انتخابات أوكرانيا: دورة ثانية يتنافس فيها الولاء لروسيا مع الميل لأوروبا

تقدم يانوكوفيتش وتيموشينكو.. وهزيمة مهينة للرئيس المنتهية ولايته يوشينكو

TT

يتواجه المعارض الأوكراني الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش مع منافسته يوليا تيموشنكو، الميالة أكثر إلى أوروبا، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأوكرانية بعدما تصدرا نتائج الدورة الأولى التي جرت أول من أمس فيما خرج الرئيس المنتهية ولايته فيكتور يوتشنكو من السباق.

ومثلما توقعت استطلاعات الرأي، تصدر يانوكوفيتش نتائج الدورة الأولى متفوقا على تيموشنكو. وذكرت اللجنة الانتخابية انه بعد فرز 91% من الأصوات وفاز يانوكوفيتش وفق هذه النتائج ب35% من الأصوات مقابل 25% ليوتشنكو. وحل في المرتبة الثالثة المصرفي السابق سيرغي تيغيبكو بحصوله على 13.07% من الأصوات، ما يضعه في موقع «صانع الملوك». غير أنه رفض إعطاء أنصاره تعليمات للتصويت في الدورة الثانية المقررة في السابع من الشهر المقبل، معتبرا أن أيا من المرشحين المتنافسين لا يجسد «التغيير». وحل رئيس البرلمان السابق أرسيني ياتسينيوك رابعا بحصوله على نحو 7% من الأصوات.

وأسفرت النتائج، عن فشل ذريع لفيكتور يوشينكو رئيس الدولة، صاحب «الثورة البرتقالية»، حيث حل خامسا في قائمة المرشحين بنسبة أصوات تقترب من خمسة في المائة ليخرج من حلبة السباق التي لم تعد تتسع سوى ليانوكوفيتش زعيم «حزب الأقاليم»، أكبر أحزاب المعارضة، وتيموشينكو، رئيسة الحكومة الحالية. وبهذا يكون يوشينكو قد حصد ثمار سياسته طوال السنوات الخمس الماضية، واعترف أن الانتخابات جرت بشكل ديمقراطي، مضيفا أنه سيقول كلمته لمواطنيه في القريب العاجل.

ويتوقع مراقبون بدء يانوكوفيتش وتيموشينكو مداولاتهما ومباحثاتهما مع المرشحين الذين خرجوا من السباق سعيا وراء الفوز بأصوات ناخبيهم. وفيما يتوقع البعض احتمالات تقدم تيموشينكو على منافسها في الفوز بأصوات ناخبي المرشحين الآخرين ومعظمهم كانوا من أنصار الثورة البرتقالية، رجح آخرون أن يبقى يانوكوفيتش المرشح الأوفر حظا نظرا إلى رسوخ مواقعه الانتخابية في شرق وجنوب أوكرانيا ما وفر له الكتلة الانتخابية الأكبر على خلفية ما أصاب الملايين من مواطني أوكرانيا من شعور مرير ومهانة وخيبة أمل جراء غرق نجوم «الثورة البرتقالية» في خلافاتهم وعدم قدرتهم على تنفيذ ما سبق وقطعوه على أنفسهم من وعود ودخولهم في صراعات جانبية.

واعتبر البعض أن منصب رئيس الحكومة سيكون الورقة التي يراهن عليها كل من المرشحين للدورة الثانية من أجل استمالة نجوم المعركة الانتخابية في جولتها الأولى وفي مقدمتهم تيغيبكو وارسيني ياتسينيوك اللذان حلا في المرتبتين الثالثة والرابعة.

وثمة من يقول إن روسيا تظل الغائب الحاضر في مداولات الغريمين حيث يحاول كل منهما تأكيد حرصه على العلاقة معها، وإن بدت تصريحات يانوكوفيتش بهذا الصدد أكثر إقناعا في الوقت الذي لم تُخفِ فيه تيموشينكو تمسكها بما سبق وأعلنته من موقعها في صفوف الثورة البرتقالية حول ضرورة توطيد علاقات بلادها مع البلدان الأوروبية.

وأبدى كل من الخصمين الفائزين في الدورة الأولى منذ الآن ثقته في الفوز. وقالت رئيسة الوزراء الليلة قبل الماضية إن «يانوكوفيتش الذي يمثل أوساط الإجرام لا يحظى بأي فرصة». ورد عليها المرشح الأوفر حظا معتبرا أن هذا التصريح يدل على «يأس» منافسته وقال: «اليوم كان استفتاء (على الفريق البرتقالي). لقد تلقوا حكم الشعب وهذا الحكم كان عادلا».

وأعلنت لجنة مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الدورة الأولى كانت مطابقة للمعايير الديمقراطية. وأعلنت اللجنة في بيان أن «الدورة الأولى من الانتخابات الأوكرانية جرت بشكل جيد»، معتبرة أنها «مطابقة لمعظم معايير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا». وتابع البيان أن «الانتخابات أثبتت احترام الحقوق المدنية والسياسية وأتاحت للناخبين خيارا حقيقيا بين مرشحين يمثلون آراء سياسية مختلفة»، مشيرا إلى أن «المرشحين تمكنوا من خوض الحملة بحرية».