اجتماع تاريخي مشترك بين الحكومتين الإسرائيلية والألمانية في برلين

تل أبيب ترفض دعوة منظمة العفو الدولية لرفع الحصار عن غزة

TT

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى برلين أمس برفقة عدد من أبرز أعضاء حكومته وذلك للمشاركة في اجتماع تاريخي مشترك للحكومتين الإسرائيلية والألمانية.

وستجري خلال اجتماع الحكومتين، الثاني من نوعه والذي يجري في ألمانيا بعد اجتماع في إسرائيل قبل عامين، مناقشة عدد من المسائل الهامة ومن بينها البرنامج النووي الإيراني والتعاون الدفاعي بين البلدين.

ومن المقرر أن يعقد نتنياهو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا، محادثات ثنائية تركز على جهود إحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط ومواجهة «التهديدات الأمنية في المنطقة»، حسب ما أفاد مارك ريغيف المتحدث باسم نتنياهو.

وقال ريغيف لوكالة الصحافة الفرنسية إن الزيارة «تهدف إلى تعزيز وتوسيع التعاون بين إسرائيل وألمانيا». وأكد أن «برلين والقدس ترتبطان بعلاقة مميزة للغاية».

وأضاف: «نحن نركز على كيفية تعزيز العلاقة من أجل إقامة تعاون ملموس اليوم وفي المستقبل». وصرح متحدث باسم الحكومة الألمانية أن هذا الاجتماع «حدث نادر».

وقال كريستوف ستيغمانز في مؤتمر صحافي حكومي: «ألمانيا لا تعقد مثل هذه الاجتماعات الحكومية المشتركة إلا مع عدد قليل من شركائها الدوليين، ومن بينهم على سبيل المثال فرنسا وبولندا».

وشارك وزير العلوم الإسرائيلي دانييل هيرشكوفيتش، الذي نجا والداه من معسكرات الاعتقال النازية في أثناء الحرب العالمية الثانية، في الجولة التي قام بها الوفد على نصب المحرقة اليهودية (الهولوكوست) وسط برلين في بداية الزيارة. وقال: «نحن لا ننسى الماضي. هذا ماض لا يمكن نسيانه، ولكن اليوم أصبحت ألمانيا صديقا رائعا لإسرائيل».

وأكد الوزير أن هذه الزيارة «هي الرد على من كانوا يرغبون في القضاء علينا قبل 70 عاما». وتجول نتنياهو ووزراؤه في غرف متحف تحت الأرض في الموقع ومروا عبر أكثر من 2700 من القطع الأسمنتية التي غطاها الثلج وترمز إلى ضحايا المحرقة في النصب الذي افتتح في عام 2005.

وقدم نتنياهو إلى المستشارة الألمانية لوحة كُتبت عليها صلاة يهودية بخط فيشل رابينوفيتش الناجي من المحرقة.

وخلال زيارة إلى برلين في أغسطس (آب) قدمت ألمانيا لنتنياهو هدية هي عبارة عن خرائط نادرة لمعسكر أوشفيتز للاعتقال النازي.

ومن بين الوزراء المرافقين لنتنياهو وزيرا الدفاع إيهود باراك والخارجية أفيغدور ليبرمان.

وذكرت وسائل الإعلام أن إسرائيل تقدمت بطلب شراء ست غواصات من طراز دولفين تعمل على الديزل من ألمانيا. وتمتلك إسرائيل حاليا 3 من هذه الغواصات وأكدت التقدم بطلب لشراء اثنتين أخريين.

وتقوم ألمانيا بدور كبير في جهود التوسط لإجراء صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.

وكان من المقرر عقد اللقاء المشترك بين الحكومتين في نوفمبر (تشرين الثاني)، إلا أنه تأجل بسبب إصابة نتنياهو بوعكة صحية.

ومن جهة أخرى رفضت إسرائيل دعوة منظمة العفو الدولية لرفع الحصار عن قطاع غزة محملة مسؤولية هذا الوضع لحركة حماس التي تتولى السلطة في القطاع.

وقال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف إن «فلسطينيي غزة واقعون تحت قبضة نظام حماس الذي يعطي الجهاد ضد إسرائيل أفضلية على خير شعبه».

وأضاف ريغيف أن «حماس على غرار المسؤول عنها، النظام الإيراني، لا تولي أي أهمية للتضحية بالسكان المدنيين على مذبح سياستها المتطرفة».