مبارك: عودة العلاقات مع إيران يلزمها حل المشاكل الأمنية العالقة أولا

الرئيس المصري: السلام يحتاج إلى صبر ومثابرة «لأن البديل هو الحرب»

TT

اشترط الرئيس المصري، حسني مبارك، على إيران أمس حل المشاكل الأمنية المعلقة بين البلدين، لاستعادة العلاقات (المقطوعة منذ عام 1979)، قائلا إن مصر هي أكبر دولة تضحي من أجل القضية الفلسطينية. وأضاف أن تأخير المصالحة بين الفلسطينيين سيؤدي لتأخير حل القضية وزيادة المستوطنات، وأن ما يتردد عن أن مصر أدخلت تغييرات على ما اتفقت عليه فتح وحماس بخصوص المصالحة «هو كذب في كذب»، مشددا على حاجة السلام إلى صبر ومثابرة «لأن البديل هو الحرب».

وقال الرئيس المصري عن الأنفاق الموجودة تحت الأرض بين حدود بلاده وقطاع غزة إنها تلحق بمصر أضرارا بالغة، وكانت سببا في تفجيرات شرم الشيخ وطابا، منذ نحو أربع سنوات، وتساءل «لماذا يوجه اللوم لمصر، في الوقت الذي لا يجرؤ فيه أحد على الذهاب إلى المعابر الستة الأخرى بين غزة والضفة الغربية والتي تسيطر عليها إسرائيل؟!». وأعرب مبارك عن حزنه من تجاوزات بعض الفلسطينيين على حدود مصر مع غزة، وأشار إلى أنه حزن كثيرا على الجندي المصري الذي استشهد في معبر رفح (برصاص يعتقد أنه لقناصة فلسطينيين).

وتطرق الرئيس مبارك لهذه القضايا إضافة لقضايا محلية أخرى، أثناء افتتاحه أمس ميناء للصيد في برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ بالدلتا المصرية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.

وحول العلاقات مع إيران، قال مبارك إن مصر ليست لديها أي مشكلة في إقامة علاقات مع كل الدول، بما فيها إيران، مشيرا إلى أنه التقى في الآونة الأخيرة مع رئيس مجلس الشورى الإيراني، وقبله مع وزير الخارجية (الإيراني)، وأكد أنه طلب منهما حل المشاكل الأمنية المعلقة بين البلدين أولا، لاستعادة العلاقات، معربا عن حرص مصر على إقامة علاقات طيبة مع كل دول العالم.

وقال الرئيس مبارك عن القضية الفلسطينية إن مصر حاربت من أجل فلسطين، وقدمت نحو 120 ألف شهيد من أبنائها، وهى أكبر دولة تضحي من أجل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الانقسام الحالي في الصف الفلسطيني لا يخدم سوى إسرائيل، وأن تأخير المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني سيؤدى إلى تأخير حل القضية وزيادة المستوطنات، وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

كما أكد مبارك أن مصر لا تفرض شيئا على أحد، وأن الفلسطينيين هم الذين صاغوا ورقة المصالحة، وأن ما يتردد عن أن مصر أدخلت تغييرات على ما اتفقت عليه فتح وحماس هو كذب في كذب، وأنهم وافقوا جميعا على ما جاء في هذه الورقة، وتمت الموافقة على مطلب حماس بإرجاء موعد الانتخابات من يناير (كانون الثاني) إلى يونيو (حزيران) القادم.

وكشف الرئيس المصري عن تدخله الشخصي لمنع قيام آرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق باقتحام غزة، من خلال رسالة عاجلة بعث بها إليه منتصف الليل، يبلغه فيها بخطورة القيام بتلك الخطوة، وينصحه بعدم الإقدام عليها.

وقال إن مصر تعمل من أجل القضية الفلسطينية، رغم كل الإساءات التي توجه إليها من قبل البعض، مشيرا إلى أن بلاده مستمرة في أداء واجبها ومسؤولياتها تجاه عملية السلام من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مضيفا أن مصر قدمت بعض المقترحات لاستئناف المفاوضات، وأن مصر أرسلت وفدا إلى واشنطن بتلك المقترحات، حيث تدرسها الإدارة الأميركية حاليا. وشدد على أن السلام يحتاج إلى صبر ومثابرة لأن البديل هو الحرب.

وأكد مبارك أن مصر تساعد بالطرق السلمية، لأنه «كفانا حروبا وخسائر مادية»، مشيرا إلى أنه لولا الحروب التي خاضتها مصر لكانت الآن من أكبر الدول المتقدمة في المنطقة. وقال «إن مصر استعادت أرضها بالكامل، وخضنا طريق السلام، ونساعد على إقراره، وإنه لن يتمكن أحد من استفزاز مصر للدخول في حرب جديدة، ولكنها ستخوض فقط هذه الحرب في حالة الاعتداء على أراضيها، فالأرض هي العرض».

وحول مشكلة الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، قال الرئيس مبارك إن تلك الأنفاق تلحق بمصر أضرارا بالغة على أكثر من مستوى، من أهمها المستوى الأمني، حيث كانت سببا في تفجيرات شرم الشيخ وطابا، بالإضافة إلى خطورة عمليات التهريب، وتهريب الأسلحة. وأضاف أن تلك الأنفاق قد تحولت إلى مصدر للتجارة من الجانب الفلسطيني، «وما يهمنا نحن في مصر هو أننا نفتح معبر رفح لدخول الأفراد، فيما تصل المساعدات والاحتياجات الأخرى عبر معابر أخرى، والهدف في النهاية تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى «أننا لا يمكن أن نمنع دخول شيء من الاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني من غذاء ودواء». وتساءل الرئيس مبارك «لماذا يوجه اللوم إلى مصر التي تقوم بكل ذلك في الوقت الذي لا يجرؤ فيه أحد على الذهاب إلى المعابر الستة الأخرى بين غزة والضفة الغربية والتي تسيطر عليها إسرائيل؟!».

وأعرب مبارك عن حزنه من التجاوزات التي صدرت عن بعض الفلسطينيين في غزة على الحدود مع مصر، وأشار إلى أنه حزن كثيرا على الجندي المصري أحمد شعبان الذي استشهد أخيرا (على معبر رفح برصاص يعتقد أنه لقناصة فلسطينيين).