مصادر فتح: المطالبات بتغيير في حكومة فياض لا تلقى آذانا عند عباس

دحلان قال إنه لن يدخل قطاع غزة بدون عودته للشرعية

TT

قالت مصادر في حركة فتح إن المطالبات التي ينادي بها أغلبية في المجلس الثوري لفتح، بإجراء تغيير واسع على الحكومة التي يرأسها سلام فياض في الضفة الغربية لا تلقى آذانا صاغية عند الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس حركة فتح.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن عباس لا يستجيب لمثل هذه الدعوات منذ زمن طويل، وكان قد أبلغ فتح في أكثر من اجتماع أن حكومة فياض هي حكومته التي سيدافع عنها.

وأنهى المجلس الثوري في فتح اجتماعا عاديا، أمس، طال النقاش أداء اللجنة المركزية للحركة، كما نوقش موضوع إجراء تعديل وتوسيع على الحكومة الفلسطينية مرة أخرى، لكن عضو المجلس الثوري حاتم عبد القادر قلل من أهمية هذه المطالبات، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا التوجه لدى فتح لا يلقى تجاوبا من أبو مازن.

ويرى عبد القادر أنه من الصعب إجبار عباس على مثل هذا الإجراء في مثل هذا الوقت «لأنه يفضل المحفظة الأوروبية على العصا»، وأوضح «الأوروبيون الذين يدفعون أكثر للسلطة يريدون فياض، وعباس مضطر لإبقاء الحال على ما هو عليه»، وأضاف «أبو مازن بين مطرقة الأوروبيين وسندان فتح في هذه المسألة، ما دام عمل بمعزل عن الجناح الثوري والمركزية».

وتقول فتح إن حكومة فياض تنتهج خطا يمس بمكانتها في الضفة الغربية، وقال عبد القادر، الذي شغل منصب وزير القدس في الحكومة الحالية لفياض، قبل أن يستقيل، متهما الحكومة بإهمال القدس «هذا صحيح، الحكومة تحاول أن تقطف ثمار ما أنجزته فتح خلال عشرات السنوات، وهي تعمل على تقليم أظفار فتح، وعزلها سياسيا وأمنيا».

وتابع «على مدار عامين شعرنا أن الحكومة حاولت المس بمكانة فتح، وأغلبية المجلس الثوري يريدون تغييرا، لكن أعتقد أنه لن يكون في القريب». وقال عبد القادر «فتح تنتظر الآن الانتخابات المقبلة، وبعدها سيكون لها رأي آخر».

وشُكلت حكومة فياض بداية من شخصيات غالبيتها مستقلة وأكاديمية عقب سيطرة حماس على غزة، منتصف 2007، لكن تعديلا جرى العام الماضي، أدخل عددا من قادة فتح إلى هذه الحكومة، ورغم ذلك ظلت غالبية في فتح تتحفظ على بقاء حكومة فياض. إلى ذلك، قال عضو اللجنة المركزية في فتح، محمد دحلان، إنه لن يدخل غزة، إلا في ظل عودتها للشرعية الفلسطينية.

واستغرب دحلان في بيان له محاولات أطراف من حركة حماس استغلال الموقف الإنساني الناجم عن وفاة والدته في خان يونس، معتبرا أن حماس حاولت تقمص وجه إنساني، عندما أعلنت أنها ستسمح لدحلان بدخول قطاع غزة والمشاركة في تشييع والدته، إذا ما تقدم بطلب رسمي وعبر القطاع تحت حراسة حماس. وقال بيان أصدره مكتب دحلان «إن الأخ دحلان يرفض تحويل هذا الموقف الإنساني إلى جدل سياسي، وإنه لا يرغب أن يتسبب في أحداث، أو مواجهات، أو ضرر لأبناء فتح الذين سيتعرضون للإيذاء، كما فعلت حماس أثناء إحياء ذكرى الشهيد الخالد ياسر عرفات عندما استشهد أكثر من عشرة مواطنين وجرح أكثر من مائة».

ودعا المكتب إلى عدم استغلال واستخدام هذا الموقف الإنساني الخاص لأي أهداف أخرى، مشيرا إلى أن دحلان يشكر الإخوة في قطاع غزة الذين عبروا عن مشاعرهم الوجدانية، ومواقفهم السياسية، أو شاركوا شخصيا في جنازة المرحومة والدته، ويؤكد لهم أنهم يمثلونه ويمثلون عائلته، كذلك بقية أهالي فلسطين في الضفة والشتات الذين شاركوا عائلته في مصابها.