مصدر إماراتي لـ «الشرق الأوسط»: المشاركة الإسرائيلية لا تعني بدء اتصالات بين البلدين

وزير إسرائيلي لأول مرة في الإمارات للمشاركة في مؤتمر للطاقة

TT

نفى مصدر إماراتي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن تكون مشاركة وزير إسرائيلي في اجتماعات مؤتمر للطاقة بدأ أعماله أمس في أبوظبي، تعني أي خطوة لبدء اتصالات بين بلاده وإسرائيل، وأكد المصدر أن التزامات الإمارات في استضافة مقر المنظمة الدولية (إيرينا) هي السبب الوحيد لمشاركة الوزير الإسرائيلي. وعندما بدأت أعمال الاجتماع الثالث للجنة التحضيرية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، التي تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرها، كانت الأنظار مسلطة على مشاركة وزير البنية التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو، الذي أصبح رسميا أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات. غير أن المصدر الإماراتي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر هويته، أكد أن مثل هذه المشاركة الإسرائيلية لا تعني بأي حال من الأحوال أن يكون لها «أي علاقة أو أبعاد أو مؤشر على أي اتصالات ثنائية بين الإمارات العربية المتحدة، وأي من الحاضرين للمؤتمر»، في إشارة إلى إسرائيل التي لا ترتبط الإمارات بأي علاقة معها.

وبحسب المصدر الإماراتي فإن منظمة «إيرينا» تضم تحت لوائها 132 دولة، «ولا يحق للدولة المنظمة أن تستبعد أي دوله من هذه الدول».

ويقول المصدر الإماراتي إن بلاده - باعتبارها الدولة المضيفة لمقر الوكالة الدولية - «ليس لها علاقة بمن يحضر اجتماعات (إيرينا)، وإن الحضور يجب أن يكون متاحا أمام أعضاء الوكالة كافة»، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر أحد الشروط الأساسية لأي دولة تسعى لاستضافة مقر لأي وكالة دولية.

والإمارات العربية المتحدة هي إحدى ثلاث دول خليجية، بجانب كل من السعودية والكويت، لم يسبق أن أجرت أي اتصالات مباشرة بينها وبين تل أبيب.

وعلى الرغم من أن العلم الإسرائيلي رُفع يوم أمس في أبوظبي، فإنها لم تكن المرة الأولى التي يزور فيها مسؤولون إسرائيليون الإمارات، ففي أكتوبر (تشرين الأول) ارتفع العلم الإسرائيلي أيضا من خلال زيارة مسؤولين في اجتماعات تحضيرية لمنظمة «إيرينا» ذاتها، ونشير هنا إلى مشاركة إسرائيلية تمت قبل سنوات في اجتماعات صندوق النقد الدولي.

وفي وقت سابق من العام الماضي، مُنعت لاعبة إسرائيلية من المشاركة في بطولة دولية للتنس أقيمت في دبي، وهو ما أفضى إلى تهديد الاتحاد الدولي للعبة بإعادة النظر إلى مستقبل الدورة في دبي، علما بأن اللاعبة نفسها سبق أن شاركت في بطولة في قطر، وكانت أول إسرائيلية تدخل في منافسات كرة المضرب في دولة خليجية، وقال حينها مدير البطولة إن أنظمة المسابقة تحظر على الدولة المضيفة منع دخول لاعبين متأهلين.

إلى ذلك، قال الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في افتتاح المؤتمر أمس، إن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت كل الإمكانات كمضيف لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» وإنها ستظل على عزمها «من خلال ثقلها الجغرافي والسياسي والاقتصادي الفريد، ليس فقط في تشجيع تبني دول العالم المتقدمة لمسألة الطاقة المتجددة ولكن ستسهم بشكل فعّال في حوار الشمال والجنوب الدائم بمعدل واسع في المشروعات التنموية في جميع أنحاء العالم».

وقال في كلمته التي وجهها إلى المشاركين في أعمال الاجتماع الثالث للجنة التحضيرية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة الذي بدأ أعماله في أبوظبي صباح أمس: «إن لقاءنا اليوم وقبل تسعة أيام فقط من تأسيس المنظمة الدولية للطاقة المتجددة هو احتفال بخطوة إلى الأمام في عمر هذه المنظمة الهامة، وإننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نؤكد بشكل قاطع أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ستكون من أهم المنظمات الدولية في القرن الواحد والعشرين ونحن فخورون بشكل كبير بأننا جزء من هذه المنظمة».

وأوضح أنه في أقل من اثني عشر شهرا ارتفع عدد أعضاء «إيرينا» من 75 عضوا إلى 139 عضوا، مرحّبا بانضمام جمهورية التشيك إلى المنظمة، مشيرا إلى أن ذلك يعكس تقبل العالم لهدف «إيرينا» الأساسي لكي تكون القوة الدافعة في اتجاه نقلة سريعة باتجاه الاستخدام الواسع والمتجدد للطاقة المتجددة حول العالم.

وأكد أن هذا الأمر يمكن أن يترجَم إلى واقع من خلال الإسهام الجماعي والمستمر من الدول الأعضاء للمنظمة. وقال: «إنه وبعد جولات عديدة من النقاشات المكثفة بين الأعضاء نستطيع القول إننا مجمعون على أن إيرينا تحقق أهدافها بنجاح»، مشيدا بالجهد الكبير الذي بذلته المجموعات الست من الأعضاء في أثناء مناقشتهم الموضوعات المطروحة وتسخيرهم لمصادرهم ووقتهم لسنّ القرارات الهامة لخطط (إيرينا) المستقبلية».