قراصنة صوماليون يحصلون على أكبر فدية مقابل الإفراج عن ناقلة نفط يونانية

خلافات بين القراصنة على تقاسم الفدية.. والشرطة الكينية تعتقل مئات الصوماليين من بينهم نواب وعسكريون

TT

قال قراصنة صوماليون إنهم حصلوا على فدية قدرها 6 ملايين دولار أميركي مقابل الإفراج عن ناقلة نفط يونانية، تبلغ حمولتها نحو مليوني برميل من النفط الخام. وهذه أكبر فدية على الإطلاق تدفع لقراصنة صوماليين، وقد تم تسليمها عن طريق إسقاط المبلغ من الجو بالمظلة من طائرة صغيرة. ويعتقد أن هذه الناقلة اليونانية كانت إحدى أضخم البواخر التي يختطفها القراصنة، حيث تزن نحو 300 ألف طن.

وخطف القراصنة الناقلة «ماران سينتاروس» في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالقرب من أرخبيل جزر سيشل الواقعة في المحيط الهندي، بينما كانت قادمة من السعودية في طريقها إلى «نيو أورليانز» بالولايات المتحدة، ومنذ ذلك الوقت كانت تجري مفاوضات بين الخاطفين والشركة المالكة للسفينة انتهت بدفع نحو 6 ملايين دولار.

وبموجب دفع هذه الفدية كان من المقرر أن يخلي القراصنة سبيل هذه الناقلة بعد احتجاز دام نحو شهرين، إلا أن عملية الإفراج عن السفينة تأخرت ليوم بعد دفع الفدية، بسبب خلافات بين مجموعات من القراصنة حول كيفية تقاسم تلك الفدية التي حصلوا عليها. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت فجر أمس في مدينة «حراطيري» بوسط الصومال التي تبعد نحو 450 كم شمال شرقي العاصمة مقديشو، بين مجموعتين من القراصنة. وجاء اقتتال عناصر القراصنة بعد أن تم استبعاد مجموعة تنتمي لإقليم بونت كانت قد شاركت في اختطاف السفينة، إلا أنه تم إبعادها فيما بعد لدواع قبلية. وقال أحد أفراد المجموعة من بونت «لقد جازفنا بأرواحنا في خطف هذه السفينة، هؤلاء الرجال في حراطيري لا يمكن لهم حرماننا من حقوقنا، إذا استدعى الأمر فسنبدأ في إشعال النار في السفينة».

وقال أحد القراصنة «القراصنة الذين على متن السفينة - أي المجموعة التي تسلمت الفدية - لن يتمكنوا من النزول والعودة إلى الشاطئ بسلام ما لم نحصل على نصيبنا من تلك الفدية، ولن نسمح بالإفراج عن السفينة إلا بعد حل هذه الخلافات.. سنهجم عليها في زوارقنا السريعة ونشعل النار فيها، وسنقوم بنسفها تماما ما لم نحصل على نصيبنا». وتم الإفراج عن السفينة في ساعة متأخرة من مساء أمس، إلا أن الخلاف حول تقاسم الفدية ما زالت قائما. وقد تم وضعها في منزل يخضع لحراسة مشددة في مدينة حراطيري. ويخيم توتر شديد في المدينة بسبب الخلافات بشأن تقاسم أموال الفدية، وللمرة الأولي أعلن القراصنة أنهم أعطوا 500 ألف دولار أميركي لطاقم الناقلة اليونانية مقابل ما سموه بحسن التعاون أثناء فترة الاحتجاز.

وأفادت الأنباء بأن قرصانين على الأقل قتلا في تبادل لإطلاق النار بين الطرفين. وغالبا ما يتقاتل القراصنة الصوماليون في ما بينهم عند تقاسم الفدى التي يحصلون عليها. وفي أحيان أخرى تهاجم الميليشيات المحلية، الموجودة في المناطق التي يتقاسم القراصنة أموالها، لمحاولة الحصول على نصيبها من تلك الفدى. وتوزع الفدى بين الخاطفين، والأشخاص الذين ساهموا في مغامرات القراصنة، إضافة إلى الميليشيات التي تتولى حراسة السفن أثناء سير المفاوضات بين الخاطفين والجهات المالكة، كما أن الميليشيات المحلية الموجودة على الشاطئ تحصل هي الأخرى على نصيبها.

وعلى الرغم من قيام عدة سفن حربية بدوريات روتينية في مياه خليج عدن والسواحل الصومالية، فإن هجمات القرصنة تضاعفت، حيث يهاجمون السفن في عمق مياه المحيط الهندي بعيدا عن سواحل الصومال، وفي العام الجديد لا تزال المخاوف من تصاعد هجمات القرصنة قائمة. وترى الحكومة الصومالية أن دفع الفدى للقراصنة هو الذي أدى إلى تشجيعهم على خطف مزيد من السفن سعيا وراء الثراء السريع. ويحتجز القراصنة الصوماليون في الوقت الراهن 12 سفينة، وأكثر من 270 من أطقم تلك السفن، وهم من جنسيات مختلفة، ويحتجزونهم كرهائن.

على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة وقوات الأمن في كينيا أكثر من 300 صومالي، بينهم نحو 16 أعضاء من نواب البرلمان الصومالي، إضافة إلى مسؤولين حكوميين آخرين، وعسكريين، على خلفية الاضطرابات وأعمال العنف التي شهدتها العاصمة الكينية نيروبي مؤخرا. وتم اعتقال النواب الصوماليين من أحد الفنادق بضاحية «إيست لايت» في العاصمة نيروبي. وقال أحمد نور أوغاس، العضو في البرلمان الصومالي «إن قوات الأمن الكينية داهمت فندق بركات، حيث كان يقيم فيه عدد من النواب، وبدأت باعتقال الناس ومن بينهم النواب، كما قامت بتفتيش غرف الفندق، وفتح حقائبنا، وسألت النزلاء عن سبب وجودهم في كينيا وعن جنسياتهم». وأضاف «قوات الأمن الكينية كانت تعامل النزلاء كجماعة إرهابية». واتهمت الحكومة الكينية حركة الشباب الصومالية بتورطها في أحداث العنف والاحتجاجات التي شهدتها العاصمة نيروبي للمطالبة بإطلاق سراح رجل الدين المتشدد الجامايكي عبد الله الفيصل. وقالت الحكومة الكينية إن عناصر متطرفة متعاطفة مع حركة الشباب اخترقت تلك الاحتجاجات، وإن بعض المتظاهرين كانوا يحملون راية حركة الشباب السوداء؛ إلا أن حركة الشباب نفت اتهامات الحكومة الكينية بتورطها في أعمال الشغب والمظاهرات التي حدثت في نيروبي يوم الجمعة الماضي. وشهدت كينيا الجمعة يوم الجمعة الماضي مظاهرات حاشدة نظمتها جمعيات إسلامية للتنديد بقرار سلطات الهجرة الكينية ترحيل داعية إسلامي جامايكي متشدد يدعى «عبد الله الفيصل» من بلادها، وشوهد من بين المتظاهرين عدة أشخاص يرفعون راية تنظيم الشباب السوداء، وهذا ما تستند إليه كينيا في هذه الاتهامات ضد تنظيم الشباب.