مقتل 12 شخصا بينهم 7 مسلحين في هجمات لحركة طالبان وسط كابل

واشنطن تعتبرها عملا «يائسا» و«شرسا».. وكرزاي يؤكد «عودة» الأمن للعاصمة

TT

قتل 5 أشخاص و7 مسلحين عندما شن مسلحون وانتحاريون من حركة طالبان هجمات على عدد من المباني في العاصمة كابول أمس، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية. وقال المتحدث باسم الوزارة محمد حنيف أتمار: إن 5 أشخاص قتلوا من بينهم طفل، مضيفا أن 71 شخصا جرحوا من بينهم 35 مدنيا معظمهم مصاب بجروح طفيفة.

وأضاف أتمار أن «سبعة إرهابيين قتلوا في الهجوم.. إما بتفجير أنفسهم وإما بنيران قوات الأمن». وتعتبر هذه الهجمة من بين الهجمات الأكثر دموية التي وقعت في العاصمة منذ بدء حرب القوات الأفغانية والدولية على حركة طالبان في نهاية 2001.

واندلعت النيران بعد أن هاجم مسلحون مدججون بالسلاح مركزي تسوق ودار سينما والفندق الوحيد من فئة الخمسة نجوم في العاصمة الأفغانية، وفجروا عبوات ناسفة، حسب شهود عيان ومسؤولين.

وكان الناطق باسم وزارة الدفاع محمد زهير عظيمي أعلن في وقت سابق أن «طفلا وجنديا قتلا».

وأعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بعد ظهر أمس «عودة» الأمن إلى العاصمة كابل. وقال في بيان: «إن أعداء الشعب الأفغاني نفذوا اليوم سلسلة هجمات أشاعت حالة من الذعر والهلع بين السكان». وأضاف البيان أن «الرئيس يدين هذه الهجمات الإرهابية، وأصدر أوامر لأجهزة الأمن لتشديد الإجراءات الأمنية في كابول والتحرك لاعتقال المسؤولين عن هذه العمليات الوحشية».

وبدأت الهجمات في ساعة الذروة صباحا عندما اقتحم انتحاريون المباني المحيطة بساحة باشتونستان، وفجروا عبوات ناسفة أدت إلى إطلاق سحب الدخان الأسود في السماء مما دفع الناس إلى الفرار.

وقال أتمار: إن رجل أمن أوقف انتحاريا أمام البنك المركزي، «ففجر الانتحاري نفسه فورا».

وعند الساعة 11 صباحا تحركت قوات الأمن إلى مواقع رئيسية، حسب ما صرح وزير الدفاع عبد الرحيم وارداك في مؤتمر صحافي.

وأضاف أنه «عند الساعة 17: 11 صباحا أوقفت عناصر قوات الأمن انتحاريا كان يقود عربة إسعاف، ففجر نفسه». وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجمات.

وقال ذبيح الله مجاهد الناطق باسم طالبان لوكالة الصحافة الفرنسية «دخل عشرون من انتحاريينا المنطقة والقتال جار».

وأضاف بعد دقائق على الانفجار الأول أن «الأهداف هي القصر الرئاسي ووزارات العدل والمالية والمناجم والبنك المركزي». إلا أنه تبين أن المباني الحكومية لم تقتحم وأصيبت أماكن التجمع المدنية بأسوأ الأضرار.

وارتفعت أعمدة الدخان من مركز قاري سامي للتسوق في الساحة، فيما اندلعت ألسنة اللهب في مركز غلبهار للتسوق على بعد كيلومتر واحد.

وذكر إسماعيل الذي كان في متجره في أحد مركزي التسوق عندما اقتحمه المسلحون «رأيت أربعة أشخاص يرتدون عباءات صوفية دخلوا المركز، وتوجه إليهم الحارس وسألهم إلى أين هم متوجهون، فتح أحدهم عباءته وعرض للحارس سترة ناسفة مليئة بالمتفجرات وقال له ابتعد عن الطريق وإلا ستموت».

واشتعلت النار أيضا في أجزاء من فندق سيرينا الفخم، فيما تحصن المسلحون داخل سينما «أريانا» المجاورة وأطلقوا النار على قوات الأمن الذين عملوا على تأمين المبنى.

وفي الوقت الذي كان يندلع فيه القتال، كان 14 وزيرا في القصر الرئاسي لأداء اليمين الدستورية أمام كرزاي.

وقال وحيد عمر المتحدث باسم كرزاي: إن «المراسم بدأت الساعة العاشرة صباحا وكانت تجري أثناء وقوع الهجوم». ونددت الولايات المتحدة بالهجمات معتبرة أنها عمل «يائس» و«شرس» وحذرت من وقوع المزيد من الهجمات في هذا البلد. وقال الموفد الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك متحدثا للصحافيين في نيودلهي: «ليس من المفاجئ أن تقدم حركة طالبان على مثل هذا الأمر»، مضيفا «إنهم يائسون وشرسون».

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاثنين أن الوضع «خطير» في كابول. وقال كوشنير متحدثا لإذاعة «فرانس إنفو»: «تشن حركة طالبان في هذه اللحظة هجمات في وسط كابول والوضع خطير، كما هو عليه منذ وقت طويل للأسف».

وأدان المبعوث الخاص للأمم المتحدة كاي إيدي الهجمات وقال: إنها تظهر «ازدراء لحياة المدنيين».

وتأتي هذه الهجمات بعد يوم من تصريح الحكومة أن كرزاي سيعلن عن خطة جديدة تهدف إلى إقامة سلام مع حركة طالبان الإسلامية رغم رفض المسلحين المتكرر لأي جهود للتفاوض.

وتعتبر الهجمات نادرة نسبيا في كابول منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001 لكنها تكثفت في الأشهر الماضية، فيما يحرز المتمردون مكاسب على الأرض. وفي 15 ديسمبر (كانون الأول) قتل ثمانية أشخاص في هجوم انتحاري قرب فندق ينزل فيه أجانب.

وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) قتل ثمانية أشخاص بينهم خمسة موظفين أجانب لدى الأمم المتحدة على الأقل في هجوم شنته طالبان على مركز ضيافة للأمم المتحدة وسط المدينة. وفي 11 فبراير (شباط) 2009 قتل 26 شخصا في هجمات منسقة شنها انتحاريون من طالبان على وزارات ومبان رسمية. وتشهد أفغانستان تمردا داميا تشنه حركة طالبان رغم وجود أكثر من 113 ألف جندي أجنبي في البلاد.