهرباء اليمنية إن هذا العمل «إجرامي» وتسبب في «وقف التشغيل التجريبي للمحطة» المتعثرة منذ عدة سنوات.

على صعيد آخر أصدرت محكمة يمنية أمس حكما بالسجن لمدة ثلاثة شهور ضد صحافية للمرة الأولى بتهمة إهانة رئيس البلاد. وقال مصدر في اتحاد الصحافيين اليمنيين لـ«رويترز» إنه بالإضافة إلى سجن أنيسة عثمان الصحافية في صحيفة «الوسط» الأسبوعية، أصدرت المحكمة أيضا حكما بسجن معاذ الأشهبي الكاتب في الصحيفة «الثقافية» الأسبوعية التابعة لصحيفة «الجمهورية»، لمدة عام بتهمة الإساءة إلى الإسلام.