هايتي: تنظيم المساعدات وإعلان الطوارئ لاحتواء الفوضى ودفن 70 ألف جثة

بان كي مون يطالب بـ3500 عسكري إضافي لقوة السلام.. والسنغال تقترح وطنا في أفريقيا للهايتيين

هايتيون يتدافعون لتلقي المساعدات أمس (أ.ب)
TT

تكثفت عمليات الإغاثة في هايتي، حيث فتح 280 مركز استقبال أبوابها، أمس، في محاولة لمساعدة المنكوبين الذين ينقصهم كل شيء، بعد نحو أسبوع على الزلزال الذي أدى إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص، في حين ازدادت وتيرة أعمال السلب والنهب.

وفي مواجهة الفوضى ويأس المواطنين أعلنت الحكومة الهايتية، أول من أمس، حالة الطوارئ حتى نهاية الشهر، كما تقرر إعلان الحداد الوطني لمدة 30 يوما، وتنكيس الأعلام في المباني الرسمية في ذكرى الضحايا، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان أمس، أن «حوادث العنف وأعمال النهب في ارتفاع، في الوقت الذي تزداد فيه خيبة الأمل» في صفوف الناجين، وأضاف البيان، أن سكان بورت أوبرنس يكافحون الآن فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، فالأعصاب تنهار مع إدراك الناجين الجياع والعطشى هول الخسارة، مؤكدا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر «تضاعف جهودها وتقدم الطعام والماء والدواء لآلاف المنكوبين».

ميدانيا، لا تزال حصيلة ضحايا الزلزال آخذة في الارتفاع، إذ أعلن وزير الدولة الهايتي لمحو الأمية كارول جوزيف عن دفن 70 ألف جثة في مقابر جماعية، فيما توقعت القوات الأميركية ارتفاع الحصيلة إلى 200 ألف قتيل، وقد تسبب الزلزال في إصابة 250 ألف شخص بجروح، وتشريد 1.5 مليون شخص، وبعد 5 أيام على الزلزال تمكن فريق إنقاذ تابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية من انتشال 10 أشخاص على قيد الحياة من تحت أنقاض مبان عدة في بورت أوبرنس، أول من أمس، وأوضحت الوكالة بأنه «بحسب مسؤولي الإنقاذ فهذا أعلى رقم لأشخاص أنقذوا خلال يوم واحد» منذ الزلزال، مشيرة إلى أن فرقها الـ4 أنقذت 35 شخصا حتى الآن، مؤكدة استمرار عمليات البحث عن ناجين لأن الآمال في العثور على أحياء لم تتبدد بعد.

وعلى الرغم من أن المجموعة الدولية سارعت إلى القيام بتعبئة كثيفة لمساعدة هذه الدولة الأفقر في الأميركتين، فإن جهود المساعدة تعرقلت بسبب صعوبات لوجستية بعدما اكتظ المطار بالطائرات ودمر المرفأ، فيما قطعت الكثير من الطرقات بسبب الأنقاض.

ولتلبية احتياجات الهايتيين فتح 280 مركز استقبال أبوابها اعتبارا من أمس، لتوزيع المواد الغذائية وإيواء المشردين، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر حكومي هايتي، وسيكون بوسع هذه المراكز استقبال 500 شخص، وستوزع في ساحات عامة وملاعب المدارس وكنائس في العاصمة بورت أوبرنس و6 مدن محيطة بها.

من جهتها، أعلنت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة توزيع 105 آلاف وحدة إعاشة تعيل كل منها شخصا واحدا لفترة أسبوع، بالإضافة إلى اختيار موقع لبناء مخيم للاجئين قادر على استقبال 100 ألف مشرد، على بعد 13 كلم عن العاصمة، بغرض إبعاد الناس عن المناطق المدمرة.

في غضون ذلك، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، مجلس الأمن بإرسال 3500 عنصر إضافي إلى هايتي لتعزيز قوة السلام الموجودة هناك، والبالغ عددها 11 ألف جندي، وقال بان كي مون، في تصريح صحافي أدلى به إثر اجتماع تشاوري حول هايتي، عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك «رفعت توصية إلى مجلس الأمن بزيادة عدد عناصر الشرطة إلى 1500 عنصر وعدد العسكريين إلى 2000 لمدة 6 أشهر»، وقدم الأمين العام أمام أعضاء مجلس الأمن الـ15 عرضا لنتيجة زيارته إلى هايتي التي استغرقت أول من أمس 6 ساعات.

وقال بان كي مون «شاهدت دمارا رهيبا، والحاجات هناك هائلة، وسمعت بشكل واضح رسالة الناس في الشارع: نحن بحاجة إلى الأمم المتحدة، نحن بحاجة إلى عمل وغذاء».

كذلك، أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة، أمس عن أن 46 شخصا من العاملين معها في هايتي قتلوا نتيجة الزلزال، مضيفا أن 500 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين، وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى 40 قتيلا، بعد أن أكدت الأمم المتحدة، الجمعة الماضي، مقتل مدير بعثتها في هايتي التونسي الفرنسي، هادي عنابي، ومساعده البرازيلي لويز كارلوس دا كوستا.

وفي سياق متصل، قالت السنغال إنه يتعين على البلدان الأفريقية أن تعرض على ضحايا زلزال هايتي فرصة إعادة توطينهم في أفريقيا، وقال الرئيس السنغالي عبد الله واد على موقعه الإلكتروني: «يتعين على الأفارقة أن يعرضوا على أبناء هايتي فرصة العودة لوطنهم، إنه حقهم ولا توجد مساومة في ذلك»، وأضاف، واد، أن سكان هايتي ينحدرون من نسل العبيد، وأنه لذلك السبب فإن من حقهم إعادة توطينهم في القارة الأفريقية، وتابع الرئيس السنغالي أنه سيعرض على الاتحاد الأفريقي المؤلف من 53 دولة إقامة وطن خاص لأبناء هايتي، على أرض أفريقية مهد أجدادهم.