الاتحاد الأوروبي يخصص 600 مليون دولار لهايتي

عبر عن استعداده لإرسال عناصر شرطة أوروبية

TT

تعهد الاتحاد الأوروبي، أمس، بتخصيص 420 مليون يورو (600 مليون دولار) لهايتي بعد الزلزال المدمر الذي ضربها وأدى إلى مقتل آلاف الأشخاص، وعبر عن استعداده لإرسال عناصر شرطة أوروبية للمساعدة في حفظ الأمن في البلد.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التنمية والمساعدات الإنسانية، كارل دي غوشت، إن المساعدات ستشمل 137 مليون يورو لتلبية الاحتياجات قصيرة المدى، و200 مليون، على الأقل، للاحتياجات متوسطة وبعيدة المدى. وقال متحدث باسم المفوضية أيضا إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستقدم 92 مليون يورو إضافية. وأعلن عن هذه المبالغ في ختام اجتماع لوزراء التنمية الأوروبيين في بروكسل، أثناء مؤتمر صحافي مشترك عقده ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد، وكاترين أشتون، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد، وكارل دي غوشت، مفوض شؤون التنمية والمساعدات.

وفي إطار المساعدات الخاصة بكل دولة، أعلنت بريطانيا، أمس، أنها ستزيد حجم مساعداتها الإنسانية لهايتي إلى ثلاثة أمثالها لتصل إلى 30 مليون دولار. وقال دوغلاس ألكسندر، وزير التنمية الدولية، في بيان «من الواضح الآن أن المجتمع الدولي يتعامل مع مستوى من الدمار غير مسبوق تقريبا». وستوجه المعونة إلى المزيد من أعمال الإغاثة والإصلاح، مثل توفير المواد الغذائية والملاجئ وخدمات الصرف الصحي والخدمات الصحية الأساسية. وحتى يوم الخميس الماضي كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بتقديم 100 مليون دولار في إطار جهود الإغاثة الفورية، بينما تعهدت ألمانيا بتقديم أكثر من مليوني دولار، وكندا نحو 4.8 مليون دولار.

من جانبه قرر رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، وضع مسألة هايتي، إنسانيا وعمرانيا، على جدول مناقشات القمة الأوروبية الاستثنائية المقررة في 11 فبراير (شباط) المقبل، والتي كانت مخصصة أصلا لبحث استراتيجية النمو الاقتصادي الأوروبي في أفق 2020. وأشار فان رومبوي، في تصريحات أمس، إلى أن هذا القرار قد اتخذ في أعقاب مشاورات مكثفة مع إسبانيا، الرئيس الحالي للاتحاد، وباقي الأطراف الدولية. وأوضح فان رومبوي أن النقاش خلال القمة القادمة سيتمحور حول مساهمة الاتحاد في أي جهد قادم لإعادة إعمار هايتي، مشيرا إلى أن النقاش يجري حاليا مع الأطراف الدولية كافة لتحديد موعد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار هايتي.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإسباني موراتينوس أن دول الاتحاد قبلت من حيث المبدأ طلب الأمم المتحدة إرسال 140 شخصا من عناصر الشرطة الأوروبية للمساعدة في حفظ الأمن والاستقرار في هايتي. ونفى موراتينوس وأشتون أن تكون مؤسسات الاتحاد الأوروبي قد تلقت شكاوى من منظمات غير حكومية بشأن صعوبة إيصال المساعدات إلى مستحقيها في هايتي، بسبب التواجد الأميركي في مطار البلاد. وقال: «لم نتلقَ شكاوى في هذا الشأن، ولكننا نعتقد أن الوجود العسكري الأميركي مفيد لتنظيم حركة وصول المساعدات الإنسانية للمطار والمرفأ في هايتي وضبط الأمن». وأثنى موراتينوس على الوجود الأميركي في مطار البلاد، مشيرا إلى أن ما يحدث قد يكون عبارة عن «ازدحام للطائرات القادمة والمحملة بالمساعدات الإنسانية، وهو أمر يحتاج إلى تنظيم وإدارة».

بدورها، أكدت أشتون، أنها ستزور واشنطن الأربعاء المقبل، لإجراء مباحثات مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول التنسيق الدولي في هايتي. وأشارت إلى أن «أوروبا منفتحة للمساهمة في أي مؤتمر دولي في هذا الشأن». كذلك، أعلن المفوض الأوروبي لشؤون التنمية، كارل دي غوشت، عزمه السفر إلى هايتي الأربعاء المقبل أيضا، لتقييم الوضع على الأرض ودراسة حاجيات السكان والحكومة المحلية لإعادة الإعمار.