متقي: مفاوضات جارية ورسائل متبادلة مع الدول الكبرى بشأن الملف النووي.. وبوادر انفراج

وزير الخارجية الإيراني أكد أن طهران ستخفض مستوى العلاقات مع لندن في 12 مجالا

متقي قبيل مؤتمر صحافي له في طهران، أمس (إ.ب.أ)
TT

قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، أمس، إن بلاده تبادلت رسائل مع القوى الكبرى حول برنامجها لتوليد الطاقة النووية وأنها ترى مؤشرات على التقدم وذلك رغم المحاولات الغربية لفرض مزيد من العقوبات. فيما أكد في اتجاه آخر أن إيران ستخفض علاقاتها مع بريطانيا في 12 مجالا مختلفا في أحدث مؤشر على توتر العلاقات بين طهران ولندن.

وقال متقي في مؤتمر صحافي في طهران «هناك مفاوضات جارية ورسائل متبادلة، لذا علينا فقط أن ننتظر. هناك بعض البوادر الثانوية التي تشير إلى توجه واقعي، لذا فأي تطورات أو تقدم محتمل يمكن مناقشته في وقت لاحق».

وأضاف في تصريحات بثتها قناة «برس تي.في» التلفزيونية الناطقة بالإنجليزية على موقعها على الإنترنت «مستعدون للمساعدة لتسهيل مثل تلك التوجهات الواقعية وربما يثمر ذلك». والتقت ست قوى كبرى يوم السبت لمناقشة فرص فرض مزيد من العقوبات على إيران بسبب برنامج نووي يشتبهون في أن الجمهورية الإسلامية ستستخدمه لامتلاك أسلحة نووية. وتقول طهران إنها تهدف فقط لتوليد الكهرباء. وفشلت المحادثات التي جرت في نيويورك وحضرها دبلوماسيون من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين في التوصل لاتفاق. وقال المشاركون فيها لاحقا إن الصين أوضحت أنها تعارض أي إجراء عقابي إضافي في الوقت الحالي.

من جهة ثانية قال متقي إن إيران ستعيد النظر في روابطها مع بريطانيا في 12 مجالا مختلفا دون تحديد تلك المجالات. وقال متقي «يجري بحث كل هذه المجالات من العلاقات مع بريطانيا وسيعاد النظر في كل مجال بما يتوافق مع المصالح الوطنية للبلاد.. وفي النهاية ستتخذ الحكومة القرار النهائي». وذكرت وسائل إعلام إيرانية أول من أمس، أن إيران ستقطع علاقتها مع المتحف البريطاني وتطلب من منظمات مثل اليونيسكو أن تعيد النظر في علاقاتها أيضا إذا لم يف المتحف بوعده بإقراض إيران كنزا أثريا فارسيا. وقالت هيئة التراث الثقافي الإيرانية إنها حددت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مدة شهرين أمام المتحف البريطاني للسماح لها بعرض ما يسمى بـ«اسطوانة قورش» التي ترجع إلى فتح الملك الفارسي لبابل في القرن السادس قبل الميلاد. وقال المتحف، الذي يضم مجموعة هائلة من الأعمال الفنية والآثار العالمية، في سبتمبر (أيلول)، إن خطط تسليم هذه القطعة المصنوعة من الصلصال ويبلغ عمرها 2500 عام تأخرت لأسباب فنية لم يحددها.

ونقلت صحيفة «أرمان» عن حامد باقي، مدير منظمة السياحة والآثار الإيرانية، قوله «إذا ثبت لنا أن المتحف البريطاني لا يريد إرسال اسطوانة قورش إلى إيران وإنه يحاول تضييع الوقت فسنقطع كل علاقاتنا معه». وقال «سنطلب من كل المنظمات الثقافية الدولية مثل اليونسكو أن تعيد النظر في علاقاتها مع المتحف البريطاني لأنه لا يحترم التزاماته».

ويعتبر قورش من الملوك العظماء في التاريخ الفارسي وأسس واحدة من أولى الإمبراطوريات في العالم قبل قرنين من فتح الإسكندر الأكبر للمنطقة. واستولى قورش على بابل في العراق في عام 539 قبل الميلاد. وينسب إليه إصدار مرسوم بنقش الاسطوانة التي تحمل اسمه والتي يصفها البعض بأنها أول ميثاق لحقوق الإنسان.

ولا يعرف حتى ما إذا كان المتحف البريطاني من بين المجالات الـ12 التي ذكرها متقي، والتي ستعيد طهران من خلالها النظر في تخفيض علاقاتها مع بريطانيا.

وقدم عشرات من أعضاء البرلمان الأسبوع الماضي مشروع قانون بقطع العلاقات مع بريطانيا التي كثيرا ما تتهمها طهران بالتدخل في شؤونها الداخلية. واتهم محمد علي أبطحي، وهو أحد واضعي مشروع القانون في البرلمان، الأسبوع الماضي، بريطانيا بتحمل المسؤولية في التفجير الذي أودى بحياة أحد علماء الفيزياء بجامعة طهران. ودعا إلى إغلاق السفارة البريطانية في طهران، قائلا: ما دامت البعثة البريطانية موجودة، «فالشعب الإيراني لن يعيش لحظة سلام». وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول) استدعت إيران السفير البريطاني في طهران، وهدد متقي بريطانيا بأن طهران ستوجه لها «لطمة على الفم» ما لم تتوقف عن التدخل في الشؤون الإيرانية. وجاء ذلك بعد أن انتقد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند السلطات الإيرانية فيما يتعلق بمقتل ثمانية أشخاص في احتجاجات مناهضة للحكومة في 27 ديسمبر (كانون الأول). واتهم مسؤولون إيرانيون قوى غربية مرارا بما في ذلك بريطانيا بإثارة الاحتجاجات التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة المتنازع على نتائجها والتي أجريت في يونيو (حزيران).