«حركة 24/24» تعلن ولادة عابرة للطوائف اللبنانية ولفريقي 8 و14 آذار

مطالبة بإعطاء الكهرباء لـ«الضاحية الجنوبية» وقطعها عن «قريطم» و«الوسط»

TT

بالتزامن مع حركة الاحتجاجات القوية التي قام بها نهاية الأسبوع الماضي أهالي مناطق شمالية لبنانية، قطعوا على إثرها الطريق المؤدي إلى دمشق اعتراضا على قطع التيار الكهربائي عن مناطقهم، برزت للمرة الأولى حركة جديدة لافتة للنظر تحمل اسم حركة «24/24 كهرباء». وتبين أن هذه الحركة كانت قد سبقت الاحتجاجات الشعبية العاصفة التي استمرت ثلاثة أيام، ووجهت كتابا مفتوحا في السابع من الشهر الحالي إلى رئيس الوزراء سعد الحريري تطالبه فيها بالعمل على تأمين التيار الكهربائي لكل المناطق طوال 24 ساعة، رافضة التقنين الذي بات يميز بين المناطق الغنية والفقيرة. لكن اللافت في الرسالة الصادرة عن حركة تشكلت نواتها في منطقة المنية الشمالية ذات الغالبية السنية التي حسبت باستمرار وبشكل ساحق على «تيار المستقبل»، أنها تطالب بتأمين الكهرباء لكل المناطق الفقيرة أولا، وعلى رأس هذه المناطق الضاحية الجنوبية. وجاء في الرسالة المفتوحة «اليوم يا دولة الرئيس نحن أمام ما يسمونه عدالة في التوزيع، بما يؤكد عودة التقنين إلى منطقتنا، فإننا لا نرى في ذلك إلا جانبا شكليا من العدالة، بينما هو غبن مبطن بحقنا وحق أهلنا وأمثالنا في كل المناطق اللبنانية الشعبية والفقيرة. فسكان المناطق والأحياء الميسورة ينعمون بالكهرباء (24/24)، ومهما كانت برامج التقنين فإنهم لديهم مولدات جاهزة للدوران فورا لتأمين استمرار حياتهم». وتكمل الرسالة «اعدلوا يا دولة الرئيس: أعطوا الكهرباء لحزام الفقر في ضاحية بيروت على حساب الوسط وقريطم وعين التينة.. أعطوا المنية وعكار على حساب الرابية والقصر الجمهوري.. أعطوا التبانة وبعل محسن والقبة وأحياء طرابلس الفقيرة على حساب سكان أحياء المعرض».

صاحب مبادرة «24/24» جوزيف حولي أكد أن حركته لن تبقى حبيسة منطقة المنية التي انطلقت منها، وأن اتصالات تجرى مع المناطق المحيطة مثل عكار والبداوي «لتأمين التنسيق مع مجموعات معنية بالأمر، والحركة تود التمدد لتشمل كل المناطق اللبنانية المحرومة من التيار الكهربائي».

ويضيف حولي «نحن نريد التنسيق مع الجميع كي لا يكون هناك سوء تفاهم بيننا وبين أحد، وكي نتجنب أي احتقان. نوحد وجهة النظر ونقوم بالضغط على المسؤولين»، فحين قطع الغاضبون الطريق الدولي بين طرابلس وسورية نهاية الأسبوع الماضي، لم يتمكن أهالي منطقة عكار من التحرك، وحبسوا مع منتوجاتهم الزراعية، واعتبروا أنفسهم مستهدفين، وهو ما تسعى لتجنبه حركة «24/24 كهرباء». ويضيف جوزيف حولي الذي شارك في الاجتماعات التي تم خلالها التفاوض بين وزير الكهرباء جبران باسيل ومسؤولين في المناطق الشمالية، بخصوص تقنين التيار الكهربائي في مناطقهم والذي لم يرض السكان «نحن في الأساس ندعى هيئة إنماء المنية والجوار، لكن إحساسنا بأن تحركنا من أجل الكهرباء معرض للاستغلال والتوظيف السياسي، بينما المطالبة هي اجتماعية بحتة، جعلنا نعلن عن حركتنا، راغبين في أن نجعل منها حركة لبنانية وطنية. فهذا أمر يمس كل المناطق بدون استثناء».

ويقول حولي «لبنان اليوم ينتج 1250 ميغاوات، فيما حاجة البلاد في الوقت الحالي تصل إلى 2000 ميغاوات، وكل المفاوضات والكلام يدور على كيفية توزيع الكهرباء وليس على زيادة الإنتاج بما يكفي لسد حاجة الناس جميعا (24/24 ساعة)، وما نسعى إليه هو أن نجعل الحكومة تضع في أولوياتها تأمين حاجة البلاد كاملة وزيادة الإنتاج، لا كيفية التقنين والتوزيع، وهذا يتطلب ملاحقة ومتابعة». ويضيف حولي «كما تمكنت الدولة من تأمين خدمة التليفون لكل المواطنين، يجب أن تحقق أيضا تأمين الكهرباء». ويضيف حولي «بالأمس كان عندنا اجتماع مع أهالي منطقة المنية ومع الشبان الذين نزلوا على الأرض وأحرقوا الإطارات وقطعوا الطرقات، وهم يشعرون بأنهم متروكون ومهملون من قبل السياسيين. ونحن نقول للسياسيين: إذا كنتم تريدون التنمية فلا تنمية من دون كهرباء. وإذا كان السياسيون يريدون أن يحفظوا بقاءهم، ويبقوا في قريطم والوسط وعين التينة، وأقصد هنا بقاءهم الوجودي، فعليهم أن يحلوا مشاكل أحزمة الفقر الموجودة حول بيروت وفي كل المناطق».

جدير بالذكر أن التيار الكهربائي يقطع في لبنان عن مختلف المناطق بشكل دوري ومنتظم، وتعفى من ذلك بيروت الإدارية التي تعتبر ذات وضع خاص. لكن قطع الكهرباء بالتساوي لا يطبق بالضرورة بالعدالة المطلوبة. لكن مع تشكيل الحكومة الجديدة وتسلم الوزير جبران باسيل وزارة الطاقة، قرر أن المناطق كلها متساوية في قطع الكهرباء. وعقد اجتماعات مع مسؤولي هذه المناطق، وتم الاتفاق على إعادة التقنين تدريجيا. لكن الناس لم تقبل الاتفاق، وثارت وقطعت الطرقات. وأعلن مسؤولون في «تيار المستقبل» أنهم لا يساندون احتجاجات مناصريهم، ولا بد أن يكون اللبنانيون سواسية أمام محنة الكهرباء، مما أثار إحباط أهالي هذه المناطق الموالين بشكل ساحق لـ«تيار المستقبل»، وينظرون إلى وزير الطاقة وهو صهر الجنرال ميشال عون كخصم سياسي لهم. لكن الزمن تغير، وحكومة الوحدة الوطنية تفرض شروطها. ويعلق عبد الرزاق الصاج من موقع «المنية دوت كوم» الإخباري بأن «رؤساء البلديات والمخاتير حملوا مطالب الناس الرافضة لتقنين التيار، وذهبوا للاجتماع بوزير الكهرباء، وعادوا وقد قبلوا بالتقنين، مما أشعر المواطنين بالغبن». ويؤكد عبد الرزاق الصاج كما جوزيف حولي أن رئيس الوزراء سعد الحريري وعد من اجتمعوا به بأن يجعل هدف الكهرباء (24 على 24) من أولوياته، وطلب سنة لتحقيق هذا الغرض. لكن جوزيف حولي يعرف أن المتابعة ضرورية لذلك يقول «دعونا نجعل من حركة (24/24 كهرباء) حركة عابرة للطوائف والأحزاب السياسية التي باتت ضعيفة وهزيلة».