السلطات العراقية تعرض اعترافات لـ«مفتي نينوى» بقتله مسيحيين.. ولآخر سوري من حمص

هجوم مسلح على منظمة إغاثة في بغداد ومقتل 4 من موظفيها

TT

عرضت وزارة الدفاع العراقية، أمس، تسجيلا مصورا لاعترافات تسعة من عناصر تنظيم القاعدة قبض عليهم في محافظة نينوى المضطربة، وأقروا بذبح مسيحيين «لم يدفعوا الجزية»، واستهداف أقلية الشبك أيضا، فيما هاجم مسلحون مكتب إحدى منظمات الإغاثة في بغداد، فقتلوا أربعة من موظفيها، بينهم امرأة.

وأبرز المتهمين الذين أدلوا باعترافاتهم محمد رمزي شهاب «مفتي نينوى»، الذي قام بذبح مسيحيين لعدم دفعهم الجزية، كما أكد إشرافه على تفجير استهدف قرية الخزنة، من أقلية الشبك، مما أوقع نحو أربعين قتيلا، في العاشر من أغسطس (آب) الماضي.

وقال شهاب: «تم تجنيدي من قبل إمام باكستاني، في لندن، قام بتمويلي للقيام بعمليات، ونصبني مفتيا، فأعطيت فتوى بذبح مدرس مسيحي، وأخرى ضد صاحب محل مسيحي، لعدم دفعهما الجزية»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد إصداره فتوى تبيح قتل ثلاث نساء بتهمة نقل أخبار للأجهزة الأمنية. كما اعترف بـ«تدبير عملية تفجير قرية الخزنة». ويسكن الشبك في سهل نينوى (شمال الموصل)، وهم من الأقوام الفارسية، لكنهم اختلطوا، وتصاهروا، مع عشائر عربية وكردية وتركية، ويستمدون اسمهم من هذا الواقع، وهم يتمسكون بتقاليدهم الخاصة، وغالبيتهم من الشيعة، كما أن أعدادهم لا تتجاوز الخمسين ألفا، وفقا لمختلف التقديرات.

وقال المتحدث باسم الوزارة، محمد العسكري، للصحافيين: «جميع هؤلاء اعتقلوا وفق مذكرات قبض قضائية»، ودعا «عائلات الضحايا التي تضررت من هؤلاء إلى تقديم شكوى للقضاء».

وبين الموقوفين التسعة سوري يدعى عزمي دربي محمد، من سكان منطقة حمص، ألقي القبض عليه بينما كان «يرتدي ملابس نسائية». وقال العسكري: «جندوا نساء للعمل في منازل الشيوخ، لجمع المعلومات، وكذلك لنقل العبوات والأسلحة الكاتمة للصوت، لأن تفتيش المرأة صعب وسطحي».

من جهته، اعترف المتهم الثاني، علي مأمون قاسم، وهو صيدلي من الموصل، بمشاركته في «قتل عناصر الجيش والشرطة الجرحى الذين ينقلون إلى المستشفى لتلقي العلاج»، وأكد «توجيهه تهديدات للأطباء والصيادلة للحصول على تمويل من خلال الابتزاز».

وبدوره، اعترف أحمد ذنون إسماعيل بـ«ذبح عدد من المسيحيين». فيما أقر الرابع، ويدعى عادل نجم شكارة الحمداني، بأن «دولة العراق الإسلامية عينتني واليا للساحل الأيسر في مدينة الموصل»؛ ويقسم نهر دجلة الموصل إلى شطرين: أيسر وأيمن.

واعترف مراهق (17 عاما) بـ«قتل أربعة أشخاص»، فيما اعترف آخر بـ«ابتزاز التجار من أجل تمويل العمليات، وتفجير محلات أولئك الذين لا يدفعون الأموال».

وعلى صعيد ذي صلة، أعلنت مصادر في الشرطة العراقية مقتل صاحب محل مسيحي ظهر أمس، في أحد أحياء الموصل، غداة اغتيال مسيحي آخر في ظروف مشابهة، فضلا عن مقتل آخرين خلال الأسابيع الأخيرة. وأضافت أن «مسلحين كانوا يستقلون سيارة من طراز (أوبل) سوداء ترجلوا منها، أمام محل أمجد حميد عبد الأحد كرو الواقع في حي الصديق، واقتحموا المكان، فأردوه قتيلا بعد إطلاق النار عليه». وتابعت: إن «القتيل (45 عاما) متزوج، وليس له أولاد». وأكدت مصادر الشرطة أن «المسلحين اتبعوا الطريقة ذاتها التي استخدموها سابقا في قتل عدد من المسيحيين خلال الأسابيع الأخيرة». وتثير موجة الاغتيالات المنظمة التي تطال المسيحيين في معقلهم التاريخي، في بلاد ما بين النهرين، استياء السكان، ومخاوف المسيحيين من مخطط يستهدف وجودهم، ويريد تهجيرهم، في ظل عدم اتخاذ إجراءات رادعة.

كانت ثلاث كنائس في الموصل قد تعرضت إلى موجة من التفجيرات، في حين قتل مسلحون عددا من المسيحيين قبل أعياد الميلاد. وكانت حملة منهجية من أعمال القتل والعنف محددة الأهداف قد أدت، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2008، إلى مقتل أربعين مسيحيا، مما حمل أكثر من 12 ألفا منهم على مغادرة الموصل.

إلى ذلك، قالت مصادر أمنية عراقية إن مسلحين هاجموا، ظهر أمس، مقر منظمة «موطني» للإغاثة والتنمية، في شارع عمر عبد العزيز الواقع في حي الأعظمية (شمال بغداد)، وأطلقوا النار داخل المكتب، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة اثنين آخرين بجروح. وتابعت: إن المسلحين «وضعوا عبوة ناسفة، داخل إحدى السيارات المتوقفة أمام المقر، انفجرت فور وصول دورية للجيش إلى المكان، مما أدى إلى إصابة أحد جنود الدورية بجروح». وتعنى المنظمة بشؤون العائلات المهجرة، وفقا لموقعها الإلكتروني.

وفي المقدادية، قالت الشرطة إن دراجة نارية ملغومة متوقفة أمام مقر للشرطة انفجرت، مما أسفر عن مقتل شرطي، وإصابة خمسة آخرين في البلدة، حسب وكالة «رويترز».

ومن جانبها، أعلنت قيادة عمليات بغداد أنها عثرت على طن ونصف الطن من المواد المتفجرة في أحد المنازل، غربي بغداد.