السعودية تعلن عن مقتل 3 من قائمة الـ85 والقائمة تتقلص إلى 75 مطلوبا

اللواء التركي لـ «الشرق الأوسط»: تأخر الإعلان كان لمزيد من الحرص في التثبت من هويات القتلى

محمد عبد الرحمن الراشد وسلطان راضي العتيبي وفهد صالح سليمان الجطيلي
TT

أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، عن مقتل 3 من المطلوبين الأمنيين الذين تلاحقهم في حادث تفجير وقع في 13 سبتمبر (أيلول) عام 2009، والثلاثة هم، سلطان راضي سميليل الدلبحي العتيبي، وفهد صالح سليمان الجطيلي، ومحمد عبد الرحمن سليمان الراشد، وهم من الملاحقين على قائمة الـ85، التي أعلنت عنها الداخلية السعودية في فبراير (شباط) عام 2009، فيما اكتفى البيان بالإشارة إلى أن حادث التفجير وقع خارج البلاد، بينما تشير معلومات توافرت لـ«الشرق الأوسط» إلى أن آخر تواجد للثلاثة كان على الأراضي اليمنية، وبهذا الإعلان يتقلص عدد المطلوبين على القائمة إلى 75 مطلوبا أمنيا ما زال الأمن السعودي يلاحقهم.

فيما تشير التوقعات إلى مقتل الثلاثة في محافظة صعدة شمال اليمن، وقع بعد قرابة أسبوعين من محاولة الاغتيال التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية، التي وقعت في 28 أغسطس (آب) 2009، حيث كان يحث عسيري وغيره من الشباب المتورطين في أعمال «القاعدة» على العودة إلى أرض الوطن.

من جانبه، أكد اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية لـ«الشرق الأوسط» حرص وزارة الداخلية على التثبت من هويات المطلوبين الأمنيين الذين يشاع أنهم لقوا حتفهم في أحداث خارج البلاد، حيث قال: «نحن على الدوام نتثبت من الهويات قبل إعلانها، ولا يمكن أن نعلن عن هوية شخص إلا إذا توافرت لدينا الأدلة القطعية، وذلك لاعتبارات شرعية واجتماعية وأمنية»، وذلك في إشارة إلى ما يتردد من مقتل قادة التنظيم من المطلوبين ضمن قائمة الـ85، وهم ناصر الوحيشي «يمني الجنسية» ومواطنه قاسم الريمي، وسعيد الشهري «سعودي الجنسية» الذين ترددت أنباء عن مقتلهم في غارات جوية في اليمن.

وأضاف التركي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بكل تأكيد نحرص على التواصل والتنسيق مع الجهات المختصة في أي دولة في سبيل الحصول على الأدلة القطعية التي تثبت هوية الشخص المعني».

وأرجع اللواء التركي أسباب التأخر عن إعلان أسماء المطلوبين الذين لقوا مصرعهم في الانفجار، إلى إجراءات التحقق والتأكد من هوية الجثث، مبينا أن الحصول على عينات من الحمض النووي بغرض السعي إلى التحقق فيما إذا كان بينهم أحد من المطلوبين، أخذ بعض الوقت، بجانب التحقق الذي لا بد أن يكون بموجب أدلة مادية تثبت حالة الوفاة، وذلك لاعتبارات شرعية واجتماعية وأمنية ذات علاقة.

وشدد التركي قائلا: «نحن بكل تأكيد نحرص، متى ما توفرت الأدلة القطعية فيما يخص كل من ورد اسمه في القائمة، على إعلان بيان بما يثبت لدينا من معلومات، وقد سبق أن أعلنا في بيانات سابقة عن مصرع 3 ممن وردت أسماؤهم على قائمة الـ85، إضافة لمن وردت أسماؤهم في هذا البيان، ليصبح الإجمالي 6 مطلوبين لقوا مصرعهم، إضافة إلى 3 قاموا بتسليم أنفسهم، كما أعلنا عنهم». وبين المتحدث الرسمي، أن إظهار الوزارة لقائمة معينة لا يعني بالضرورة أنها تضم كل المطلوبين، موضحا أن عدم الإعلان عن قوائم لا يعني عدم وجود مطلوبين يلاحقهم الأمن السعودي.

وتابع التركي، أن المطلوبين الـ3 لقوا مصرعهم في ظروف غامضة، مضيفا أن ثمة مؤشرات قوية لم تتوقف من حينها على أن بينهم مطلوبين للجهات الأمنية للسعودية.

وفي ختام حديثه مع «الشرق الأوسط»، أكد التركي أن رسالة الداخلية السعودية ما زالت ثابتة ومستمرة، بعد أن أثبت الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، استمرار بلاده في نهجها، من خلال فتح باب الفرصة لكل من غرر بهم، وتورطوا في حبال الفئة الضالة، سواء ممن وردت أسماؤهم ضمن قائمة الـ85 أو غيرهم، داعيا من غرر بهم إلى المبادرة بتسليم أنفسهم، والاستفادة من الظروف التي توفرها بلادهم لهم للعودة إلى الوطن ولمّ شملهم، مؤكدا في الوقت ذاته بذل وزارته كل ما بوسعها لتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن.

وبحسب معلومات توافرت لـ«الشرق الأوسط»، فإن محمد عبد الرحمن سليمان الراشد، الذي يكنى بـ«أبو سلمان أو أبو عبد الله» من مواليد مدينة بريدة عام 1983، كان قد غادر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في 25 ديسمبر (كانون الأول) عام 2004، بجواز سفر حصل عليه بموجب بطاقة أحوال مزورة تحمل صورته واسم شقيقه، وكان الراشد يلاحق أمنيا من قبل السلطات الأمنية السعودية، بسبب ارتباطه بعناصر تنظيم القاعدة في الداخل والخارج، وتخطيطه مع مجموعه من عناصر التنظيم للقيام بعمليات إرهابية داخل السعودية، وتحديدا تستهدف آبار ومنشآت النفط، إضافة إلى تزوير وثائق للحصول على جوازات سفر، وكذلك مغادرته إلى العراق للقتال، وتقديمه الدعم المالي، وارتباطه بمنسقين لمغادرة عناصر التنظيم للخارج.

كما أفادت المعلومات بأن فهد صالح سليمان الجطيلي، الذي يكنى «أبو صالح» غادر إلى قطر في 10 سبتمبر عام 2001، واستعادته السلطات الأمنية السعودية من معتقل غوانتانامو عام 2006، وقد أدرج في قائمة الـ85 بعد تسلله إلى اليمن، وانضمامه لصفوف تنظيم القاعدة باليمن، بقيادة المطلوب ناصر الوحيشي.

ويحمل سلطان راضي سميليل الدلبحي العتيبي عددا من الكنى والأسماء الحركية مثل «عبد الله المكاوي وأبو عابد وأبو محمد المكي وأبو محمد»، وهو من مواليد مدينة البدائع بمنطقة القصيم في 1985، ولا يحمل وثائق سفر رسمية، بينما غادر البلاد بجواز سفر حصل عليه بموجب بطاقة أحوال مزورة تحمل صورته واسم شقيقه، حيث غادر إلى سورية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2006، وأدرج في قائمة الـ85، نظرا لارتباطه بتنظيم القاعدة في الداخل والخارج، والتنسيق مع بعض عناصره لتوفير الدعم المالي، وتنسيق السفر إلى الخارج للمطلوبين، كما كان يخطط للتسلل إلى السعودية لدعم أنشطتهم الإرهابية، والعثور على جواز السفر الذي يستخدمه بالوكر الإرهابي لخلية تريم في اليمن الذي قتل فيه حمزة القعيطي.

يشار إلى أن حادثة تريم وقعت في أغسطس عام 2008، حيث قتل 5 من أعضاء تنظيم القاعدة، وجرح اثنان آخران في الاشتباكات التي وقعت في مدينة تريم بوادي حضرموت، وقتل فيها اثنان من رجال الأمن وجرح 3 آخرون، وكانت وزارة الداخلية قد بثت بيانا يوم أمس، أعلنت فيه على لسان المتحدث الأمني بالوزارة، «أن الجهات الأمنية المختصة علمت عن حدوث انفجار في أثناء اجتماع لعناصر الفئة الضالة المتواجدين في الخارج، وذلك مساء يوم الاثنين 24 رمضان المبارك الماضي، وقد نتج عن ذلك الانفجار مقتل عدد من الحضور، وإصابة بعض آخر من بينهم سعوديون مطلوبون للجهات الأمنية».

وأضاف بيان وزارة الداخلية «من خلال التواصل مع الجهات ذات العلاقة، تم الحصول على عينات من الحمض النووي لمن لقوا مصرعهم في هذا الانفجار، واتضح مقتل محمد عبد الرحمن سليمان الراشد (28 عاما)، سعودي الجنسية تمكن عام 2004 من السفر بوثائق مزورة إلى المناطق المضطربة، والانضمام إلى تنظيم الفئة الضالة والمشاركة في استهداف الوطن بمخططات إجرامية، وقد ورد اسمه ضمن قائمة المطلوبين».

كما أعلن البيان عن مقتل فهد صالح سليمان الجطيلي (28 عاما)، سعودي الجنسية، وهو أحد معتقلي غوانتانامو السابقين، وتمت استعادته في شهر مارس (آذار) عام 2006، وألحق ببرنامج الرعاية، ووفرت له كافة الإمكانات لمساعدته في العودة إلى أسرته ومجتمعه، إلا أنه هرب متسللا إلى الخارج، وانضم إلى التنظيم الضال في الخارج، الذي يستهدف الوطن بمخططات إجرامية، وقد ورد اسمه ضمن قائمة المطلوبين التي تم الإعلان عنها.

كما أعلن بيان وزارة الداخلية عن مقتل سلطان راضي سميليل الدلبحي العتيبي (26 عاما) سعودي الجنسية، الذي تمكن في أكتوبر عام 2006 من مغادرة المملكة مستخدما جواز سفر شقيقه للانضمام إلى التنظيم الضال في الخارج، وقد ورد اسمه ضمن قائمة المطلوبين التي تم الإعلان عنها.

وختم بيان وزارة الداخلية السعودي بالقول، إن الجهات المختصة قامت «بإبلاغ ذويهم لاستيفاء المتطلبات الشرعية والإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات».

يشار إلى أن الأسماء التي تم رفعها من قائمة الـ85 بالإضافة إلى الـ3 الذين تم الإعلان عنهم يوم أمس، كذلك عبد الله عسيري، أحد المطلوبين على القائمة الذي انتحر في هجوم إرهابي فاشل استهدف الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية، نفذه في أغسطس، فيما تسلم الأمن السعودي المطلوب عبد الله الحربي، في مارس، بينما سلم 3 مطلوبين أنفسهم للأمن السعودي وهم محمد العوفي، الذي أعلن قائدا ميدانيا لـ«القاعدة» في فبراير، وكذلك فهد رقاد سمير الرويلي، في مارس، كما سلم المطلوب فواز حميدي العتيبي نفسه للأمن السعودي في سبتمبر، ويوسف محمد مبارك الجبيري الشهري، ورائد عبد الله سالم الظاهري الحربي، منفذا هجوم نقطة أمن الحمراء بمحافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان في أكتوبر، وجميع هذه العمليات تمت عام 2009.