مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»: نأسف لإساءات إيران وننصحها بالتفرغ لمشكلاتها الداخلية

«القاعدة» تنفي مقتل 6 من قياداتها وتعترف بجرح البعض.. وصنعاء تتوعد بضربات جديدة

TT

أعربت مصادر يمنية عن أسفها لما نشرته بعض وسائل إعلام إيرانية من إساءة لليمن وقيادته، وقالت إن هناك جهات في إيران تسعى «لجر اليمن إلى حلبة صراعات، وإلى اتخاذ مواقف حاسمة»، بما تقوم به من دعم وُصف بـ«المفضوح» للحوثيين الذين يقودون تمردا مسلحا ضد النظام في شمال البلاد.

وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن إيران «صعدت من استهدافها واستدراجها لليمن، وذلك من خلال استهداف اليمن وقيادته، وبخاصة في الظروف الحالية التي يمر بها اليمن، والمتمثلة في حربه ضد الإرهاب»، وأشارت إلى أن هناك جهات ذات نفوذ في إيران «تتخبط في البحث يوميا عن المزيد من الأعداء، فبعد استعداء دول الخليج، جاء الدور على اليمن»، وأنها تحاول «تغليف ذلك بعباءة إسلامية، وبعدائها التقليدي للولايات المتحدة، والذي لا تتحمل دول المنطقة وزره». ونصحت المصادر اليمنية تلك الجهات الإيرانية في طهران بـ«التفرغ لمشكلات إيران الداخلية، وعدم الانشغال بمشكلات الآخرين والتدخل في شؤونهم».

وكانت وكالة أنباء «فارس» وغيرها من الوكالات التابعة لـ«الحرس الثوري الإيراني» والمدرجة على لائحة الإرهاب الأميركية، نشرت خبرا عن أن «الأميركيين والحكومة اليمنية توصلوا، السبت، إلى اتفاق لتحويل هذه الجزيرة إلى قاعدة عسكرية تنطلق منها عمليات محاربة القرصنة و(القاعدة) في اليمن والصومال». وفي سابقة بين إعلام البلدين، أضافت الوكالة عن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح: «وصالح الذي كان يُعرف بـ(صدام الصغير) هو الحاكم الأطول عهدا في الشرق الأوسط بعد معمر القذافي في ليبيا. وصرحت المصادر عن عدم الثقة بتعاون اليمن، وأكدت وجود بعض بوادر أمل، ففي يوليو (تموز) اجتمع صالح بالجنرال ديفيد بترايوس، رئيس القيادة المركزية الأميركية، من أجل التنسيق أكثر في استراتيجية مكافحة ما يسمى بالإرهاب»، حسب الوكالة الإيرانية. وفي موضوع الإرهاب، تبادلت السلطات اليمنية وتنظيم القاعدة، أمس، التهديد والوعيد. ففي الوقت الذي توعد اللواء الركن مطهر رشاد المصري، وزير الداخلية اليمني، بتوجيه المزيد من الضربات ضد «القاعدة»، ردت الأخيرة متوعدة من أسمتها الحكومة اليمنية «العميلة»، بحسب وصفها.

وقال وزير الداخلية اليمني إن تنظيم القاعدة «مني بخسائر كبيرة وفادحة في اليمن»، وذلك بعد «تلقيه ضربات موجعة من المؤسسة العسكرية والأمنية، توجت مؤخرا بمصرع عدد من قياداته الخطرة»، وأضاف المصري في محاضرة له في دورة تدريبية لعدد من الضباط حول «الوضع الأمني في اليمن والتحديات التي تواجه أجهزة الأمن»، أن الضربات التي تقوم أجهزة الأمن اليمنية، منذ أسابيع عدة، بتنفيذها ضد مواقع، يعتقد أنها لـ«القاعدة»، لن تكون الأخيرة «طالما أن أمن الوطن واستقراره ومؤسساته ما زالت مستهدفة من قبل العناصر الإرهابية».

وأشار اللواء المصري إلى أن «الأجهزة الأمنية قادرة على التعاطي مع التحديات كافة بما في ذلك مواجهة خلايا الإرهاب وعناصره، والتصدي بحزم لأية أعمال إرهابية»، وإلى أن «الجهود التي يبذلها اليمن لمكافحة الإرهاب تأتي كضرورة وطنية وحتمية بالدرجة الأولى لتخليص الوطن من شرور العناصر الإرهابية، باعتبار اليمن كان من أوائل الدول المكتوية بنار الإرهاب، نظرا إلى ما ألحقه من أضرار وخسائر فادحة بالاقتصاد الوطني، فضلا عن كون هذه الجهود تندرج ضمن جهود الأسرة الدولة لمواجهة الإرهاب كآفة تهدد مختلف دول العالم».

كما أكد أن «التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية ليست بذلك القدر الذي تصوره بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وتتعمد إظهاره بصورة مبالغ فيها ومضخمة»، وأن الأمن في اليمن مستتب «عدا بعض الاختلالات التي يقوم بها الخارجون على النظام والقانون، سواء في محافظة صعدة وحرف سفيان أو في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية»، وأكد أن الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية «قادرة على مواجهة تلك التحديات، وتواصل عملياتها البطولية وتحقيق انتصاراتها المتتالية على أي عناصر تستهدف أمن الوطن واستقراره».

ونفى بيان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي نشر على شبكة الإنترنت، مقتل ستة من قياداته في منطقة تقع قرب الحدود اليمنية - السعودية بين محافظتي صعدة والجوف، كما أعلنت السلطات اليمنية ذلك يوم الجمعة الماضي، ووصف البيان ذلك بـ«الادعاءات الكاذبة»، لكنه اعترف بتعرض بعض عناصره في تلك الغارة الجوية لـ«جروح طفيفة».

وأضافت «القاعدة» في بيانها: «كثر من الحكومة اليمنية العميلة الادعاءات الكاذبة بزعمها نجاح عملياتها المشتركة مع الأمريكان ضد قيادات المجاهدين في جزيرة العرب، وآخر هذه الادعاءات أنها قتلت ستة منهم بين ولايتي الجوف وصعدة في منطقة الأجاشر. وإننا نطمئن أمتنا المسلمة أنه لم يقتل أحد من المجاهدين في تلك الغارة الغاشمة الغادرة، وإنما أصيب بعض الإخوة بجروح طفيفة».

وجاء بيان «القاعدة» بعد يوم واحد من اتخاذ السلطات اليمنية إجراءات أمنية استثنائية لتأمين وحماية المنشآت النفطية ومنشآت الطاقة في البلاد، تحسبا لعمليات انتقامية من قبل تنظيم القاعدة. وتقول السلطات إن العمليات الاستباقية، التي بدأتها السلطات اليمنية أواخر شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي ضد «القاعدة»، تعود إلى معلومات استخباراتية لديها بنية تنفيذ «القاعدة» لعمليات إرهابية ضد المصالح الغربية والمنشآت الحساسة في البلاد، وتحديدا في العاصمة صنعاء ضد السفارات الأجنبية، كما جاء على لسان مسؤولين في المخابرات الأميركية، وهو ما دعا السلطات إلى إعلان «حرب مفتوحة» ضد «القاعدة».