60 معاهدة تعاون عسكري بين إسرائيل وتركيا.. ووفد إسرائيلي يصل إلى أنقرة

وزير الدفاع التركي: بيننا علاقات تحالف استراتيجي ما دامت مصالحنا المشتركة تقتضي ذلك

TT

في ختام زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى أنقرة، والتي وصفت بأنها نجحت في إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسار إيجابي، كشف مصدر مرافق له أن هناك 60 معاهدة سارية المفعول للتعاون المشترك في قضايا الأمن والعسكر. وقال المصدر إن هذه المعاهدات كانت في حالة خطر بسبب تأزم العلاقات السياسية بين إسرائيل وتركيا، خصوصا في فترة «عملية الرصاص المصكوك» (هكذا يسمون الحرب العدوانية على قطاع غزة). وقد بذلت جهود خارقة من باراك ومسؤولين إسرائيليين آخرين لإعادة المياه إلى مجاريها، لكن إهانة السفير التركي في تل أبيب في مكتب نائب وزير الخارجية، داني أيلون، أعادت العجلة إلى الوراء. والآن، بعد نجاح زيارة باراك، اتفق الجانبان على الاستمرار في تفعيل هذه المعاهدات وتوسيع نطاقها.

والمعاهدات المذكورة تتعلق بعدة صفقات أسلحة وخدمات تبيعها إسرائيل إلى تركيا، بينها: تزويدها بـ 10 طائرات تجسس مقاتلة بلا طيار من طراز «هارون» الإسرائيلية الصنع، تحديث طائرات فانتوم التركية المقاتلة في مصانع شركة سلاح الجو في تل أبيب، تحديث دبابات تركية قديمة، تعاون أمني واسع في إطار ما يسمى بـ «مكافحة الإرهاب»، تدريبات مشتركة على القتال، جويا وبحريا وبريا، تدريبات مشتركة على الإنقاذ وتزويد الجيش التركي بأجهزة اتصال ذات تقنية إلكترونية حديثة، تبادل المعلومات في مجال الأمن وغيرها. وقال باراك، أمس، في تلخيصه هذه الزيارة إنها كانت بالغة الأهمية وفي بعض الأحيان مفاجئة في الحميمية. ولفت باراك إلى تصريحات وزير الدفاع التركي، محمد وجدي غونول، الذي قال إن هناك علاقات تحالف استراتيجي بين البلدين ما دامت مصالحهما المشتركة تتطلب ذلك. وأضاف: «نحن لا نستخدم كلمة (تحالف) حتى لوصف علاقاتنا مع الولايات المتحدة، أكبر أصدقاء إسرائيل، ولذلك فعندما يستخدم قادة تركيا هذا التعبير، وتركيا تعتبر دولة كبرى في الشرق الأوسط، فهذا يعني الكثير».

ولفت باراك بشكل خاص إلى تصريحات غونول، التي أوضح فيها أن بلاده مثل إسرائيل ليست معنية بأن تصبح جارتها إيران دولة نووية. ولكن مرافقين إسرائيليين آخرين في هذه الزيارة، خففوا من هذا التفاؤل وقالوا إن الزيارة كانت حميمة فعلا ووضعت حدا للتدهور في العلاقات، ولكنها لم تتمكن من رأب الصدع تماما وما زالت هناك آثار واضحة لجروح الأزمة المستمرة بين البلدين منذ أكثر من سنة. وأضاف هؤلاء أن تركيا وإسرائيل تتخذان مسارا حذرا في العلاقات بينهما. فكلتاهما غير معنية بالمزيد من التدهور وتسعيان إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات.

ومن جهة ثانية، وصل إلى تركيا وفد إسرائيلي غير رسمي، يضم نائب وزير التطوير الإقليمي، أيوب قرا، وهو من حزب الليكود ومعروف بمواقفه اليمينية دفاعا عن المستوطنين في الضفة الغربية، ويضم كذلك الحاخام مناحم فرمان، وهو أحد رجال الدين اليهود في المستوطنات الذي يؤمن بالسلام ويقول إنه لا يمانع في أن يكون مواطنا متساوي الحقوق في الدولة الفلسطينيين، إذا قبلوا به وأبقوه حيثما يعيش اليوم في مستعمرة تبواح، وناعوم شاليط، والد الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، جلعاد شاليط. وقال قرا إن هدف الزيارة هو دعوة الحكومة التركية إلى المساعدة في دفع صفقة تبادل الأسرى، من خلال علاقاتها الإيجابية المميزة مع حركة «حماس». وأضاف أن زيارته إنسانية بحتة. وتم تحضيرها منذ فترة. يذكر أن نائب رئيس الحكومة وزير التطوير الإقليمي، سلفان شالوم توجه إلى بابا الفاتيكان، بندكتوس السادس عشر، أول من أمس، طالبا تدخله في قضية شاليط. وكان البابا قد حضر إلى كنيس (معبد يهودي) في روما. فاستقبل بالترحاب. ثم تبين أن اليهود الإيطاليين مختلفون فيما بينهم حول هذه الزيارة، وقسم منهم رفضوا المشاركة في استقباله، مثل رئيس المنظمات اليهودية في إيطاليا، يوسف لاراس.