واشنطن تبحث توسيع صلاحيات «البنتاغون» لمساعدة اليمن أمنيا

مؤتمر لندن يختصر إلى جلسة ساعتين.. وأنباء عن إصابة الحوثي وليس مقتله

ضابط أمن يمني يفتش حقيبة أحد المسافرين في مطار صنعاء الدولي أمس (رويترز)
TT

تبحث إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مد صلاحيات وزارة الدفاع (البنتاغون) لمساعدة بلدان مهددة من تنظيم القاعدة مثل اليمن والصومال لبناء قواتها الأمنية، وذلك وفقا لما قاله أمس مسؤولون دفاعيون وأعضاء كونغرس في واشنطن. وقال مسؤول دفاعي أميركي في معرض دفاعه عن هذه المقترحات: «في بعض الأحيان عليك أن تتعامل مع الشيطان».

وقد تضاف الصلاحيات الجديدة لـ«البنتاغون» إلى فاتورة النفقات الإضافية البالغة 33 مليار دولار التي سيقدمها أوباما في أول فبراير (شباط) إلى الكونغرس لإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان. ولم يحدد المسؤولون المبلغ الذي سيخصص لليمن، لكن بموجب الصلاحيات الجديدة سيتمكن «البنتاغون» من تدريب وبناء قوات أمنية لمكافحة الإرهاب في هذه البلدان.

وفي لندن، قالت الحكومة البريطانية إن المؤتمر الدولي الذي دعت إليه حول اليمن سيتم اختصاره إلى جلسة ساعتين. وأبلغ إيفان لويس المسؤول في وزارة الخارجية البريطانية أعضاء البرلمان أن المؤتمر الذي سيعقد يوم 27 من الشهر الحالي سيكون على مستوى وزراء الخارجية وليس القادة. وكان غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني دعا إلى المؤتمر في أعقاب اكتشاف العلاقة بين النيجيري الذي حاول تفجير طائرة أميركية و«القاعدة» في اليمن.

إلى ذلك، حذر الدكتور عبد الرحمن بافضل رئيس كتلة حزب الإصلاح المعارض من غرق اليمن والخليج إذا لم يتم احتواء ظاهرة الحراك في الجنوب والتمرد الحوثي في الشمال و«القاعدة» في الوسط، داعيا إلى معالجة هذه التحديات من خلال حوار وطني شامل و«إذا لم يحدث مثل هذا الأمر، فإننا في اليمن سنغرق وسيغرق الخليج معنا، لأننا في سفينة واحدة» حسب قوله.

من جهة أخرى قال مسؤول يمني أمس: إن زعيم المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن عبد الملك الحوثي على قيد الحياة، لكنه أصيب إصابات بالغة، وخوَّل قريبا له ليحل محله في قيادة التمرد الشمالي. ولم يؤكد ذلك المتمردون.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول حكومي محلي بمحافظة صعدة شمال البلاد، وهي معقل الحوثيين، أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الحوثي أصيب بجروح في ساقه ويده، وأن ساقه بترت بعد ذلك.

وقال المسؤول: إن الحوثي أصيب منذ نحو شهر لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن المكان الذي أصيب فيه. وذكر موقع على الإنترنت تابع للحكومة الشهر الماضي أن الحوثي ربما يكون قد قتل بعد أن أصابته القوات الحكومية بجروح بالغة. ولم يصدر أي تأكيد حول هذا التقرير من المتمردين.

وأضاف المسؤول أن الحوثي لم يعد قادرا على الظهور بعد ذلك، وسلم قيادة التمرد إلى صهره يوسف المدني. وعاد الحوثي إلى منزله بإحدى القرى للعلاج. في غضون ذلك أكدت مصادر يمنية انتزاع الوحدات العسكرية من قوات الجيش والأمن مواقع جبلية كانت بأيدي الحوثيين المتمردين في محافظة صعدة شمال اليمن.

وقالت مصادر بوزارة الدفاع اليمنية أمس: إن قوات الجيش واصلت تقدمها في الحرب على الحوثيين في محور صعدة، بتطهير عدد من المواقع والجبال في هذا المحور، ودمرت قوات الجيش في المواجهات، التي شهدتها مناطق ومواقع قتالية بين الجانبين، مشيرة إلى أن قوات الجيش دمرت أوكارا وتحصينات للحوثيين المتمردين، اشتملت على المتاريس والخنادق التي أقيمت في أماكن ومواقع مهمة من محور صعدة، وهو ما تسبب في سقوط ضحايا قتلى وجرحى من الحوثيين. وأشارت المصادر نفسها إلى هجوم القوات المسلحة على مواقع المتردين، في جبل المدور الذي سيطرت عليه القوات الحكومية، بإسناد من المواطنين، ودُمِّرت أوكار ومواقع في جبل الأحراش وجبل سربة، وأفشل المقاتلون من الوحدات العسكرية عمليات للتسلل قام بها المسلحون من أتباع الحوثي مستهدفين بهذه العلميات المواقع التابعة للقوات المسلحة في جبل وهبان، وتكبد المهاجمون خسائر في الأرواح والمعدات الحربية.

وذكرت المصادر العسكرية أن قوات الجيش تمكنت من تدمير خمس سيارات كانت تحمل أسلحة وذخائر ومسلحين متجهين صوب وادي عبلة وملف صيفان والمربعة والمجزعة، وتصدت وحدات خاصة من قوات الجيش لتسللات نفذها الحوثيون في مواقع تقع بالقرب من موقع النصر وموقع الصمود وتبة شمسة، وأدت هذه الوحدات، في تصديها لهجمات الحوثيين، إلى مصرع عدد من المهاجمين والمتسللين، ولاذ المهاجمون بالفرار بعد فشلهم في تحقيق اختراقات في المواقع العسكرية للقوات المسلحة.

في الوقت ذاته قالت مصادر محلية في صعدة: إن المواجهات وقعت في جبلي المدور والأحراش اللذين يطلان على منطقة دماج مؤكدة سقوط أكثر من 30 عنصرا من الحوثيين من القتلى والجرحى.

وقالت المصادر: إن المواطنين في هذه المنطقة ساندوا القوات المسلحة في هذه الاشتباكات، وقد نجم عن هذه الاشتباكات مقتل 4 من المواطنين المساندين للجيش ضد الحوثيين. وأكدت المصادر قتل قيادي من المتمردين في هذه المجابهات اسمه أحمد النعمي، وشن الطيران غارت جوية على مواقع للحوثيين في محوري صعدة والملاحيظ، استهدفت تجمعات في جامع ابن هادي وفي منطقة الجميمة، ونجم عن هذا القصف خسائر بشرية ومادية في المناطق التي استهدفتها القوات الجوية في هذه الغارات، واستهدف القصف الجوي مواقع في محور الملاحيظ في مديرية رازح والمدافن، وحققت قوات الجيش تقدما في محور الملاحيظ وطاردت المتردين بالقرب من ظهر الحمار، ودُمرت سيارات وآليات كانت بحوزة أنصار الحوثي في هذه المواقع والمناطق، التي تشهد حربا مستمرة بين الجانبين في إطار ما اصطلح على تسميته بالحرب السادسة بين قوات الجيش والحوثيين، والتي بدأت في 12 من أغسطس (آب) من العام الماضي. على صعيد آخر قال مسؤول حكومي أمس: إن اليمن بدأ في تنفيذ قانون جديد لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بعد صدور مرسوم رئاسي للعمل رسميا بالقانون.

وأضاف المسؤول: إن القانون الجديد يشتمل على 33 مادة؛ تختص بجرائم غسل الأموال، وتمويل الإرهاب، وواجبات الجهات الرقابية والمؤسسات الحكومية المالية وغير المالية، بالإضافة إلى التعاون الدولي، وتبادل المعلومات، وتسليم المجرمين في هذا المجال، وإجراءات التحقيق والمحاكمة.

ونص القانون على أن جريمة غسل الأموال تشمل: جرائم السرقة، واختلاس الأموال العامة أو الاستيلاء عليها بوسائل احتيالية، أو الرشوة، وخيانة الأمانة، إضافة إلى الاتجار غير المشروع بالأسلحة، وزراعة المواد المخدرة وتصنيعها، والاتجار فيها في الداخل أو تصديرها للخارج.

وبين القانون الجديد أن مرتكب جريمة تمويل الإرهاب هو كل من يجمع أو يقدم أموالا بشكل مباشر أو غير مباشر، وبأي وسيلة كانت مع علمه كليا أو جزئيا بتمويل ارتكاب أي فعل من أفعال العنف أو التهديد به، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم وتعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر. ويدخل في جريمة تمويل الإرهاب أي فعل يشكل جريمة تندرج في نطاق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة التي يكون اليمن قد صدق عليها.