أوباما في ذكرى توليه الحكم: كنا نأمل أن تكون الحياة أفضل ووعودي لم تتحقق كليا

استطلاعات تظهر تراجع آمال الأميركيين من أصول أفريقية حول العنصرية

TT

عشية الذكرى السنوية الأولى لدخول أول رئيس أميركي من أصول إفريقية البيت الأبيض، ما زالت هناك تساؤلات حول العنصرية في البلاد ومخاوف من عدم إحراز تقدم كافٍ لمواجهة التفرقة ضد الأميركيين من أصول إفريقية. وأقر الرئيس باراك أوباما نفسه بهذه المخاوف، قائلا: «بعد ذلك النصر قبل عام، كان هناك من اقترح أننا دخلنا عصر ما بعد العنصرية في الولايات المتحدة، بأن تلك المشكلات ستحل، لكن لم يحصل ذلك جيدا».

وألقى أوباما خطابه حول العلاقات الأميركية بالإضافة إلى الوضع في البلاد أول من أمس في كنيسة «فيرمونت أفنيو» لإحياء ذكرى مولد زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الذي صادف يوم أمس ويعتبر يوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة.

كان خطاب أوباما مليئا بالإشارات إلى «تحديات عصر جديد» أمامه، محذرا من «المستقبل المجهول»، لكنه أشار إلى «التقدم الذي جعل من الممكن أن أكون هنا، أن ينتخب الشعب أميركيا من أصول إفريقية ليكون الرئيس الـ44 للولايات المتحدة». وأضاف: «كان هناك أمر مشترك من قِبل الكثير بأن الحياة ستكون أفضل بعد أدائي يمين الرئاسة، لكن مع لقائنا هنا اليوم وبعد عام، نعلم أن ذلك الوعد لم يحقق كليا بعد». وكان أوباما يعكس في خطابه مصادر قلق الكثير من الأميركيين من أصول إفريقية، التي أظهرت استطلاعات رأي أنهم غير واثقين من تأثير إيجابي لانتخاب أوباما على حياتهم. وأفاد استطلاع رأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» مع قناة «إيه بي سي» ونشرت نتائجه أمس أن 40 في المائة من الأميركيين فقط يعتبرون أن أوباما حسّن العلاقات بين السود والبيض، بينما كان استطلاع للرأي قبل تنصيب أوباما أظهر أن 60 في المائة من الأميركيين توقعوا تحسن العلاقات. وبينما توقع 75 في المائة من الأميركيين من أصول إفريقية، أن تسهم رئاسة أوباما في تحسين العلاقات مع البيض، صار 51 في المائة فقط يؤمنون بذلك الآن. وبحسب الاستطلاع فقط 11 في المائة من الأميركيين من أصول إفريقية قالوا إنهم وصلوا إلى نقطة المساواة مع البيض، بينما كانت تلك النسبة العام الماضي 20 في المائة. ومن اللافت أن 40 في المائة من البيض المشاركين في الاستطلاع قالوا إن المساواة قد تحققت في الولايات المتحدة. وأفاد استطلاع آخر للرأي أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» مع قناة «إن بي سي» أن نحو 60 في المائة من السود قالوا إن المجتمع يحكم عليهم بسبب لون بشرتهم، بينما 38 في المائة فقط من البيض اتفقوا مع هذا الرأي.

وتُعتبر الأوضاع الاقتصادية للأميركيين من أصول إفريقية عاملا أساسيا للشعور بعدم المساواة. وبموجب معهد «السياسة الاقتصادية» الأميركي، وصلت نسبة البطالة بين الأميركيين من أصول إفريقية إلى 17.2 في المائة، بينما تصل النسبة الإجمالية في الولايات المتحدة إلى 10 في المائة.

وركز أوباما في الخطاب على الأزمة الاقتصادية، قائلا إن «الجشع وعدم المسؤولية زرعا بذور الانهيار» الاقتصادي، مشيرا إلى أن البطالة وصلت إلى أعلى نسبها بين الأميركيين من أصول إفريقية.

وتحدث أوباما في خطابه عن المصاعب التي واجهها خلال العام الماضي، قائلا: «أحيانا التقدم يبدو بطيئا جدا، وأحيانا تكون الكلمات التي تقال عني جارحة. أشعر أحيانا أن كل هذه الجهود من دون جدوى وأن التغيير بطيء إلى درجة مؤلمة، مما يجعلني أواجه شكوكي، لكن الإيمان يبقيني هادئا». وأنهى أوباما خطابه من الكنيسة بنبرة تفاؤل، متعهدا بتحسين الأوضاع، قائلا إن «الاقتصاد بدأ ينمو»، وإن إصلاح نظام الرعاية الصحية سيتحقق ليكون «نصرا ليس للديمقراطيين فقط بل للكرامة والنزاهة ولإنسانيتنا المشتركة». وشجع أوباما الأميركيين على مواصلة اهتمامهم بالسياسة، قائلا: «لا تتركوا التصويت ولا تتركوا النشاط السياسي، هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به».